هل نجحت الدول الدينية؟
تتسابق التيارات الدينية واحدة تلو الأخرى فى جذب لباب الشعوب المقهورة من حكم دكتاتور إلى حكم دينى مسخرة الدين مطية للوثوب على الحكم تحت شعارات براقة "دولة الخلافة الرشيدة".. مقدمين لشعوبهم وهم العدالة والأمانة والعيش الكريم بينما الواقع يؤكد أن الدولة الدينية هى دولة فاشية فاشلة .
الدول الدينية يتحول الدكتاتور فيها من مؤيد بقوة البوليس الغاشمة إلى مؤيد من الله جل جلاله ويقهر المواطن وتسحق الكرامة باسم الله وتقدم نفوس البشر للذبح والنحر بقلوب مستريحة وأجفان هادئة.. لأنها شريعة الله .. حسب تفسيرهم الضيق.
بينما تخلص الغرب من فكر الدولة الدينية وانطلق فى رحاب العلم والتقدم والرفاهية, ما زال الشرق كسيحا واهما راقدا فى أحضان فكر الدولة الدينية.. فحاول الكل تطبيق الدولة الدينية حسب فكره الضيق وتفسيره المظلم.. فكانت النتيجة دول متخلفة سادت فيها الصراعات والانقسامات والغدر والخسة بين ربوعها.. والأهم هو سحق مواطنيها وعموم التخلف والجهل بين ربوعها.. فعلى سبيل المثال السودان مع أول حكمه عمل على تكريس الدولة الدينية بعدما تعاون مع الإخوان المسلمين فأصدر قوانين الشريعة عام 1983 فى كل أنحاء السودان.. الموضوع الذى رفضه الجنوبيون وغالبيتهم ليسوا مسلمين.. فكانت النتيجة حربا طاحنة وموت عشرات الآلاف والدخول فى حرب أهلية أدت إلى تقسيم السودان بعد ما قضت على الأخضر واليابس.
أفغانستان تم تحريرها من الغزو الروسي ثم تطاحن شركاء الجهاد!! مالكو الحقيقة المطلقة.. وبعد أن استأثرت بالحكم طالبان سعت لإقامة الدولة الدينية.. فأغلقت الصالونات ومنعت الفتيات من الدراسة.. وحرمت الموسيقى وعمت ثقافة قرون سحيقة مضت.. وزهقت أرواح مئات الآلاف وحل الخراب والفقر والجهل بين ربوعها.. وإنجازها الوحيد أن احتلت الدولة الأولى فى العالم فى إنتاج الأفيون والحشيش والهيروين!! بالطبع ليس حراما حسب شريعة طالبان!
غزة.. تمكن الإخوان منها.. فـأول ما قاموا به عزل غزة وقتل شركاء الكفاح والجهاد بلا رحمة فى سعيهم لتطبيق دولة الإيمان.. التى انعدمت فيها الكرامة البشرية وأصبحت غزة مأوى للصوص فتسرق مقدرات دول الجوار وتعيش على سرقات رجالها وتحولوا إلى مرتزقة لمن يدفع ..
العجيب فى سعيهم لكسب شعبهم رفعوا شعار الكرامة لتهدر كرامة مواطنيهم ويتحولوا من مواطنين إلى رهائن لديهم.
مصر شعارات براقة رفعها الإسلام السياسي للدولة الدينية.. وبعد تمكنهم عم الخراب والفساد وتحولت من دولة إلى عزبة للأهل والعشيرة.. وعانى بسطاء الوطن وقُدم الجميع ضحايا للمشروع الإخوانى، ففى سبيل تحقيق مشروعهم أمنوا إسرائيل واستنسخوا تورا بورا فى سيناء.. ومولوا الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح.
تونس كانت بمثابة دولة الريادة فى حقوق المرأة والإنسان.. حكمها تيار إخوانى بحكم دينى حصدت مكتسبات المرأة وأعادت تونس لقرون ماضية وتحولوا للتنكيل بشعبهم.
دول الخليج تحكم حكم دينى ما زالت رهينة لثقافات سحيقة وما زالت دولاً لا تحكم بداستير وإنما بجلسات وفق قرون مضت.. فلا حقوق ولا إنسانية واغتصاب مجتمعي ذكورى لحقوق الإناث وفسق وأكثر دول العالم تخلفا وإرهابا.
بينما تسعى دول الغرب لتحقيق الرفاهية لشعوبها.. تستميت دول الشرق لتكريس الدولة الدينية ليست العديمة الرفاهية فقط.. إنما عديمة الإنسانية والأخلاق والدين أيضا .
Medhat00_klada@hotmail.com