رئيس التحرير
عصام كامل

«بورنو.. أون لاين».. من «غرف الدردشة» لـ«اشحن لى كارت بـ50».. زوجة تبحث عن «رأى الدين» فى علاقات زوجها الجنسية على الإنترنت.. فتاة تدفع 500 دولار لتحصل على 

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

" أنا صديقة.. أبحث عن علاقة بريئة.. ومستقرة.. لا أحبذ العلاقات العابرة" .. أو " من يريد المتعة فليشحن كارت بخمسين جنيها".. "لممارسة الجنس على التليفون.. انتظرنى بعد الساعة 12 ".. "أنا هيام.. مطلقة تبحث عن الحنان.. المعاكسات مرفوضة.. وأبحث عن علاقة جادة مع رجل أربعيني" .. " أنا شاب.. أبحث عن علاقة مستقرة عبر التليفون مع سيدة أربعينية.. لا أرغب في الزواج.. 

يكفيني الحب والحنان".. ما سبق لا يتعدي كونه العالم الافتراضي الذي ستجد نفسك فيه بعدما يخرج "المارد الإلكتروني" الكامن بداخلك.. طريقان لا ثالث لهما ستجد نفسك مخيرا أمامهما، فضغط "كليك يمين" ثم المواقفة على "فتح الموضوع" ستجعلك واحدا من أعضاء فريق "الجنس العابر للقارات".. وأما إن كنت من العالمين ببواطن الأمور الإلكترونية فمن المؤكد أن "كليك اليسار" سيكون طريقك للخلاص من "العلاقة الجادة".. و"المطلقة الحنون" و"الشاب الذي يبحث عن امرأة أربعينية".. و"الفتاة اللي عاوزاك تشحن الكارت.. لتشحن لك بدورها عدادك الجنسي".

الأمثلة السابقة لا تتعدي كونها أقل القليل من النوعيات التي ستواجهها بعدما تطأ قدماك "الإنترنت"، فما هي إلا دقائق قليلة، وبقليل من البحث على المحرك العالمي "جوجل" ستكتشف أن طريق "التوبة" مفتوح لمن هم أكثر خبرة منك، فها هي فتاة ثلاثينية تلهث على المواقع الدينية لتطلب المشورة، بعدما وقعت ضحية في شباك "شيطان النت" فكتبت قائلة: عمري 33 سنة، ولم يتقدم أحد لخطبتي؛ لأني معاقة، وتعرفت إلى شاب عن طريق النت، ووعدني بالزواج أمام الله، وأقسم على ذلك، وأمارس معه الجنس عبر النت، والجوال، وأنا نادمة، فهل أنا زانية، وينطبق عليّ قول الله: "والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك"؟ أتمنى أن أتوب ولا أعرف ماذا أفعل؟ وادعوا لي بالعفة والحلال.

ورغم أن الجواب لم يشبع رغبتها في التخلص من "الذنب الإلكتروني" حيث قال لها "الشيخ" المختفي مثلها خلف شاشة و"كيبورد": ما يعرف اليوم بعلاقة الحبّ بين الشباب والفتيات، وما يحصل من التعارف بدعوى الرغبة في الزواج، هو باب شر وفساد عريض تنتهك باسمه الأعراض، وترتكب خلف ستاره المحرمات، وكل ذلك بعيد عن هدي الإسلام الذي صان المرأة، وحفظ كرامتها وعفتها، ولم يرض لها أن تكون ألعوبة في أيدي العابثين، وإنما شرع للعلاقة بين الرجال والنساء أطهر سبيل، وأقوم طريق بالزواج الشرعي لا سواه.

ولا ريب في كون هذه الأفعال التي وقعت بينكما عبر الإنترنت أو الجوال أفعال محرمة، وهي وإن كانت دون الزنا الذي يوجب الحد إلا أن ذلك لا يعني أن أمرها هين، بل هي معصية قبيحة، وإثم مبين، وقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم زنا، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه".. متفق عليه.

فالواجب عليك قطع كل علاقة بهذا الرجل، والمبادرة بالتوبة إلى الله، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعلته، والعزم على عدم العودة، مع الستر على النفس وعدم المجاهرة بالذنب، واعلمي أن التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فاستعيني بالله واصبري، واعلمي أنه يجوز للمرأة أن تعرض نفسها على رجل صالح ليتزوجها، وذلك بضوابط وآداب.

الفتاة التي لم تجد الحٌب على "أرض الله الواسعة" فبحثت عنه بـ "الماوس" لم تكن الحالة الوحيدة، فها هي زوجة تبحث لـ"زوجها" عن "الغفران" حيث قالت: زوجي يمارس الجنس عبر الإنترنت مع فتيات ونساء من مختلف الجنسيات بالصوت والصورة فأريد أن أعرف هل هذا يعتبر زنا لأنه لا يعتقد ذلك وشكرا؟

وبدوره رد عليها "الشيخ" - ذاته- بقوله: ما يفعله زوجك معصية عظيمة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "والعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطى والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه".. رواه مسلم، فهذا العمل الذي يعمله يصدق عليه أنه زنا، ولكنه زنا مجازي كما فصلنا ذلك في الجواب رقم: 25437 وننصحك -وفقك الله- بأن تجتهدي في نصح هذا الزوج وبيان الحق له وأن تستعيني على ذلك بالله تعالى ثم بأهل الصلاح، ونقول لهذا الزوج اتق الله فإنك ستسأل بين يدي الله عن جوارحك هل استعملتها في طاعة الله أم في معصيته؟ قال تعالى: "إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئولًا" (الإسراء: الآية 36)، ولتعلم أن هذه الجوارح سوف تشهد عليك يوم القيامة، قال تعالى: "يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (النور:24) وقال تعالى: "حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (فصلت:20)، فانظر كيف يكون حال العاصي يومئذ.

"غرف الدردشة".. الحل السحري "الأكثر أمانا"، والذي يتجه له البعض للحفاظ على "سرية العلاقة" – وفقًا لتصوراتهم، وفي تحقيق نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة في العاصمة البريطانية "لندن" منتصف يناير من العام 2004 تحت عنوان "غرف الدردشة على الإنترنت تدخل الغرف المغلقة وتضع نهايات مأساوية لقصص الخيانة والطلاق" قالت الزميلة مني مدكور: نهى، طالبة في الجامعة، كانت إحدى ضحايا المشاهدة على شبكة الإنترنت، ولم تكن تتخيل أن دخولها لغرف الدردشة من الممكن أن يوصلها إلى ما وصلت إليه، حالة قلق ما زالت تعيش فيها حتى الآن، والحكاية بدأت عندما تعرفت على شاب من دولة عربية أخرى وبدأت الحوارات تمتد بينهما عن طريق الدردشة الإلكترونية إلى ساعات وساعات حتى استطاع أن يجعلها تثق فيه وتأمن له، إلى أن طلب منها رؤية صورتها لأنه أحب صوتها، وكدليل على مدى حبه لها أرسل لها صورته، وكانت لشاب رائع الجمال والوسامة فتشجعت وأرسلت له صورتها وبعدها تبدلت معاملته لها، وبدأ يتطرق في حديثه معها عن مواضيع إباحية ويطلب رأيها ويرسل لها صورا فاجرة لتشاركه التعليق عليها وحينما عنفته هددها باستخدام صورها أسوأ استخدام، مؤكدا أنه سيعلق عليها، تعليقات بذيئة ويرسلها لأصدقائه ومعارفه ومعها عنوانها الإلكتروني لمراسلتها.

وكشفت الزميلة – في التحقيق ذاته- حكاية أخرى لإحدي فتيات "غرف الدردشة" جاء فيها: بعد أن تعرفنا عن طريق غرف الدردشة وأصبح كل منا ينتظر الآخر بشغف كبير توطدت العلاقة بيننا حتى صرح كل منا بحبه تجاه الآخر، وكان حتما علينا أن نرى صور بعضنا على الأقل قبل أن نلتقي، وبعد أن أرسلت له صوري الخاصة وجدته في يوم من الأيام يرسل لي صوري بعد أن أدخل عليها تعديلا سيبهرني كما قال، والمفاجأة التي أصابتني بشلل تام، هي أنه قام بتركيب صورة رأسي على جسد عار لإحدى فتيات البورنو اللاتي تنتشر صورهن على الشبكة! فكرت أن ألجأ لأهلي، ولكن أقل ما يمكنهم فعله بي هو قتلي بعد أن يشاهدوا صوري بهذه الطريقة، خاصة أنه أخبرني أنه سيرسل لي دفعة جديدة من الصور بعد أن يقوم بتجميع نماذج جديدة يصلح تركيب وجهي عليها!!

فأصبت بانهيار عصبي وأنا أتخيل وجود صوري على المواقع الإباحية وتكون مذيلة باسمي وعنواني الإلكتروني وجنسيتي العربية أيضا! وبعد تفكير أيقنت أن معاملته بعنف لن تأتي بأي نتيجة فحاولت أن أراوغه وأغريه بأي مقابل حتى يعطيني الـDISK الخاص بصوري، مع أنه رفض في البداية متعللا بأنها مجرد هواية يستمتع بها وأنني لست الفتاة الوحيدة التي فعل معها ذلك، إلا أنني أقنعته بأنني أستطيع أن أدفع له أي مقابل مادي إذا وعدني بإعطائي الـDisk الخاصة بي، والتي لن يجعل عنده منها أي نسخ إضافية، وبالفعل رضي بذلك بعد أن استحلفته بكل الأديان السماوية والأعراف والتقاليد، وأن موتي سيكون على يديه خاصة أنني لم أؤذه وإنما أحببته بكل قلبي، والحمد لله الذي وفقني في إقناعه خاصة أنه طلب مني 500 دولار على سبيل الهدية مقابل الـDisk واضطررت لبيع ذهبي الخاص والاستدانة من صديقتي حتى أدبر له المبلغ وأن أكون أنا من ستسلمه الهدية وليس أحد آخر لأنه سيأتي لي من محافظة بعيدة عن محافظتي ومن حقه أن يراني بعد عناء السفر! وبالفعل تمت المقابلة في أحد شوارع القاهرة في الخفاء كاللصوص، ورغم انتهاء فصول تلك المأساة، إلا أن الضحية ما زالت تعيش حالة من الهلع لدرجة أنها قامت بقص شعرها وصباغته بلون جديد، وتفكر هذه الأيام أيضا بارتداء الحجاب لنفي أي شبهة ممكنة بينها وبين تلك التي من الممكن أن تنشر صورها على الشبكة، في حال مخالفته لوعده لها.

ونقلت "مدكور" عن الدكتور فكري عبد العزيز استشاري الطب النفسي والأعصاب بجامعة القاهرة قوله: السبب وراء هذه الظاهرة أن أولئك الذين يقيمون علاقات خاصة عبر غرف الدردشة غالبا ما يعانون من حرمان عاطفي، وهم شخصيات غير متوازنة نفسيا سواء كان ذلك في المحيط العائلي أو على مستوى العلاقات الزوجية للمتزوجين ومن خلال غرف الدردشة يحاولون إشباع غرائزهم المكبوتة وتعويض الحرمان الذي عانوا منه، والذي لا يعرفه هؤلاء أن هذا الانغماس في تلك العلاقات غير السوية لا يزيدهم إلا تشتتا وحرمانا أكبر لأن هذه العلاقات في الغالب تكون علاقات وقتية كفقاعات الصابون تتلاشى في أي لحظة.

وأضاف د. فكري بقوله: هناك شخصيات أخرى تكون أنانية النزعة وكل همها في الحياة البحث عن الذات والملذات أيضا على الرغم من عدم احتياجها لهذه العلاقات، لأنهم لا يعانون من أي حرمان عاطفي، لكنهم يسعون للتغيير بأي وسيلة مهما كلفهم ذلك من استقرار لحياتهم أو ألم للآخرين.

وبعيدا عن معرفة واستطلاع رأي الدين في أمر "الجنس الإلكتروني"، وقصص "الغرام.. أون لاين" فقد كشفت إحدى الصحف البريطانية بالأرقام، أن اللوردات والنواب وموظفي البرلمان البريطاني، حاولوا دخول المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت آلاف المرات.

وقالت صحيفة "هافينجتون بوست يو كي" إنها حصلت على الأرقام الرسمية بموجب قانون حرية المعلومات، وأقرّت بموجبه سلطات البرلمان بأن مستخدمي خوادم الشبكة البرلمانية على الإنترنت، بما فيهم النواب وموظفوهم، حاولوا مرارًا وتكرارًا الوصول إلى المواقع المصنّفة بأنها إباحية على شبكة البرلمان خلال الفترة بين مايو 2012 ويوليو 2013.

وأضافت أن الأرقام الرسمية أظهرت أن محاولات الدخول إلى المواقع الإباحية عبر الشبكة البرلمانية وصلت إلى ذروتها في نوفمبر 2012 وبلغت 114.844 محاولة بالمقارنة مع 55.552 محاولة في أبريل الماضي، مشيرة إلى أن 5000 شخص على الأقل يعملون في البرلمان بغرفتيه مجلس اللوردات ومجلس العموم.

وقالت الصحيفة: إن مسئولي البرلمان البريطاني أصروا على أن الأرقام مبالغ فيها لأن المواقع المعنية تقوم بإنعاش عدد متصفحيها بصورة تلقائية وتسجيل حتى محاولات الدخول إليها.

* نقلا عن العدد الورقي
الجريدة الرسمية