رئيس التحرير
عصام كامل

دولة يناير.. ودولة يونيو!


يميل الرأي العام في مصر إلى اختيار قبطان السفينة قبل أن يصعد الركاب، ليعرف الناس كيف ستمضي السفينة بهم إلى بر الأمان، القبطان هو القائد، والسفينة في مهب الريح.. ركاب الثرثرة يمكن تأجيل صعودهم.. المهم الآن مَن يقود، مَن يدير الدفة، لما أعلن الفريق أول السيسي خارطة المستقبل لوطن تتنازعه الأهواء وتتقاذفه الأمواج، كان التسلسل الطبيعي هو انتخاب برلمان يؤدي أمامه الرئيس المنتخب اليمين الدستورية.


الظرف الآن مختلف.. الأمواج عالية وغاضبة وعاصفة والمؤامرة لا تتكشف أطرافها فحسب، بل بلغ بهم الفجور حد السفور، ومن ثم لا تعتبر مراتب الانتخابات أبقارًا مقدسة.. ما هو مقدس في الهند يمضغه الناس في مصر لحومًا مشوية ومسلوقة ومحمرة ! يحتج تجار دكانة الليبرالية بأن العالم يتابع التسلسل.

العالم لن يعرف مصالحنا أفضل منا ولا تهمه مصالحنا مثلنا.. والقصر الرئاسي نفسه، بما فيه من تيار يعاكس الرئيس في خلوص نيته وطهارتها، نفى نزوع الرئاسة إلى إجراء أو بحث أي تعديلات على خارطة المستقبل، بعدها بيوم خرج الأستاذ مصطفى حجازي وريث البرادعي ليساوي بين الإخوان ومن سماهم "الفلول"، الفلول الذين هم عموم الشعب المصري وطبقته الوسطى الشريفة، ولولاهم ما عرفت قدماه الطريق إلى أبواب قصر الاتحادية، يتكلم باسم الرئاسة كلامًا لا يستسيغه الناس ناهيك عن أن يتقبلوه.

الرئيس الوقور عدلي منصور شرَّع بالفعل في افتتاح حوار مع الشباب والقوى السياسية لبحث تعديل خارطة الطريق، إذن هناك داخل قصر السلطة المؤقتة كلها من ينفي المؤكد ويؤكد المنفي.. هناك من يقوم بدور المناوئ لا المعاون، ليكره الناس الرئيس المؤقت، ولينصرفوا عن يونيو ليرتدوا إلى يناير ورموزها في القصر من سلالة البرادعي المهجّنة ! بلا أدنى شك، يريد الناس رأسًا للجسد الذبيح.. نختار للبيت رجلًا.

نوعية الرجل ستزرع الثقة وحسن اختيار بقية السكان من النواب.. بوضوح أكثر، فإن انتخاب الرئيس أولًا، سيحدد مفردات مجلس الشعب القادم.. الفترة الوشيكة هي اختيار نهائي حاسم لدولة المستقبل أو دولة يحكمها الإرهاب.. دولة يناير التي جرت على الوطن ويلات الإخوان أو دولة يونيو التي طهرت مصر من الخيانة والعملاء.. وستواصل التطهير.
الجريدة الرسمية