رئيس التحرير
عصام كامل

محلل إسرائيلي: «30 يونيو» أبرزت فشل التيارات الإسلامية.. روسيا المستفيد من توتر العلاقات بين القاهرة وواشنطن.. «أردوغان» يواجه أخطر تحدي لمستقبله السياسي.. والتقارب الإيراني الأمري

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

شهدت منطقة الشرق الأوسط تغيرات كبيرة خلال عام 2013، في دول مثل مصر وسوريا، كما شهدت تقارب كبير بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، ومحاولات أمريكية جادة من أجل التوصل لتسوية شاملة بين فلسطين وإسرائيل. 

المحلل الإسرائيلي، يوسي نيشر، محرر الشئون الشرق أوسطية، ألقى نظرة على أوضاع الشرق الأوسط، وقال إن التطور الأبرز في منطقة الشرق الأوسط عام 2013 الذي قد ينعكس على عام 2014، هو عودة واشنطن و«بقوة سلميا» إلى المنطقة، بعد أن اتسمت فترة ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأولى، بمحاولات متكررة للابتعاد عن منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن أمريكا بمساعدة وزير خارجيتها جون كيري، حاولت في 2013 استعادة دورها القيادي في الملفات «الشرق أوسطية المحورية» على رأسها الملفات الخاصة بإيران وسوريا، وملف مفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل، وسط إدراك أمريكي بضرورة لعب موسكو وطهران دورا محوريا في الصفقات الإقليمية المنعقدة. 

ولفت إلى أن العامل الأبرز في سياسة واشنطن داخل الشرق الأوسط، الإصرار على تجنب الخيارات العسكرية في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط.

وأضاف المحلل الإسرائيلي، أن سياسة واشنطن الخارجية خلال 2013 أثارت قلقا شديدا لدى حلفائها التقليديين على رأسهم إسرائيل (حول الملف الإيراني)، والسعودية (حول الملفين الإيراني والسوري)، ومصر بعد قرار التعليق الجزئي للمساعدات العسكرية، مشيرا إلى أن التوتر بين واشنطن وحلفائها التقليديين في المنطقة، استفادت منه موسكو بمحاولاتها لاستعادة مكانتها في الشرق الأوسط، ولا سيما في عودة علاقاتها العسكرية مع الحكم الانتقالي في مصر، بعد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي.

وحول الوضع في مصر، قال «نيشر»، إن القاهرة تنتظر في 2014 الاستفتاء على الدستور الجديد المزمع إجراؤه يومي 14 و15 يناير المقبل، ثم الانتخابات البرلمانية والرئاسية، مؤكدا أن ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان أبرزت فشل الإسلام السياسي في العالم العربي.

وأوضح أن عام 2013 تميز بـ«حملة غير مسبوقة» من قبل الحكم الانتقالي على جماعة الإخوان وحلفائها في سيناء، وصلت إلى حد إصدار الحكومة قرارا بإدراج الإخوان «جماعة إرهابية»، متسائلا: «هل سيختار المصريون في 2014 بين الإسلام السياسي والجيش أم ستبرز خيارات مدنية جديدة؟».

وحول السياسة الخارجية لمصر عقب ثورة 30 يونيو، أشار «نيشر»، إلى أن هناك «أزمة غير مسبوقة» بين القاهرة وأنقرة، بسبب تدخلات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في الشئون الداخلية لمصر لصالح جماعة الإخوان، بالإضافة إلى أزمة أخرى بين القاهرة وواشنطن على خلفية «ضبابية موقف أوباما» من المشهد المصري، بلغت ذروتها هذا العام بالقرار الأمريكي بوقف جزئي للمساعدات العسكرية المقدمة للقاهرة.

وأكد أن المستفيد من التوتر (الأمريكي – المصري) هي موسكو التي تحاول إعادة تعاونها مع القاهرة في المجال العسكري بعد «عقود من الفتور». 

فيما قال محرر الشئون الشرق أوسطية، إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، يواجه أخطر تحد لمستقبله السياسي ولمستقبل حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي، مشيرا إلى أن قضية الفساد الوزاري التي أدت إلى استقالة عدد من الوزراء، وانشقاقات في صفوف حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، أبرزت خطورة الأزمة بين «أردوغان» وحليفه السابق الداعية الإسلامي فتح الله جولان، المقيم في الولايات المتحدة، وصاحب نفوذ كبير في صفوف الشرطة والجهاز القضائي التركي.

وعن الوضع السوري، قال «نيشر»، إن الملف السوري ينتظره مؤتمر «جنيف 2» في النصف الثاني من الشهر المقبل، وسط نوع من «التشاؤم إقليميا ودوليا حول نتائجه المفترضة»، مشيرا إلى أن الاتفاق (الأمريكي – الروسي) حول تدمير الكيماوي السوري منح بشار الأسد، «مهلة دولية إضافية للبقاء في الحكم».

وحول الاتفاق بين القوى الغربية وإيران بشأن برنامجها النووي، أكد المحلل الإسرائيلي، أن «اتفاق جنيف» أبعد الخيارات العسكرية ضد طهران مؤقتا، إلا أن عام 2014 ينتظر اختبارات عملية تتعلق بتطبيق الاتفاق المرحلي الذي يقضي بتقليص نشاط إيران النووي مقابل تخفبيف العقوبات المفروضة عليها، واختبار آخر يتعلق بالتوصل إلى اتفاق نهائي بين طهران والغرب حول تفكيك المشروع النووي الإيراني مقابل وقف العقوبات الدولية. 

وأضاف، أن «شهر العسل بين الرئيس الإيراني حسن روحاني، والأمريكي باراك أوباما بعد عقود من القطيعة بين واشنطن وطهران حقق أهدافه مؤقتا، على الأقل بالنسبة لهما»، حيث أن تخفيف العقوبات ينعش الاقتصاد الإيراني من أزمته الخانقة، وبالنسبة لـ«أوباما» فإنه تجنب الخيار العسكري في التعامل مع طهران. 

ولفت إلى أن اتفاق طهران والغرب أثار جدلا حكوميا وإعلاميا وأكاديميا في إسرائيل بين معسكر الذين وصفوه بـ«الخطأ التاريخي» وبين معسكر المدركين بأن الاتفاق ليس «إنجازا تاريخيا» لأي من الاطراف المعنية، وليس «كارثيا» بالنسبة للبعض الآخر، بل أصبح حقيقة يجب على إسرائيل أن تتعايش معها. 

وأوضح أن «أوباما وروحاني» يواجهان خلال عام 2014 عراقيل مختلفة في محاولاتهما لتسويق اتفاق جنيف، والتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الملف النووي الإيراني، لأن «روحاني» يواجه معارضة داخلية من قبل معسكر الرافضين لأي تقارب مع الغرب وعلى رأسهم الحرس الثوري الإيراني، بينما «أوباما» يواجه ضغطا شديدا من قبل الكونجرس بسبب رفضه فرض عقوبات جديدة على إيران، إلا أن المحلل الإسرائيلي يرى أن الخطوة التي تعيق الطرفين عن التوصل لتسوية نهائية هي المعارضة الإقليمية من جانب السعودية وإسرائيل.

وختم «نيشر» تحليله بالحديث عن مفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل، وقال إن عام 2014 قد يشهد لجوء الإدارة الأمريكية للكشف عن خطتها من أجل تسوية شاملة بين الفلطسينين والإسرائيليين.
الجريدة الرسمية