رئيس التحرير
عصام كامل

اعتذار وزير السياحة للفيوم .. لا يكفى!


اعتذر الدكتور هشام زعزوع، وزير السياحة لشعب الفيوم لعدم إلمامه بما يوجد بالمحافظة من كنوز أثرية جاذبة لأفواج السياحة.

لم يكتف الوزير بأن يقدم اعتذاره باللغة العربية.. وإنما أصر على استخدام اللغة الإنجليزية لكى يصل إلى سفراء الدول الأجنبية الذين شاركوا في الاحتفال بتعامد الشمس على قصر قارون الذي يعتبر من أهم المواقع الأثرية في مصر.


ووعد الوزير أبناء الفيوم بأن تروج الوزارة لسياحة اليوم الواحد خلال أجازة نصف السنة لتشجيع المصريين من مختلف المحافظات لزيارة محافظتهم، هنا موضع الخلاف مع الوزير النشط الذي أعادت جولاته العالمية دوران عجلة السياحة.

فإذا كان الوزير ليس مسئولًا عن تجاهل مطلب أبناء الفيوم بوضع محافظتهم على خريطة السياحة.. وإنما يتحمل المسئولية وزراء سابقون أسرفوا في الوعود التي لم تجد طريقها للتنفيذ، ولكن بمقدور الوزير النشط أن يحقق هذا المطلب المشروع وأن يدفع شركات السياحة للترويج للمحافظة لدى عواصم الدول المصدرة للسياحة.. علمًا بأن الفيوم تزخر بإمكانات كبيرة جاذبة لأفواج السياحة وفيها آثار عبر كل العصور التاريخية.. وكان أبناء الفيوم يحفظون عن ظهر قلب في مراحل التعليم الأولى عبارة أطلقها الرحالة التي زاروها في الأزمنة القديمة.. تقول: "إذا أردت أن تشاهد آثار كل الحضارات مجتمعة في مكان واحد.. فلا تتردد عن زيارة الفيوم".. ولا تتوقف عناصر الجذب على الآثار الفرعونية والإسلامية والمسيحية.. وإنما تضم محميتين طبيعتين هما محمية قارون ووادى الحيتان.. ورغم ذلك تتقاعس وزارة السياحة عن الترويج للمحافظة.

عندما يتحمس أحد وزراء السياحة ويعترف بتقصير وزارته تجاه الفيوم، فإن الاعتذار وحده لا يكفى.. إنما يجب أن تتبعه خطوات عملية.. ليس من بينها سياحة اليوم الواحد.. التي «لا تشبع من جوع»، خاصة أن الوزير يعلم أن هذا النشاط السياحى قائم بالفعل خاصة في أيام الجمع والعطلات حيث تتوجه للفيوم عشرات الأتوبيسات محملة بتلاميذ المدارس.. ويعودون في نهاية اليوم دون أن تستفيد المحافظة من وجودهم بتنشيط حركة البيع والشراء، بينما السياحة الأجنبية وحدها هي التي سيعود تأثيرها المباشر على تنشيط المجتمع الفيومى، قد سألت الوزير عن تفسير لغز عدم وضع الفيوم على الخريطة السياحية.. فوعد بأن الأمور ستتغير..

ويحسب لمحافظ الفيوم عالم الآثار الفضل في وضع القضية على بؤرة اهتمام مجلس الوزراء وقد شارك عدد من الوزراء في تلك المناسبة الفريدة.. وأخبرنى المحافظ حازم عطية الله أنه تمت إزالة كل العقبات التي كانت تحول دون انطلاق الفيوم في مجال السياحة، كان لما قدمه وزير الآثار محمد إبراهيم، من عرض جذاب لمشهد تعامد الشمس على قصر قارون.. أثر بالغ على السفراء الأجانب الذين أكدوا حرصهم على دعوة مواطنيهم لزيارة الفيوم وقد سألته عن سر اختفاء التماثيل الأثرية من القصر.. فقال إن تدميرها تم في عصور قديمة بسبب الاعتقاد بأنها من المحرمات.

أما المفاجأة في الحفل فقد أعلنها السفير الألمانى الذي أعلن أنه حرص على أن يزور المنطقة بسيارته الخاصة.. وبعيدًا عن الطرق الرئيسية لكى يتحقق من استتباب الأمن.. وأكد أن الأمن بالمحافظة مستتب تمامًا.. ولا يوجد ما يعكر صفو الأمن.

علت الابتسامة وجه مدير أمن الفيوم النشط الشافعى حسن الذي اعتبر شهادة السفير الألمانى وسامًا على صدر جميع ضباط الشرطة الذين يعملون معه.
الجريدة الرسمية