رئيس التحرير
عصام كامل

2013.. عام الكوارث الفنية


انتهى عام 2013 بكل ما يحمله من مآس وكوارث وبعض الأحداث المفرحة التى تاهت وسط كم كبير من الأحداث السيئة، وعلى المستوى الفنى فحدث ولا حرج، عام من الكوارث الفنية بكل المقاييس، أن يمر عام كامل دون أن يقدم معظم النجوم الشباب أعمالا سينمائية ولا حتى درامية، ويحجم نجوم الغناء عن طرح ألبومات جديدة، فهذه هى الكوارث، فالأفلام قليلة، وليتها أفلام، فمعظمها أفلام مقاولات، والألبومات التى تم طرحها قليلة جدا، والحفلات تكاد تكون غير موجودة، أما المسلسلات فهى الحسنة الوحيدة هذا العام.


فعلى المستوى السينمائى كان أفضل فترات العام فى بدايته، حينما عرض نجوم الصف الأول أفلامهم، مثل "على جثتى" لأحمد حلمى، و"الحفلة" لأحمد عز ومحمد رجب، و"فبراير الأسود" لخالد صالح، أما فى الشهور التالية فكانت الكارثة متجسدة فى أفظع أشكالها بطرح محمد رمضان لفيلمه التاريخى "قلب الأسد" الذى أطاح بأحلام الجمهور فى أن يمر عام 2013 بخير على المستوى الفنى، حيث كسر الفيلم الأرقام القياسية للإيرادات فى أيامه الأولى، ولولا فض اعتصامى رابعة والنهضة وما ترتب عليهما من توقف الحياة فى مصر بسبب فرض حظر التجوال، لكان الفيلم قد وصل إلى أرقام لم يصل إليها أى فيلم مصرى آخر.

وتوالت الأفلام بعد ذلك لنجد "عش البلبل" و "8%" و"القشاش"، وغيرها من الأفلام التى ازدحم بها الموسم السينمائى فى مصر خلال هذا العام، والتى جعلت الجمهور ذا الحس الفنى الراقى يكره اليوم الذى تم اختراع السينما فيه، حتى أن بعضهم تمنى أن يفقد حاسة البصر حتى لا يرى ما وصل إليه حال الأفلام المصرية.

أما الموسيقى فكانت هادئة، وربما نائمة، فقد نذكر اسم عمرو دياب الذى أصدر ألبوم "الليلة"، والذى حرك به السوق الراكدة، وقد تكون جنات ساهمت فى تحريك السوق بألبومها الجديد "حب جامد" بالإضافة لألبوم "وانا معاه" لرامى صبرى، كذلك حقق حماقى بعض النجاح بألبوم "من قلبى بغنى" وفيما عدا ذلك فكانت باقى ألبومات الموسم مثل الفواصل الإعلانية، كما أن الحفلات كانت قليلة وأقيمت بـ "طلوع الروح"، ولعل أبرزها حفل عمرو دياب فى إمارات هايتس، الذى أقيم بعد سلسلة من التأجيلات، وحفل محمد حماقى فى ستاد الهوكى، وحفل كأس العالم الذى أحيته نانسى عجرم وتامر حسنى.

الكوميديا الكبرى كانت على المستوى الدرامى، فالمنتجون الذين ظلوا "يولولون" مثل القبائل الأفريقية وهم يرقصون حول النار، وصدعوا رءوسنا بأنه لا توجد أموال لإنتاج أعمال درامية، أنتجوا اكثر من 50 مسلسلا فماذا إذا كانت هناك أموال للإنتاج، هل كنا سنرى الجزء الثانى من "تيتانيك" على التليفزيون المصرى؟! المهم أن الموسم الدرامى كان ثريا، وربما كان هو الحسنة الوحيدة على المستوى الفنى هذا العام، ورأينا أعمالا مهمة على المستوى الفنى، ووجد فيها الجمهور إثراء فنيا لم يجدوه فى السينما هذا العام، وكانت أهم هذه الأعمال "نيران صديقة"، "موجة حارة"، "اسم مؤقت"، "الكبير أوى" الجزء الثالث، "الرجل العناب"، وبعض الأعمال الأخرى التى لاقت نجاحا كبيرا.

ولو تحدثنا عن هذا العام بشكل مفصل لوجدنا كوارث بمعنى الكلمة، كـ "الردح" بين الفنانين وشيوخ القنوات الدينية، وأفلام المقاولات التى عادت للسينما المصرية، وفضائح بعض الفنانات التى ينساها الجمهور دائما، وسقوط الفن الهادف من حسابات المنتجين، لكن يمكننا اختصار ذلك بشكل عام بأن هذا العام ربما كان الأفقر فنيا فى تاريخ مصر، وربما كان السبب فى ذلك هو أن الجميع كان منشغلاً بالأفلام والمسلسلات الحقيقية التى عشناها طوال عام 2013 ما بين مرسى والسيسى وحمدين والبرادعى و"أبو الفتوح".

وأخيرا.. انتوا متعرفوش إن انتوا نور عينيا ولا إيه؟!
الجريدة الرسمية