رئيس التحرير
عصام كامل

«بلال و عيسى.. حرب بالوكالة».. «فضل» يواصل هجومه على «إبراهيم» بمقالاته.. «الكردوسي» يدخل على الخط ويعنف «التلميذ».. «خبثاء الصحافة»: «

بلال فضل و إبراهيم
بلال فضل و إبراهيم عيسى

«3 أعوام من الموجات الثورية بلا هدنة».. «3 أعوام يمزق الإعلاميون فيها قماشة مصر الوطن».. «3 أعوام يهاجم فيها كتاب الرأي بعضهم البعض».. «3 أعوام من عمر المحروسة يسقط أحلى ما فيها -(الاختلاف) - ضحية الإخوان أم العسكر، البيضة أم الفرخة».. ليتساءل مواطن بسيط «أليس بين المصريين رجل رشيد؟»


أزمة «إبراهيم عيسى» و«بلال فضل» تجسد واقعًا ملموسًا بين ضلوع «صاحبة الجلالة»، فزملاء الأمس باتوا «أعداء اليوم»، «بلال» يهاجم «عيسى» ويتهمه بالتخلي عن مواقف يراها كانت وطنية، ويلتزم رئيس تحرير صحيفة «التحرير» الصمت، ثم يخرج الزميلان «محمود الكردوسي» و«محمد فتحي» بهجوم عنيف على «فضل»، وكأن «حربًا بالوكالة» تدار من خلف ستار «المقالات الصحفية».

«القصة وما فيها»

* انتقال الإعلامي إبراهيم عيسي من قناة «القاهرة والناس» إلى «أون تي في» ويطل عبر شاشة الأخيرة ببرنامج «25/30»، وخلال الحلقات الأولى للبرنامج هاجم رئيس تحرير صحيفة «التحرير» متظاهرو مجلس الشورى ومنهم عدد ممن شاركوا في ثورة 25 يناير وما نتج عن هذه التظاهرة كان شهر نوفمبر الماضي شاهدًا عليها، قائلا: «كفاية قرف.. انتو بتستعبطوا ورايحين عشان تضربوا من الشرطة عند مجلس الشورى». وبدا «عيسى» منذ ذلك الحين مدافعًا عن «جنرالات» الجيش وداعمًا لجميع قراراتهم.

* «الإثنين 9 ديسمبر 2013» يهاجم «بلال فضل» موقف عيسى من النشطاء، قائلا في مقال تحت عنوان «نحن في زمن اليورو» بجريدة «الشروق»: «انتصرت إرادة الأقلية التى رفعت فى مواجهة الجميع الصفحة الأولى لصحيفة التحرير التى نشر فيها الأستاذ ابراهيم عيسى صورة ست البنات التى يدوسها الجنود ببياداتهم ونشر إلى جوارها كلمة (كاذبون) ليعلن للجميع أن رفض أخطاء أى قيادة عسكرية والمطالبة بمحاسبتها لتحقيق العدل لا يمكن أبدا أن يكون تآمرا على الجيش المصري بل حرصا على تطهيره وحمايته.

يتناسى المثقف أن تيارات الشعارات الإسلامية لم تستفد بمتاجرتها بأصوات الملايين الممنوحة لها ووصف معارضيها بأنهم قلة مندسة مأجورة، وأخيرا يجهل المثقف أنه بات مثارا للسخرية، لأنه يضيع أغلب وقت برامجه وأغلب مساحات مقالاته فى الحديث عن انعدام تأثير الأقلية الثائرة، مع أنهم لو كانوا عديمي الأهمية لما انشغل بهم أبدا، ولشغل نفسه وجماهيره الحاشدة بما هو أجدى.

* يصمت «إبراهيم عيسى» ولا يرد على هجوم «بلال»، إلا أن صحفيين وإعلاميين يشنون هجومًا ضاريًا على الأخير، وعلى رأسهم الزميل الصحفي «محمود الكردوسي» في مقال له بتاريخ 11 ديسمبر الجاري، يحمل عنوان (الأستاذ بلال بـ«فضل» إبراهيم عيسى)، قائلا: «هبط بلال فضل بيده الثقيلة على إبراهيم عيسى.. عن تحولات «المثقف» ومواقفه التى تتأرجح بين دم الحسين وصحبة يزيد، ودس اسم إبراهيم عيسى فى منتصف المقال.. باعتباره نموذجًا لهذا النوع من المثقفين.

لا أعرف لماذا قفز بلال هذه القفزة المجانية؟. ما الذى فعله إبراهيم عيسى وضايق الأستاذ بلال إلى هذا الحد؟. هل لأن إبراهيم يخوض -عبر برنامجه فى «القاهرة والناس».. ثم فى «أون. تى. فى»، وعبر مقالاته فى «التحرير»- حرباً ضارية ضد إرهاب جماعة الإخوان؟. هل هذا ما يضايق بلال الآن؟.

* ثم عاد «بلال فضل»، اليوم الاثنين، في مقالة «منافقون برخصة» بـ«الشروق»، ليهاجم «عيسى»، في إجابة على قارئ سأله عن سبب حملة «عيسى» على من أسماهم بـ«الحقوقيين ونشطاء اليسار الممولين من الخارج»، ليرد «بلال» بمقال سبق وأن كتبه «أستاذه إبراهيم عيسى» في 27 فبراير 2012، ويتحدث فيه عن زمن «العاهرات في مصر» وحصولهن على رخصة لممارسة البغاء في عهد الاحتلال الإنجليزي ورفضهن ممارسة «الرذيلة» مع جنود الاحتلال بداعي الوطنية، مستمدًا ذلك من مقال «عيسى». محاولا تشبيه موقف «العاهرات» بما يثار حاليا عن «التمويل الأجنبي الذي تهاجمه أبواق الفضائيات الناعقة ليل نهار»، بحسب «فضل».

«خبثاء الصحافة»
صحيح أن أحوال مصر تجدها بين طيات عشرات الصحف اليومية والأسبوعية، لكن من يحمل «خبايا الصحفيين» وأبناء «السلطة الرابعة»، وبين جدران مقاهي وسط البلد بالعاصمة، حيث يتخذ منها عشرات الصحفيين «مسكنًا مؤقتًا لساعات» ربما تجد بعض الإجابات.. فأحد الزملاء ألقى بقنبلة «بلال وعيسى»، ثم أخذ زملاؤه يلقون بقنبلة تلو الأخرى.

وملخص الحوار أن ما يحدث بين زملاء المهنة، يعود إلى رجال الأعمال المالكين للصحف، بداية من الحديث عن اقتراب رحيل «إبراهيم عيسى» عن صحيفة التحرير لمالكها المهندس إبراهيم المعلم، ثم غضبة «بلال» لمؤسسة «المعلم» التي تضم أيضًا صحيفة «الشروق» حيث يكتب لها بلال.

وخلال الحوار الدائر، تحدث آخر عن دخول «الكردوسي» عبر بوابة «الوطن»، مهاجمًا «فضل»، بما يعكس خلافًا بين محمد الأمين مالك صحيفة الوطن ومجموعة قنوات سي بي سي ومالك دار الشروق للطبع والنشر إبراهيم المعلم، وخصوصًا أن «الكردوسي» سبق وأن هاجم «الشروق» ووصفها بـ«منصة رابعة» في إشارة إلى كتابها «فهمي هويدي»، وباسم يوسف» الراحل عن «سي بي سي»، وعمرو حمزاوي الراحل عن «الوطن».

وفي النهاية تبدو الصورة قاتمة، فالحديث عن «حرب بالوكالة» يخوضها صحفيون نيابة عن رجال أعمال أمر محزن، والخلاف بين «بلال فضل» وأستاذه «إبراهيم عيسى» لا يصب أبدًا في صالح مهنة الصحافة، وليبق النداء يا معشر الصحفيين «المتحاربين»: «أليس بينكم رجل رشيد؟!»
الجريدة الرسمية