السيسي .. غاضبا
خطاب الفريق السيسي وزير الدفاع أول أمس خلال مراسم الاحتفال بتخريج الدفعة 148 من معهد ضباط الصف المعلمين ليس خطابا " بسيطا "، فلأول مرة يتم " تخشين " لهجة الخطاب، وتزداد حدتها.. نبرة الصوت اختلفت عما سبق من خطابات الفريق السيسي، وربما يكون ذلك بداية لكشف بعض الحقائق التى تتعلق بترشيح السيسي للرئاسة، ولعل العامل الزمنى فى إدراج جماعة الإخوان كتنظيم إرهابى ثم حضور السيسي هذه المناسبة العسكرية جاء لإرسال عدة رسائل منها للشعب وأخرى للإخوان وثالثة للمجتمع الدولى.
مرة أخرى نعود لحدة الخطاب الذى ألقاه السيسي حين قال غاضبا "اللى هيمسكوا مش هنخليه على وش الأرض".. "اللى هيقرب من المصريين جيش مصر مش هيسيبه أبدا"، وبالتدقيق فى لغة الخطاب ونبرة الصوت يتاكد أن صورة الفريق الذى اعتدناه كوزير يبتسم دائما فى خطاباته، ويقبل رءوس أمهات الشهداء، ويستعمل مرادفات لغوية مثل " يحنو"، "انتو مش عارفين انكم نور عنينا ولا إيه ".. هذه كانت مرحلة طواها السيسي ربما لوقت، وأراد فى خطابه أن يوصل رسالة أن الجيش غاضب، وأن وجهه المبتسم دائما قادر أن يتحول فى لحظة لكيان غاضب ينفجر فى أى لحظة إذا تم استدعاء ذلك.
خطاب السيسي ليس خطاب وزير دفاع، وإنما خطاب سياسي لرئيس جمهورية، أو للدقة خطاب زعيم، الرسائل واضحة وكاشفة فى قدرة الجيش على مواجهة الإخوان كتنظيم إرهابى، وثقة السيسي بنفسه، وعدم ظهوره بصورة مهزوزة، رسخت للإخوان صورة قديمة عرفوا ملامحها فى ذاكرتهم وقت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وإن كانت ستضع السيسي فى مأزق خطير، حال إن لم تكن الأجهزة الأمنية ليست بالكفاءة المطلوبة لمواجهة تنظيمات إرهابية، وقدرتها فى تطوير رجالها لمواجهة أجيال من الإرهاب.
إذا أراد أى مرشح للرئاسة أن يبلغ مداه فى برنامجه الانتخابى، خاصة فيما يتعلق بالوضع الأمنى، فإنه لن يجد أكثر مما يقوله السيسي فى خطاباته، مستعينا باللغة واللهجة، وإن كنت أرى أن الفريق ومنذ الاحتفال بذكرى السادس من أكتوبر عبر فى خطابه عن برنامجه الانتخابى للرئاسة، فلم يكن خطابه فى هذا الوقت خطاب وزير دفاع، تأكد أول أمس من خلال الوجه الآخر للفريق السيسي.