رئيس التحرير
عصام كامل

بل من أجل مصر وسوريا.. يجب أن يصمد أردوغان !


قبل أسابيع.. رحل في دمشق الشاعر السوري الكبير سليمان العيسي عن 92 عاما.. العيسي شاعر القومية العربية وهو لمن لا يعرف رمز التصدي للاحتلال التركي.. نعم الاحتلال التركي.. إنه ابن لواء "الاسكندرون" السوري الذي احتلته تركيا عام 39 وكان العيسي شابا يافعا مقبلا علي الحياة قبل ترحيله أو رحيله من هناك مجبرا في ظل عمليات تطهير عرقي قام بها الأتراك!


رحم الله العيسي.. لكن.. الإهداء الأهم لروحه الطاهرة هو عودة مسقط رأسه الي وطنه سورية.. لكن.. كيف يمكن أن تعود الأرض السورية إلينا والحال في سورية كذلك ؟ الإجابة المنطقية أن تتوقف المعارك هناك..

والسؤال الذي يليه: هل من الممكن أن تتوقف المعارك والإرهابيون هناك يصلهم المال والسلاح والأفراد عبر تركيا؟ والإجابة: نعم.. ولا يتم ذلك إلا بطريقين.. أولهما أن ينتصر الجيش العربي السوري انتصارا حاسما ساحقا بغض النظر عن تسليح ودعم الإرهابيين.. والثاني أن تنهار تركيا نفسها..!!

نعم.. انهيار تركيا.. ولن يتم ذلك إلا بتصاعد الأحداث بها.. وتتصاعد أكثر وأكثر حتي تنشغل بنفسها تماما.. والأفضل أن تنفجر الأوضاع هناك انفجارا تاما.. بما لا يمكنها بلعب أي أدوار خارجية علي الإطلاق.. نريد هناك ما رأيناه في بلادنا.. نريد في تركيا صورا لما جري في سورية وليبيا ومصر واليمن.. وإن كنا نمارس السياسة وليس شيئا آخر.. فعلينا أن نراقب الخريطة السياسية وما يجري بها.. فالاتفاق الإيراني الغربي الذي تم قبل أسابيع من شأنه أن يقسم المصالح الإقليمية في الشرق الأوسط من جديد.. وعندما يتفق الغرب مع إيران فلابد أن يتم ذلك علي حساب المصالح العربية.. لا نتحدث عن حرب سنية شيعية.. فتركيا التي تشعل النار في كل الأرض العربية الآن هي سنية.. لذا فالمصالح لا تعرف الطائفية.. والمصالح لا تعرف إلا المصالح..!

باختصار.. تركيا الضعيفة لمصلحة مصر وسوريا.. ولن تنفجر الأوضاع هناك إن رحل "أردوغان" اليوم.. أو أن رحل غدا في هدوء.. نريد غشاوة الشاطر ومرسي علي عقله وقراره.. نريد الجيش التركي في الشوارع يتصارع مع حزب "أردوغان" وأنصاره.. نريد انهيارا اقتصاديا تركيا.. نريد أن يتذوق "أردوغان" طعم المرارة الذي تعاني منه الأرامل في سورية وليبيا.. وما يتجرعه اليتامي هناك.. لا نقول ذلك شماتة وكراهية.. ولا عشقا للعنف أو غيره.. ولا نقوله كراهية لحليف الإخوان.. علي الإطلاق.. ولا نريد دماءً وقتلا هناك.. وإنما ارتباكا وعدم استقرار.. وإنما لأن السياسة لا تعرف العواطف.. ولأنها الطريقة الأسرع والمثلي كي تحتل مصر دورا أكبر وترتاح من صداع وإزعاج سياسي أحمق يتآمر عليها.. وهي الطريقة الأسرع والمثلي كي تنتصر سورية.. وربما استعادت أرضها يوما ما.. لتهدأ وقتئذ روح "سليمان العيسي"!
الجريدة الرسمية