النفايات الطبية بمستشفى الإسماعيلية الجامعي «مفرخة للأمراض الخطيرة».. مافيا تبيعها لمصانع تدوير القمامة لتصنيع السموم للناس.. لا سلطة للقصاص للرقابة عليها.. تقرير سري تسلمه المحافظ كشف الكار
كشفت مصادر طبية مطلعة لـ "فيتو" أن حالة السلامة الصحية والطبية في محافظة الإسماعيلية تتعرض لخطر كبير بعد أن تبين تلاعب وفساد كبير في النفايات الطبية الخارجة من مستشفى الإسماعيلية الجامعي والتابع لوزارة التعليم العالي وموضوع تحت مراقبته المباشرة.
وكانت وحدة النفايات الطبية بمستشفى الإسماعيلية العام أعدت تقريرًا سريًا بهذا الشأن وتسلم محافظ الإسماعيلية اللواء أحمد القصاص نسخة منه مدعومة بمقاطع فيديو ترصد تلك الكارثة الطبية والصحية والبيئية.
وكشف التقرير أن النفايات الطبية التي تخرج من المستشفى الجامعى ليتم حرقها داخل محرقة مستشفى الإسماعيلية العام لا تدخل بكامل كمياتها وإنه يتم تسريب جزء منها لجهات تعمل في تجارة المخلفات والبلاستيكات والتي يتم إعادة تدويرها في شكل زجاجات وأدوات بلاستيكية.
وأثبت التقرير أن أحد أطباء الإدارة تابع وجود كميات كبيرة من الأكياس الحمراء ملقاة داخل مجمع نفايات منطقة أبو بلح وهو الأمر الذي جعله يقترب من تلك المخلفات داخل مجمع النفايات ووجد أنه يتم فرزها عن طريق عدد كبير من العمالة التي تتربح من ورائها وتأكد أنها أكياس دم وبلازما وسرنجات.
وعن طريق المتابعة الدقيقة ومراقبة سير خروج هذه النفايات تبين أن العامل الذي يخرج من إدارة النفايات بمستشفى العام عندما يذهب إلى مستشفى الجامعى لتسلم المخلفات يقوم عمال نفايات المستشفى الجامعى بوضع مخلفات أكياس الدم في أكياس سوداء اللون وهى الأكياس المختصة بنقل المخلفات العادية بينما يتم تسلم الأكياس الحمراء والمعنية بالنفايات الطبية الخطرة.
ولأن مستشفى الإسماعيلية الجامعي لا يخضع لرقابة وزارة الصحة فلا يجوز لأجهزة المتابعة والنفايات بالمستشفى العام أن تراقبه.
وتبين أن وحدة النفايات بالمستشفى الجامعى تقوم بإخراج تلك الكميات إلى محرقة النفايات بأبو بلح ويتم تسلمها للأشخاص المتعاقدين من هناك حتى لا يتم افتضاح الأمر الذي أصبح وكأنه مافيا حسبما جاء بالتقرير.
وأوضح التقرير أن محافظة الإسماعيلية تمتلك 4 محارق داخل مستشفيات الإسماعيلية العام والتل الكبير والقنطرة غرب والحميات ورغم ذلك يتسرب هذا الخطر الكارثي عن طريق الحيل السابق ذكرها.
وأشار إلى أن وزارة الصحة جهة غير رقابية على المستشفى الجامعي مطالبين بوضعها تحت الرقابة الفعالة وبالتالى فإنها لا تخضع لرقابة مديرية الصحة وأن الجهات المعنية بالرقابة هي رئاسة مجلس ومدينة الإسماعيلية.
وطالب التقرير محافظ الإسماعيلية بتفعيل دوره التنفيذي في مراقبة تسريب النفايات الخطرة من داخل مستشفى الإسماعيلية الجامعى التي تخرج في أكياس القمامة الطبيعية.
كما طالب التقرير بالتحرك العاجل من قبل إدارة البيئة بالمحافظة بقوة الشرطة وأن تتولى المحافظة الرقابة على مستشفى الجامعة وكشف المخالفات الجثيمة التي تقع داخل المستشفى الجامعى واتخاذ الإجراءات الأزمة تجاهها وتشكيل لجنة فحص ونزول لجان التفتيش والمتابعة.
وأكد التقرير أن من أهم الكوارث الصحية التي تنتج عن اعادة تدوير تلك النفايات الطبية هي فيروسات الكبد الوبائى وأمراض الفشل الكلوى بجانب العمالة القائمة على سردها وتفريغها مقابل الأموال.