الإشارات الخطيرة في حادث مدينة نصر!
نبدأ من الأخير.. حيث نفت "بيت المقدس" مسئوليتها عن الحادث.. وهو ما يعني دلالتين مهمتين لا ثالث لهما..
الأولى: التأكيد النهائي أن "بيت المقدس" هي المسئولة عن حادث المنصورة وأن ما نسب إليها في هذا الشأن صحيح مائة في المائة..
الثاني: إعلان بيت المقدس أن تنظيما آخر دخل على خط الإرهاب في مصر الآن غيرها!!
عن الدلالة الأولى نقول: "بيت المقدس" هي الجناح العسكري للإخوان.. ليس فقط لأنها لم تقم بأي عملية داخل فلسطين المحتلة وإنما الأهم أن جماعة "الإخوان" التي لا تزال تسعى لاستمرار الحصول على دعم الغرب لا تستطيع أن تمارس العنف علنا وإلا أحرجت داعميها بما فيها تركيا وقطر.. ولذلك تأتي فكرة اللجوء إلى التنظيمات ذات الأسماء المستعارة كحل وسط مناسب!
أما عن الدلالة الثانية نقول: فكرة دخول تنظيم آخر على خط الإرهاب بخلاف "بيت المقدس" لا تتم بهذه السهولة.. فهذا الأمر سيحتاج وقتا إن تقرر أصلا.. ولذلك يأتي نفي "بيت المقدس" ليس التزاما بالمصداقية.. فلا مصداقية في الإجرام والإرهاب.. إنما يأتي ليزيد التعقيدات والحسابات أمام أجهزة الأمن للتشويش عليها وأيضا كي يقول إن على الإدارة المصرية أن تتحمل نتائج قرارها بإعلان الإخوان تنظيما إرهابيا!
الأخطر هو: التزام جماعة الإخوان الفترة الماضية وأغلب الجماعات التكفيرية باستهداف رجال الجيش والشرطة.. باعتبارهم جنود "الطاغوت" وعند الإخوان من الفتاوى الكثير رغم أنهم يؤمنون بأن كل من لم ينتم إليهم كافر ويحتاج إلى الإيمان من جديد.. إلا أن الفتاوى عندهم تقول إن جنود الطاغوت هم من يحمونه ويدافعون عنه وقتالهم وقتلهم واجب...
واليوم عندما ينتقل الأمر إلى استهداف المدنيين فإننا أمام تطور سيئ يشي بوصول الجماعة إلى حالة اليأس الشديد وربما أعطت كوادرها التعليمات بالتصرف كما يرون كل في محله ووفق ظروفه وإمكانياته.. وهنا الخطر الذي أشرنا إليه في مقال الأمس.. وهو ما يستلزم مجهودا كبيرا ليس في تطوير معلومات أجهزة الأمن فحسب وإنما في تلاحم الجميع وإدراك أن الكل في معركة واحدة.. عندئذ ستكون الرسالة قد أعيدت إلى "بيت المقدس" أقوى مما جاءت به!