رئيس التحرير
عصام كامل

"الزغرودة" الإسكندرانية الأعلى صوتا.. والأجمل فى الريف

أحد الأفراح المصرية
أحد الأفراح المصرية

"زغرودة حلوة رنت فى بيتينا، لمت حارتنا وبنات حارتنا" أغنية قديمة غنتها المطربة الراحلة أحلام.

والزغرودة عمرها مئات السنين، وهى عنوان الأفراح بصفة عامة تطلق عند الزواج وعند عودة الحجاج وعند النجاح وعند سبوع أو ختان المولود.


والزغرودة تبدو حينا كصدح البلابل وحينا آخر كرجع الصدى لصوت الكروان؛ ولكنها أيضا تشبه اللحن الأخير للبجعة التى تقوم به قبل الموت فيطرب الناس لسماعها ويظنونها تغنى.

وقديما كانت حالات الزواج تكثر فى مواسم الحصاد؛ خصوصاً أثناء جنى القطن الذى كان موسماً للزغاريد؛ حيث كان تشتعل السماء بزغاريد النساء بنجاح زراعة القطن وحصاده.

وحين يباع القطن وتعمر الجيوب، تعقد اتفاقات الزواج وتحدد المواعيد وتبدأ الزغاريد فى الانطلاق، وتتافس صاحبات الصوت الأحلى على إطلاقها؛ إلا أن صاحبة الزغرودة الأطول والأشد هى التى تكسب، وأحيانا تنتاب الغيرة الرجال فيحاول بعضهم إطلاق زغرودة مما يثير البهجة ويفشى الضحك بين الحضور.

ويؤكد الباحث سمير مجدى، الباحث فى التراث الشعبى، أن الزغرودة بمثابة كارت الدعوة؛ وبمجرد سماعها يسارع الجميع بالمشاركة فى الفرحة.

وأشهر زغرودة هى زغرودة زينات صدقى حين وافق حسب الله السادس عشر على الزواج منها فى فيلم شارع الحب.

ويشير الباحث إلى أن الزغرودة لها أشكال مختلفة فى كل مجتمع؛ وأيضا أسماء مختلفة لكنها فى النهاية للتعبير عن الفرح.

ففى الخليج تسمى «اللولوش» لارتباطها بالايقاع الصوتى لولولو؛ لكن تظل الزغرودة المصرية ذات طابع موسيقى متميز، إلا أنها فى النوبة تختلف عنها فى القاهرة ؛ لكن أقوى زغرودة فى مصر هى الإسكندرانية فهى الأعلى والأطول والأجمل، وتقترب منها الزغرودة فى الريف.
الجريدة الرسمية