يا سافل !
عقب كل حادث إرهابي إجرامي كبير ومع موجات الغضب العارم التي تهب كالعاصفة نراك - في كل مقال أو أي حوار - وأنت تدين علي استحياء ما جري.. ولأنك تعلم القصة وما فيها لا تستكمل خط الإدانة إلي آخره.. فتتذكر بطحة الرأس التي علي الرأس.. وتتذكر أن أكل العيش المهدد قد يتهدد أكثر.. فتتوقف لتمسك العصا من المنتصف لتحاول إرضاء كل الأطراف.. فتتراجع بانكسار لتدين في طريق الإدانة ما تسميه كل أحداث العنف.. وتترحم علي كل الأموات لما تسميه الشهداء علي الجانبين وتحمل المسئولية في نهاية المطاف ضمنا أو علنا.. تصريحا أو تلميحا.. لمن تتهمه بالانقلاب علي شرعية مرسي وتنسي في نهاية مقالك أو حوارك أوله وبدايته!
فعلت - أنت - ذلك في استشهاد الجنود الـ 25 الذين قتلوا بدم بارد ورصاص غادر حقير.. وفعلته في تفجير سيارة الجنود الـ 14.. وفعلته في استشهاد ضباط وجنود العريش مرة وثانية وثالثة.. ورفح مرة وثانية وثالثة.. والإسماعيلية الأولي والثانية والثالثة.. وفعلته مع تفجير مديرية أمن جنوب سيناء.. وفعلته من قبل في جنود المنصورة علي الطريق السريع وجنود الشرقية علي الطريق السريع أيضا.. وفعلته مع ضابط بورسعيد.. وفعلته مع فتاة تمرد التي ذبحت في الإسكندرية والسائق الذبيح في الإسكندرية أيضا وقبلها مع أطفال الإسكندرية وقد ألقوهم وألقوا معهم براءتهم- ويا قلوب وأكباد أمهاتهم - أمام أعين الجميع من الأدوار العليا.. وفعلته مع السائق الذبيح في المنصورة..
وفعلته مع السيدة التي ألقوها من شرفة منزلها في المنصورة.. وفعلته مع ضابط القوات الخاصة في العريش وفعلته مع ضابط قضية مرسي في مدينة نصر.. وفعلته مع تفجير المنصورة الكبير.. وفعلته مع تفجير مدينة نصر.. وفعلته مع شهداء الكنيسة.. وفعلته وفعلته وفعلته عشرات المرات.. بالسيناريو الخائب السخيف الحقير الواطي السابق.. بالإدانة علي استحياء ثم التراجع لتحميل المسئولية كما قلنا لمن أطاحوا مرسي!
لكن نراك - ككل مرة- وأنت تصاب بارتكاريا الإدانة والصريخ والصياح و "حزقة" الكلام إلي حد الخطر علي صحتك ومعها هيستيريا السياسة وبلا أي تراجع في نهاية الكلام وبلا تفتيش عن حلول للأزمة وبلا أي عقل وبغير أي صواب ومن دون أي منطق كلما أصاب إخوانك وأخواتك ضرر.. صفعا كان أو اعتقالا.. مجرد صفع أو اعتقال!
يا سافل.. حرمة دماء جنود الواجب وحرمة دماء البراءة الذبيحة أهم من حرمة المدينة الجامعية.. ومن الجامعة.. ومن الحياة الجامعية كلها!
يا سافل.. الإخوان يدافعون عن قضيتهم.. ويستأجرون أمثالك للدفاع عن قضيتهم !.. بئس المؤجر وبئس الأجرة وبئس المأجور!