رئيس التحرير
عصام كامل

المؤامرة و"فاهيتا".. وكوميديا "النفخ فى الزبادى"!


نترك تفاصيل الإعلان الذي يثير الزوابع الآن وتحول إلي حديث المصريين في كل مكان.. نترك إعلان "فاهيتا" الذي أنتجته شركة فودافون لتسويق عروضها علي مواقع التواصل الاجتماعي لنناقش معا تفاصيل أخري مهمة علي هامش الموضوع وما حوله ولكنها شديدة الاتصال به..


فهناك من يتهم الإعلان بأنه يحمل شفرة تحوي تكليفات لتنظيم الإخوان بالقيام بأعمال إرهابية محددة يحدد الإعلان مكانها وتوقيتها وطريقة ارتكابها من خلال شفرة يحتويها ومعلومات تأتى علي لسان بطلته الست "فاهيتا" الشخصية الكرتونية!

السؤال: متي تلجأ التنظيمات السرية إلي استخدام الشفرات والرسائل البعيدة؟ الإجابة: في عدة حالات منها انقطاع الاتصال بين القيادة والأعضاء.. أو اعتماد الشفرة منذ البداية طريقا للتوجيه من بعيد.. أو تشديد الرقابة بشكل لا يسمح إطلاقا بالتواصل بأي تكليفات!

الحالات الثلاث بالمناسبة أفضل نموذج لها هو تنظيم القاعدة.. تعرض لحرب شرسة دمرت كل قواعده في أفغانستان.. وطوردت قياداته في كل مكان بالعالم.. وروقبت كل الاتصالات في شرق آسيا بسبب اتصالات قياداته بأخطر الأجهزة الإلكترونية!.. ورغم ذلك.. ومع كل ذلك.. لا تزال الأصالات والتوجيهات مستمرة وتأتى من أقصي العالم لتوجه التنظيم في أقصاه الآخر.. تأتى من باكستان وأفغانستان لتدير الإرهاب والقتل في العراق وسوريا وليبيا وسيناء واليمن ومالي.. وبغير أي شفرات من هذا النوع.. وإنما برسائل قد تكون مشفرة فعلا.. لكن بتسلم مباشر من القيادة هناك.. إلي القيادات الإقليمية هنا!

السؤال الثاني: هل يمكن اختراق شركة دعاية وإعلان بأحد المخرجين.. ثم توجيه شركة فودافون إلي اختيار مخرج بعينه ليختار هو أيضا سيناريست إعلانات بعينه ليكتب إعلانا محددا كي تروجه فودافون علي مختلف المواقع ليحمل توجيهات إلي الإخوان؟!

هل هذا ممكن؟ هل هذا أسهل أم نص مكتوب علي أي صفحة أو موقع إلكتروني يحدده الإخوان سلفا يحمل أي شفرة والسلام؟
 
الأهم: هل التوجيه يتم لعمليات إرهاب وتفجير.. أم هو لعمليات عنف وتظاهر؟ الاتهام الموجه لفودافون ببلاغ للنائب العام يتهمها بالتوجيه إلي عمليات إرهابية.. والسؤال: هل كل أعضاء الإخوان مكلفون بالقيام بعمليات إرهابية خطرة كتفجير مول تجاري كبير أو مديرية أمن أو كنيسة كبري؟ أم أنها عمليات يختص بها الجناح العسكري للإخوان ؟

الإجابة المؤكدة أنها من اختصاص التنظيم العسكري بالطبع.. السؤال الأخير: هل سقط هذا الجناح حتي الآن؟ الإجابة بالنفي.. لأنه غير معلوم حتي الآن.. وكوادره من المؤكد تعيش بيننا ولا نعرف عنهم شيئا.. منهم من تخصص في توفير الدعم المالي ومنهم من تخصص في توفير المأوي للأعضاء ببطاقات مزورة أو لأشخاص مجهولين لا يعرفهم الأمن ومنهم من تخصص في جمع المعلومات ومنهم من يقوم بالعملية نفسها.. ولعل جريمة اغتيال المقدم محمد مبروك خير دليل..

جريمة كاملة الأركان.. بها المراقبة والرصد والمعلومة والتنفيذ والتمويه.. والمتهم الرئيسى بها حتي الآن شاب ثري يعيش في حي راق لم يكن يتخيل أحد وجوده في خلية إرهابية بأي حال.. وسقوطه وحده.. وسقوطه بعد الحادث وليس قبله.. يؤكد أن الجناح العسكري للجماعة يعمل في مجمله بعيدا عن العيون ولا يعرفه حتي قادة الإخوان وأنه محل مطاردة من أجهزة الأمن في جهد كبير للوصول إليه.. وأن هذا الجناح العسكري ليس في حاجة أبدا لإعلان مشفر مثل "فاهيتا" وأن الأمر ليس إلا نفخا في الزبادي بعد نار الشوربة المحرقة التي نعيش فيها ليبدو المشهد كوميديا في عمومه وتفاصيله أيضا !
الجريدة الرسمية