رئيس التحرير
عصام كامل

ليسوا مصريين


لم أكن أتخيل حجم الكراهية والحقد المدفون فى صدور جماعة الإخوان الإرهابية وأنصارها،  ولم يجل بخاطرى يوما أننا سنجد بيننا من يعبر عن سعادته وهو يرى أشلاء الجثث فى كل مكان وهو يرفع إشارة رابعة بزهو وفخر وكأنه حقق إنجازا عظيما، ولم يطرق باب عقلى يوما ما أنه سيكون بيننا من يشمت فى الموت ويستهين بحرمة الموتى ويسخر من حجم التضحية التى يقدمها رجال الشرطة كل يوم، لم يستوعب عقلى أنه ذات يوم سنجد بيننا من يقلب الحق إلى باطل والباطل إلى حق لم تستوعب أفكارى أنه سيأتى إلينا زمان يرى فيه البعض أن الانتحارى الإرهابى مصيره جنة الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء، وأن البطل الحقيقى مصيره نار جهنم، لم أكن أتصور يوما أنه سيكون بيننا من يعتبر الإرهاب شيئا مشروعا إراقة الدماء أمر بالمعروف واستهداف رجال القوات المسلحة والشرطة عملا نبيلا والعمل بكل جهد وإخلاص على نشر الفوضى فريضة مقدسة وقتل الأبرياء عمل يقرب إلى الله.


لم أكن أتخيل أنه سيحل علينا يوم أسود نرى فيه المجرمين متلبسين بالصوت والصورة وهم يطالبون بقتل المصريين ورغم هذا يعتبرهم البعض أبطالا، ولم أكن أتخيل أن هناك عاقلا يرى فى البلتاجى بطلا وفى بديع رمزا وفى حجازى قوة وفى مرسى شرعية، لكن يبدو أن عقول الإخوان فى أجازة مفتوحة.

للأسف لم تعد أفراح هؤلاء المجرمين أفراحنا ولم تعد أحزاننا أحزانهم، لم يعد يصح أن نأكل فى طبق واحد أو نقتسم شربة الماء أو نبتسم فى وجهوهم أو نشاركهم المستقبل، فما يؤلمنا أصبح مصدر سعادة لهم فكيف نصافحهم ونضع أيدينا فى أيديهم ؟ لم يقدموا لنا سوى مواكب الحزن لم يرحموا بكاء الأمهات ودموع الأبناء ولوعة الزوجات اختاروا عن عمد زهور الوطن ليزفوهم إلى القبور اختاروا طريق الشر مع سبق الإصرار والترصد، فكيف نقول بعد كل هذا إنهم مصريون مثلنا، لهم ما لنا وعليهم ما علينا وأننا جميع نشرب من نيل واحد، لا لم يعودوا كذلك.

فمن دبر وخطط ونفذ الجريمة الإرهابية البشعة التى استهدفت مديرية أمن الدقهلية والتى راح ضحيتها العشرات ما بين مصابين وشهداء شرب من فكر هذه الجماعة الإرهابية وارتوى من إرهابها حتى الثمالة ولم يعد بيننا وبينهم عهد حيث خانوا العهد والأمانة والوطن ووقعوا عقد احتكار مع الشيطان ولم يعد هناك أمل فى شفائهم وللأسف الشديد بعد كل هذا سنجد الطابور الخامس وقائمة طويلة من المتاجرين بآلام الوطن وعلى رأسهم الإخوانى عبدالمنعم أبوالفتوح الذى تفوح من رائحة الحقد والكراهية والغل ضد خريطة الطريق ولابد من استكمال المشوار دون هؤلاء للأبد.
Essamrady77@yahoo.com
الجريدة الرسمية