تحويل أدب الروايات إلى المسرح.. مكاوي سعيد: المعالجة الدرامية تخدم الرواية والقصة.. سخسوخ: يضمن وصول الأدب إلى جميع فئات المجتمع.. فاضل: الأعمال الأدبية التي تحولت إلى أعمال مسرحية لاقت نجاحًا كبيرًا
شهدت الفترة الأخيرة من تاريخ المسرح العربى، ظهورا للعديد من الفرق الشبابية التي تأخذ من الروايات الأدبية الكبرى مادة لمسرحياتها، ويعيدنا ذلك للزمن القديم الذي كانت تعتمد فيه مسارح الدولة كالمسرح القومى والمسرح الحر على الأعمال الأدبية لنجيب محفوظ في إعداد مسرحياتها وكانت تلقى نجاحا كبيرا، ويبقى السؤال هل يأتى اعتماد الأدب الروائى في المسرح لصالح الرواية وكاتبها أم تنقص من قدر الرواية؟
نجد الكاتب والروائى مكاوى سعيد، يثنى على ما تقوم به بعض الفرق المسرحية الحديثة من تحويل نصوص أدبية روائية كبيرة إلى أعمال مسرحية، مشيرا إلى أن تحويل الرواية لمسرحية يخدمها، وذلك بعرضها على عدد أكبر ممن لم يتمكنوا من قراءتها كعمل أدبى.
وأضاف سعيد في تصريح لـ "فيتو" أن السينما والتليفزيون والمسرح يقدمون خدمة كبيرة للأدب والرواية عند معالجة الأعمال الروائية لتحويلها إلى عمل يشاهده الجمهور الذي يضم أميين غير قادرين على القراءة، وبالتالى يصل العمل الأدبى إلى الجميع دون تفرقة.
وعن تحويل أعماله الأدبية إلى عمل مسرحى، قال إنه قطعا سيوافق على هذه الفكرة ولكن بعد قراءة النص المسرحى وتأكده من معالجة نفس الفكرة التي تناقشها الرواية، مشيرا إلى أن موافقته ستكون مصحوبة ببعض التحفظات.
ومن جانبه أكد الدكتور أحمد سخسوخ، المؤلف وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية الأسبق، أن تحويل الأعمال الأدبية والروائية الكبرى إلى أعمال مسرحية شىء عظيم، لأنه يتيح تلك الأعمال لمن لا يستطيع القراءة، وبالتالى يضمن المؤلف أن يصل عمله إلى جميع الفئات وتتسع قاعدة جمهور الأدب.
وأوضح سخسوخ لـ "فيتو" أن المسرح الروائى أضاف نجاحات كبيرة للرواية، موضحا أن النجاح الحقيقى يحدث حين يكون المسرح أمينا في توصيل الرواية والعمل الأدبى إلى الجمهور والحفاظ على روح العمل.
وأشار سخسوخ إلى أنه رغم أهمية تجربة تحويل الروايات الأدبية إلى عمل مسرحى، إلا أن ذلك يشكل خطورة كبيرة على الأدب في بعض الأوقات، إذا قام على هذا العمل أشخاص ليسوا على كفاءة أدبية ومسرحية عالية، وبالتالى يصاب العمل الأدبى بتشويه، موضحا أنه في النهاية ما يمكننا قوله على تحويل الأدب إلى المسرح "سلاح ذو حدين".
وعن رأى مخرجى المسرح أكد المخرج محمد فاضل أن تحويل الأدب الروائى إلى أعمال مسرحية، عمل جيد من شأنه أن ينشط الأدب الروائى ويسمح له بالوصول لقاعدة أكبر من الجماهير.
وأوضح فاضل في تصريح لـ "فيتو" أن النص الأدبى إذا تحول إلى نص مسرحى جيد وتم إعداده من قبل محترفين في فن المسرح فإنه يفيد المسرح والأدب معا.
وضرب مثلا للعديد من الأعمال الأدبية الروائية التي تحولت إلى أعمال مسرحية ولاقت نجاحا كبيرا مثل "ثلاثية نجيب محفوظ" على المسرح الحر، و"بداية ونهاية" لنجيب محفوظ على المسرح القومى، وغيرها من الأعمال الناجحة مثل "الطريق المسدود وشىء في صدرى".