بالفيديو.. الدقهلية تعلن الحرب على الإخوان.. حرق منازل ومحال قيادات «المحظورة».. دماء شهيد «بدواى» تحرر القرية من الأخونة.. والده: أصبت بالعمى حزنا على نجلي.. وزوجته: لا أريد إحسان
اختلطت روائح الدماء والحزن بهواء قرى ومراكز الدقهلية عقب الحادث الإرهابى الذي استهدف مبنى مديرية أمن الدقهلية في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء الماضي، وأسفر عن استشهاد 17 من أفراد الشرطة والمدنيين، فضلا عن إصابة ما يزيد على 100 شخص، لتسود أجواء الحسرة والمرارة في المنصورة، وانتفض الأهالي ليعلنوا تطهير المحافظة من الإخوان الإرهابيين.
قرية بقطارس مركز أجا احتضنت جسد نجلها الرقيب سعد الباقر والتي قررت بعد الحادث تطهير القرية من الإخوان، بحرق منازلهم ومحلاتهم، أما المفارقة الكبرى فكان الشهيد عمرو حسن ابن قرية بدواى التابعة لمركز المنصورة "قرية أحد قيادات جماعة الإخوان المحظورة وعضو مجلس الشعب السابق عن الحرية والعدالة طارق قطب" والذي سيطر على القرية بأمواله وحاول بكل الطرق أخونتها، لتحول دماء الشهيد عمرو حسن القرية إلى نيران غضب على جماعة الإخوان ليعلنوا استسلامهم للأهالي ويرفعوا صور السيسى خوفا من الانتقام.
وداخل قرية بدواى التقت "فيتو" أسرة الشهيد والتي رفضت تلقى العزاء إلا بعد القبض على مرتكبى الحادث وأحاطوا القرية والمنزل بصور الشهيد محملين مسئولية وفاه نجلهم للإهمال داخل مستشفيات الصحة، بعد أن تركوه يصارع الموت لأكثر من 12 ساعة، فالشهيد عمرو حسن 35 عاما أمين شرطة في إدارة البحث الجنائى لديه طفلتان فاطمة 3 سنين والثانية جنا 9 شهور.
"ابنى خدم وما اتخدمش" بتلك الكلمات بدأ الحاج حسن على أحمد الطحان والد الشهيد عمرو وانهمر بعدها في البكاء قائلا: أنا فقدت البصر حزنا على نجلى فكان آية في الأخلاق والذوق وكان يعلمنى كيف أتعامل ولكن بطريقة لا تجرحنى، ليحرمنى الإرهاب والخونة من زهرة عمرى.
وأضاف: علمت بالخبر من شاشة التليفزيون فأخذت أبحث عن نجلى من الساعة الواحدة حتى 11 صباحا، وبعد أن وجدته كان لا يزال على قيد الحياة والمستشفى كان كالزريبة إهمال شديد بالمستشفى وعدم توافر للأدوية وجاءت الوزيرة لالتقاط الصور على الجثث والدماء ولم تقدم أي رعاية، حتى أن سيارة إسعاف لنقله لمستشفى أخرى لم تكن متوفرة واستدعوا سيارة من المحلة فساءت حالته وأدخلوه العناية المركزة وبعد ساعات لقي مصرعه.
وأضاف: عمرو كان أصغر اخوته السبعة، فقد كنت أعمل مبيض محارة وربيتهم من كبدي وليس لدى أرض ولا مال، وكان يساعدنى في أموال العلاج ليسرقوه منى، ولا أجد من يأتى لى بحقه ليتركونى اعيش في مرارة الحسرة على فقدان نجلى.
ووجه حديثه للمسئولين: أنا لا أريد أموالا، فدم نجلى لا يقدر بأى مال، متوعدا من قام بهذا الفعل بأنه سيقوم بحرقهم ويسود حياتهم كما سودوا حياته و(كسروا ظهرى وعوضى على الله).
أما ولاء حسن زوجة الشهيد عمرو فقالت: "كان مثالا للرجولة النادرة، وكان في الأيام الأخيرة من عمره حزينا على حال شباب مصر وغاضبا من الإرهاب ومن ترويع الآمنين وعقب كل حادث إرهابى يصاب باكتئاب ويقول هنموت زي دول واحد ورا الثاني، وكان يدعو لنفسه بالشهادة، وكان يحلم أن يقضى على الإرهاب".
وأضافت: "آخر مرة رأيته فيها رفض أن يودعنى وكانت تلك المرة الأولى قبل ذهابه إلى العمل قال لي خليكي نايمة وأنا هعمل الفطار".
ووجهت رسالة للمسئولين قائلة: "أنا بعد استشهاد زوجي لا أطلب إحسانا ولا أموالا من أحد أريد وظيفة أصرف منها على أولاده، أنا جامعية وحاصلة على بكالوريوس اقتصاد منزلي، وأناشد الفريق السيسي أن يلبي لي هذا الطلب حرصا على أطفالنا وتكريما للشهيد".
وتساءلت: من أين سيأتى حق زوجى؟ وهل ينتظرون حتى يمروا علينا في البيوت ويقتلونا فنحن لم نر أي خطوة عملية لوقف نزيف دم المصريين؟.
أما أقارب وأشقاء الشهيد فجميعهم يطالبون بالقصاص من القتلة ويطالبون وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى بأن يقف للإرهاب ويتم إعدام من نفذوا العمل الإرهابى في ميدان عام.