رئيس التحرير
عصام كامل

"الفتنة الكبرى..عثمان" لعميد الأدب العربي بهيئة الكتاب

عميد الأدب العربى
عميد الأدب العربى طه حسين

أصدرت الهيئة العامة المصرية للكتاب في سلسلة إنسانيات بمكتبة الأسرة، كتابا جديدا "الفتنة الكبرى..عثمان " لعميد الأدب العربي طه حسين.

فتجد طه حسين في الجزء الأول من كتابه " الفتنة الكبرى عثمان" يناقش قضية شائكة في التاريخ العربي والإسلامي تختلط دومًا الأقاويل عنها، وهي خلافة "عثمان بن عفان" وما تلاها من ثورة أدت إلى مقتله، فتجد في الكتاب مذهبًا وسطيا تجرد من المغالاة في التقديس أو التجرد من عباءة الإيمان، وهنا تجد إيمان الفكر وترجيح كفة العقل الذي يناقش ويحلل ويأخذك لفلسفة أدبية بروح ديكارت.

فبيّن متعة التفكير بين الشك واليقين التي تتفاوت بين السطور المبنية على اجتذابك لتصبح شريكا في تلك الملاحم والمعارك وتسترجع تاريخا مهما جدا يشعرك بأنك كنت ممن كانوا يدبرون لجرائمها، حتى تتوقف وتعود للحاضر الذي يجعلك تتيقن أن ما نمر به الآن قد مر به أسلافنا في عصور أخرى ببشاعة أكثر، فيضيف لتاريخك الحاضر أفكارا ومعتقدات واقتناعات لا تنتهي عن السياسة والدين والتاريخ بين الماضي والحاضر.

وعبر تلك الظروف التي تخوضها بلاد المسلمين الآن وحتى نحلل الفتنة المارّة بنا، يجعلك جزأي "عثمان" و"علي وبنوه" لطه حسين تخوض في سرادقات من الزمن وكأنك تحياها الآن باختلاف المسميات والأماكن فقط.

ولو لم تكن هذه الفتنة بطليها عثمان أو علي ما كان ليتهاون معهما طه حسين لكنه "عثمان بن عفان" صحابي الرسول "محمد" حبيبنا في القلب والوجدان فتجد خروجًا على قواعد الحيادية وتقديم الأعذار وتتحلى بجميل الظن، لتقول كيف لمن عاشر رسول الله "محمد" ألا نحسن به النية ليسرد لك طه حسين ألا تحكم بقلبك أو عقلك وكن كسيدة العدل بيديها الميزان وعيناها مغطاة فتلك الفترة كانت لا تزال السياسة كطفل يحبو.
الجريدة الرسمية