رئيس التحرير
عصام كامل

"الوسواس الخناس".. في تسجيلات "القاهرة والناس"!


أصبحت تسجيلات "القاهرة والناس" التي يذيعها "عبد الرحيم علي" كالدائرة الكهربية المغلقة.. فهي صاعقة بما فيها ولمن فيها.. وقلنا ونحن نشاهدها إن البعض سيلجأ لا محالة إلي القضاء ضد "عبد الرحيم علي" وضد "طارق نور" فور انتهاء الحلقة وقلنا إنها قضية رابحة لا شك.. إلا أن عبد الرحيم علي يعود ويغلق الدائرة ويثبت بالدليل أن الاتهام الذي قد يطوله ..هو أصلا اتهام علي المشاع وأن خصومه هم - بأنفسهم - من اقتحموا المبني الشهير وهم من حملوا الملفات السرية وهم من خرجوا بالتسجيلات المهمة!


وبعيدا عن قانونية الأمر من عدمه..لأننا سنبقي أمام وداخل معادلة مزعجة وهي في ذاتها أيضا تشكل دائرة جهنمية.. أشبه بالشيطان يفتح أمامك للاحتمالات ألف باب وباب.. فأنت أمام طرف يطالب بوقف أي تسجيلات غير قانونية وغير متصلة بتحقيق يجري أو محاكمة تتم.. لكنك أيضا أمام طرف آخر يري من فيه أن أبناءهم وزملاءهم يقتلون علنا أمام بيوتهم ويستهدفون في أعمالهم ومقراتهم بالقتل أو بالتفجير.. فضلا عن حملات عنيفة استهدفتهم معنويا لأشهر طويلة.. وأنهم سيكون لديهم - هكذا سيقولون - ألف حق.. ليس لأنهم سيفعلون كخصومهم وسيطلقون الرصاص ويفجرون السيارات.. وإنما لأنهم سوف "يطلقون سراح" الملفات الحساسة وسيفجرون القضايا الخطيرة..!

وفي هذه الدائرة وعنها سيطول الجدل وربما سنبقي داخلها إلي ما شاء الله دون التوصل لشيء.. لذا فما ما يعنينا هنا ليس التسجيلات بذاتها.. فهي موجودة والقضاء موجود وعبد الرحيم علي موجود .. وإنما يعنينا في السطور التالية ملاحظاتنا حول التسجيلات وعنها نقول:

- يبدو أنه ليس صحيحا أن جهاز الأمن قد اختفي بعد 25 يناير وإنما يبدو جدا أنه ظل يعمل وبكفاءة أو علي الأقل في بعض دوائره المهمة والحساسة!

- رغم أي شيوع للتسجيلات المسربة إلا أن البعض وذرا للرماد في العيون سيلجأ حتما للقضاء في محاولة لجر الأمر كله إلي دائرة الصراع القانوني والرسمي وهو ما دعا عبد الرحيم علي إلي محاولة غلق هذا الباب من الآن بالإشارة إلى أن ما لديه كان مع غيره!

- التحالف أو التنسيق بين بعض - بعض - النشطاء والاخوان قديم.. بنفس الشخوص وبذات الأسماء.. الطبيعية والاعتبارية منها ( لاحظ ورود أسماء مثل عبد الرحمن عز وشبكة رصد وغيرها )!

- التسجيلات نقية جدا.. وعندما يكون مثل هؤلاء النشطاء حريصون علي مكالماتهم واتصالاتهم ولديهم أرقامهم الخاصة المخصصة لمثل هذه الاتصالات فإنهم وبشكل مؤكد مخترقون من دوائر قريبة منهم.. تعرف أرقامهم السرية والخاصة وأجهضت أي محاولة منهم للتضليل أو الإفلات من أجهزة الأمن..!

- أكدت التسجيلات وعلي لسان مصطفي النجار نفسه أن الأجهزة لديها تفاصيل اجتماعات الجمعية الوطنية للتغيير!.. وتفاصيل اجتماعات أخري.. بما فيها شتائم النشطاء للبرادعي! وهو ما يؤكد الاختراق السابق الإشارة إليه وبما ينفي فكرة كون هؤلاء علي قلب رجل واحد وأن ما بينهم تفاصيل غامضة كثيرة تحتاج إلي الفهم!

الملاحظات كثيرة.. أهمها علي الإطلاق.. أن هناك في مصر اليوم من يدخل معركة جادة وحقيقية وحاسمة مع هؤلاء.. وهم - فيما يبدو - علي يقين بتفاصيل ما يربط الإخوان بغيرهم.. والأهم: التعامل مع الملف كله - خلافا لنظام مبارك - بلا أي حسابات من أي نوع .. خصوصا مع أمريكا!
الجريدة الرسمية