رئيس التحرير
عصام كامل

هند صبري في حوار لـ"فيتو": فخورة بوجود «صمت القصور» و«عمارة يعقوبيان» ضمن قائمة أفضل 100 فيلم عربي

فيتو

  • أرفض دعوات مقاطعة الأفلام التجارية.. والجمهور مسئول عن نجاحها
  • حمدت ربنا على حالنا بعد ما شفت «مخيمات السوريين»
  • أمجاد السينما أمانة في رقبة «شريف عرفة»
  • الانفلات الأمني يهدد صناعة السينما بالتوقف
  • أطالب بتطبيق الحد الأدنى والأقصى للأجور في السينما

لأنها ترى أن صناعة السينما مهددة بالتوقف، وجدت أن الشكر واجب لكل منتج يواصل العمل في ظل عدم استقرار الأوضاع، وهي تعول كثيرًا على رغبة المخرج شريف عرفة في إعادة أمجاد السينما، مثلما تثق في قدراته على إخراج الجزء الثاني من فيلم «الجزيرة» بما لا يقل عن مستوى الجزء الأول. الفنانة التونسية هند صبري تؤكد خلال حوارها مع «فيتـو» أن الجزء الثاني سيشهد ظهورًا مختلفًا لها يتسم بجرأة أكبر، وتوضح مشاكل السينما المصرية، ومعاناة السينما التونسية، كما تتحدث عن زيارتها لمخيمات اللاجئين السوريين باعتبارها سفيرة برنامج الغذاء العالمي في الأمم المتحدة، والتجربة الإنسانية الصعبة التي عاشتها، والأهم أنها طالبت بتطبيق حدين أدنى وأقصى للأجور في السينما.. كل هذه المسائل الشائكة وأكثر تتحدث فيها هند صبري خلال السطور التالية.. 

> ألا تعتبرين تقديمك الجزء الثاني من فيلم «الجزيرة» مغامرة في مثل هذا التوقيت؟
- أعتبرها بالفعل مغامرة ومجازفة؛ لأن الجميع ينتظر ما سنقدمه في الجزء الثاني، لكنني أيضًا أثق في المخرج الكبير شريف عرفة، الذي أراد منذ الجزء الأول تقديم جزء ثانٍ للعمل، وهو يعلم جيدًا أنه سيكون في نفس مستوى الجزء الأول، وهذا ما شهدته عندما قرأت سيناريو الفيلم.

> وما الجديد الذي سيقدمه الجزء الثاني من الفيلم؟
- بالتأكيد ستستمر روح العمل الملحمية التي جذبت الجمهور إلى الجزء الأول، وبالنسبة لي فقصة حب «كريمة» و«منصور» الرومانسية ستستمر وتتطور في ضوء الأحداث التي مرت بها مصر خلال الفترة الماضية.

> حدثينا أكثر عن تطورات شخصية كريمة؟
- سوف تظهر بتأثير أكبر في الأحداث وبشكل أكثر جرأة، ففي الجزء الثاني موجودة دون ستار على عكس الجزء الأول، وما زاد من حب الجمهور للشخصية هو قصة الحب المستحيلة بينها وبين منصور والشبيهة بأسطورة روميو وجولييت، فكريمة ليست نموذجًا وإنما شخصية استثنائية، ومن هنا جاء البعد الملحمي.

> هل قصة الحب المستحيلة التي جمعت بين كريمة ومنصور هي سبب نجاحك مع السقا كثنائي؟
- لم أقدم مع السقا سوى عملين فقط وهما «الجزيرة» و»إبراهيم الأبيض»، وأعتقد أن ما يجعلنا ننجح كثنائي أن شخصياتنا في الفيلمين ملحمية صادمة للجمهور، كما أنني وأحمد نتلاقى في منطقة تكمل قدراتنا، وأنا فخورة أننا تعاونا في فيلمين كبيرين تركا كل هذا الأثر.

> بمناسبة فيلم «إبراهيم الأبيض».. هل ترين أن أجواء الجريمة والبلطجة والعنف التي يعانيها المجتمع حاليا أكبر رد على الانتقادات التي واجهها الفيلم؟
- للأسف الوقت أثبت أن الواقع أكثر قسوة وعنفًا مما كنا نتخيل جميعًا، ويكفي أننا جميعًا نشاهد يوميا مشاهد العنف في الشارع على شاشات التليفزيون.

> لكن بعض المنتجين يتخوفون من إعادة نوعية الأفلام الكبيرة مثل «الجزيرة»؟
- أرى أن هناك موقفا وطنيا وأخلاقيا من تقديم مثل هذه النوعية الآن، وشريف عرفة يريد إعادة السينما الكبيرة لتصدر المشهد، ففي العامين الماضيين وجدت أفلامًا صغيرة، بغض النظر عن مستواها الفني، أسهمت في استمرار الصناعة، ويجب الآن أن تعود الأفلام الكبيرة.

> وما جديدك السينمائي بعيدًا عن مشروع «الجزيرة»؟
- فيلمان تونسيان، هما «زهرة حلب» و«ليلة قمر مكتمل»، ولدينا مشكلة تمويل في الفيلمين؛ لأن السينما التونسية هي الأخرى تعاني أزمة كبيرة.

> برأيك.. هل صناعة السينما في خطر؟
- هذا حقيقي، فصناعة السينما مهددة بالتوقف، ويجب أن نشكر أي منتج يقدم أعمالًا مهما كان مستواها الفني في ظل ابتعاد الجمهور عن السينما؛ بسبب الظروف الاقتصادية السيئة والانفلات الأمني، كما أن أغلب المنتجين خائفون من العودة للإنتاج؛ بسبب عدم استقرار الأوضاع السياسية.

> ولكن كانت هناك دعوات لمقاطعة الأفلام التجارية؟
- أنا ضد تلك الدعوات، فنحن بحاجة لعودة الجمهور إلى قاعات العرض، ثم إن تلك الدعوات تؤثر حتى في الأفلام الجيدة، ومثلا فيلم «أسماء» تم تحميله 3 ملايين مرة من مواقع الإنترنت، وإذا لم يتم تقديم مثل هذه النوعية يكثر الهجوم على هذه الصناعة، بحجة أنها تحرم الجمهور من السينما المختلفة، وأنا أتعجب من حديث أصحاب هذه الدعوات عن إحياء صناعة السينما رغم أن جمهور السينما المختلف هو الآخر مسئول عن إنجاح هذه الأفلام.

> وكيف يمكننا إعادة الروح إلى صناعة السينما المصرية؟
- يجب أن تكون هناك قوانين منظمة لها وتسيطر على القرصنة، وأن تقدم نوعية من الأعمال الجيدة لتجذب الجمهور إلى السينما مرة أخرى، مع توفير تذاكر السينما بأسعار مناسبة للجمهور حتى تعود كجزء من الثقافة المصرية.

> ولكن البعض يرى أن النجوم مطالبون أيضًا بتخفيض أجورهم حتى تستمر الصناعة.
- العديد من النجوم خفضوا أجورهم بشكل كبير؛ بسبب اضطراب الأوضاع في البلد خلال الأعوام الأخيرة، بل إن العديد منهم خاض تجربة الإنتاج ليقدم العديد من الأعمال التي لم تجد منتجًا، وهي أفلام مثلت مصر خلال العامين الماضيين في العديد من المحافل الدولية، ومن يطالب الفنانين بتخفيض أجورهم عليه أن يطالب أولا بمنظومة سينمائية متكاملة يكون فيها حد أدنى وأقصى للأجور.

> لو ابتعدنا عن السينما ما تقييمك للدراما التليفزيونية خلال هذا العام.
- أرى أن الدراما التليفزيونية حدثت بها نقلة نوعية كبيرة، فقد تابعت العديد من الأعمال مثل«ذات» و«نيران صديقة» و«موجة حارة»، نالت إعجابي وحققت تنوعًا فنيا كبيرًا أتمنى أن نستطيع مشاهدته قريبا في السينما، والسبب في ذلك اتجاه السينمائيين إلى الدراما التليفزيونية.

> ماذا عن دخول فيلميك «صمت القصور» و«عمارة يعقوبيان» ضمن قائمة أفضل 100 فيلم عربي؟
- يؤكد أن هناك أعمالًا سينمائية لا تتقادم ولا تموت أو ينساها الجمهور والنقاد، وأنها أعمال تصلح لكل زمان ومكان، وهو ما أعتبره أرقى درجات الفن السابع، وأمر رائع جدا أن يكون لدي، وأنا في عمري هذا، فيلمان في قائمة كلاسيكيات السينما العربية.

> بماذا شعرت بعد زيارتك الأخيرة لمخيمات اللاجئين السوريين في لبنان كسفيرة لبرنامج الغذاء العالمي في الأمم المتحدة؟
- كانت تجربة إنسانية شديدة الصعوبة، خاصة مع زيادة أعدادهم واحتياجهم الشديد للدعم على كل المستويات، لا سيما الأطفال الذين حرموا من كل شيء، وتلك التجربة جعلتني أحمد الله على ما نعيشه.
الجريدة الرسمية