"النهضة" تطبق قبضتها على تونس برعاية أمريكية.. منحت الولايات المتحدة 4 قواعد عسكرية وأطاحت بقادة الجيش المعارضين.. سعت لشيطنة القضاء وعزلت الجنوب لتحويله لبؤر إرهابية.. وكممت أفواه الإعلاميين
الغاية تبرر الوسيلة، والخداع هو السمة المميزة لجماعة الإخوان الإرهابية، في كل دول العالم، ربما تختلف اللغة والمسميات إلا أن المبدأ والهدف واحد، فالكذب وترويج الشائعات أحد أهم الدعائم التي بنى عليها حسن البنا إمبراطورية الشر التي حولت العالم العربي إلى ما يشبه الجحيم.. وها هى حركة النهضة التونسية تثبت أنها جزء لا يتجزأ من جسد الجماعة وأحد وجوهها القبيحة، فتهربها من الحوار الوطني وطريقة تعاطيها مع مطالب المعارضة وعلى رأسها إقالة حكومة على العريض، تؤكد أنه مهما اختلف المسمى فالأصل واحد.. فتش عن الإخوان.
إذ لجأت الجماعة إلى تكليف المهندي مهدي جمعة، والمحسوب عليها، لرئاسة الحكومة الجديدة، وهو ما لاقى انتقادا من قبل المعارضة.
شرك الخديعة الذي وقعت به المعارضة التونسية، لم يقتصر على تكليف المهندس الإخوانى المتنكر، بل بلغ ذروته بفضيحة كبرى كشفتها صحيفة الشروق الجزائرية، اليوم الإثنين، عندما أكدت منح إخوان تونس للعديد من الأراضي التونسية، هبة لقوات المارينز الأمريكية، ولفت تقرير الصحيفة إلى وجود قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في تونس، حرصت حكومة النهضة كثيرا على إخفائهما وتكذيب خبر وجودهما.
وذكر مراسل الصحيفة أن معلومات ومعطيات مسربة حصريًا لها دعمتها بصور من مناطق وجود القاعدتين الأمريكيتين، تؤكد تواجد مكثف لضباط وكالة الاستخبارات الأمريكية، وجنود الأفريكوم على الأراضي التونسية.
وأضافت الصحيفة: أن الأمريكيين يتمركزون في أربعة مواقع منها إثنان بالجنوب، بين معتمديتي بن قردان ومدنين، وأخرى في منطقة جرجيس، لمراقبة السواحل التونسية المتاخمة للمياه الإقليمية الليبية.
منح إخوان تونس لأمريكا أراضى لاستخدامها قواعد عسكرية، استبقه حركة إقالات واسعة طالت قيادات المؤسسة العسكرية التونسية، وخاصة بعد أحداث 30 يونيو التي وقعت في مصر، وبعد المحاولات المتكررة لإخضاع المؤسسة الأمنية وإغراقها بالأمن الموازي الخاضع للإخوان.
علاوة على ما تعانيه المؤسسة القضائية من تهميش لهياكلها المنتخبة خصوصا جمعية القضاة والهيئة المستقلة للقضاء العدلي ليصل المخطط لـ "شيطنة القضاة" الذين يتصفون بالحياد والنزاهة، ولم تسلم أصوات الإعلاميين وخصوصا العاملين في القطاع العمومي مثل وكالة تونس أفريقيا للأنباء، والإذاعات الوطنية كإذاعة الشباب والإذاعة الثقافية والإذاعة الوطنية، ومختلف الإذاعات الجهوية من بطش الجماعة، وطالت عمليات البطش إذاعة تطاوين، وقنوات التلفزة الوطنية 1 والوطنية 2.
فيما تسعى حركة الإخوان في تونس إلى احتواء حراك المجتمع المدني من خلال خلق مجتمع مدني مواز وموال، مرة بالسطو على المنظمات كاتحاد الفلاحين، ومرة ببعث هياكل إخوانية وجمعيات حقوقية وخيرية وبيئية وثقافية وقرآنية وروابط، ومرات أخرى باختيار المواجهة بعد تجييش المرتزقة والميليشيات مثل الذي حدث مع الاتحاد العام التونسي للشغل بوصفه قاطرة المجتمع المدني لما يمثله من إرث وثقل على طول البلاد وعرضها.
أما الأخطر في المشروع فهو عزل الجنوب من قابس إلى الحدود مع ليبيا باستثناء قفصة، والتركيز على بعث مشاريع تنموية، على رقعة تعتبر من أغنى الولايات في الثروات الطبيعية، والمنافذ الاستراتيجية مع الحليف الليبي، حتى يتسنى وضع تلك الولايات رهينة في قبضة الإخوان لتنفيذ سياساتهم وتغذية بذور الإرهاب والتطرف.