رئيس التحرير
عصام كامل

حرب تكسير العظام بين "الحرافيش الجدد" و"كبار الطرق الصوفية"

مصطفى زايد منسق الطرق
مصطفى زايد منسق الطرق الصوفية

"شبل": هذا الفصيل عانى من كبار المشايخ.. وجاءته الفرصة فلن يتركها
"زايد": المهمشون أحكموا قبضتهم على مجريات الانتخابات 

بعد حل "المجلس الأعلى للطرق الصوفية"، وتحديد موعد إجراء الانتخابات القادمة بنفس قائمة المرشحين على المنصب في العام 2011 لم يعد هناك من بين المرشحين الكبار أي شيخ من شيوخ الطرق الصوفية وحتى الشيخ "عبد الهادي القصبي" تم استبعاده بعد حل المجلس، والشيخ "علاء أبو العزائم" أعلن انسحابه من المجلس قبل إعلان حكم المحكمة، والشيخ "عبد الخالق الشبراوي" ليس له شعبية داخل الطرق الصوفية، والشيخ "عبد المجيد الشرنوبي" شعبيته قليلة فضلا عن أنه لا يريد الترشح؛ بسبب المشكلات التي تعصف بالبيت الصوفي، والشيخ "طارق الرفاعي" شيخ "الرفاعية" اعتذر عن العضوية، وهذا كله أوجد الفرقة داخل البيت الصوفي.

في ظل هذا الانقسام والتشتت يخرج لنا فصيل جديد من تحت أنقاض البيت الصوفي مهمشًا في كل العصور، "إنهم الحرافيش.. نعم حرافيش الصوفية، أو شيوخ الطرق الصوفية غير المذكورين "على الساحة السياسية أو الدينية ولا يعرفهم أحد؛ لأنهم مهمشين حتى من الشيوخ الكبار داخل الطرق أنفسهم، ويعتبرون فئة ضالة دخيلة على التصوف.. فقط ولكن!! كما يقول الشاعر: تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.

ويقود هذا الفصيل المهمش داخل الطرق الصوفية (الحرافيش) الشيخ "عبد الباقي الحبيبي"، الذي يجمع كافة شيوخ الطرق الصوفية الصغار والمهمشين من قبل المشايخ الكبار حوله، ويعملون في السر دون أن يعلم بهم أحد أمثال (الشيخ القصبي، والشيخ أبو العزائم).

ويسعى الفصيل منذ فترة من أجل الظهور على الساحة الصوفية، ولكن الشيوخ الكبار كانوا يرفضون ذلك بدعوى أنه يجب أن تبقى خلافة الطرق الصوفية في نسلهم حتى تتوارثها الأجيال بعد الأجيال.. ولكن للأسف!!.. لم يكن يعلم هؤلاء المشايخ أنه سوف يأتي اليوم الذي يتفرقون فيه جميعا، ويأتي الحرافيش لكي يبنوا المجد الصوفي مرة أخرى بعد أن أضاعوه هم بعنادهم وإصرارهم على عدم الوحدة، وعدم الوقوف صفا واحدا لمواجهة أعداء التصوف.

يقول الدكتور سيد شبل ــ المتخصص في الشأن الصوفي -: إن شيوخ الطرق الصوفية الصغار مهمشين منذ العهد الملكي في مصر، وليس في الوقت الحالي فقط ولكن الفرصة لم تأت لهم مثل هذه المرة؛ حيث إن ما حدث في المؤسسة الصوفية من انشقاقات وحرب كلامية بين المشايخ الكبار جعل هؤلاء الشيوخ الذين يعتقدون أنهم ظلموا كثيرا يقومون بتكوين جبهة في الخفاء دون أن يعمل بها أحد من أجل الاستحواذ على المؤسسة الصوفية، وكانوا يتلمسون الطرق التي من خلالها يصلون إلى كرسي المشيخة العامة للطرق الصوفية.

واستطرد قائلا: إن الخلاف الأخير الذي وصل إلى ذروته بين الشيوخ الكبار مثل (عبد الهادي القصبي، والشيخ علاء أبو العزائم، ومختار علي محمد الدسوقي، وعبد الخالق الشبراوي، وطارق الرفاعي) أوجد الفرصة أمام هذا الفصيل؛ لكي يخرج من الجحور ومن الظلام الذي كان يعيش فيه لكي ينطلق بخطوات ثابتة للاستحواذ على مؤسسة الطرق الصوفية في الانتخابات القادمة.

ويضيف مصطفى زايد ــ منسق الطرق الصوفية -: إن شيوخ الطرق الصوفية المهمشين داخل المشيخة العامة للصوفيين كثيرون جدا، فمثلا عدد الطرق 73 طريقة صوفية غالبيتهم ضد التوريث، الذي كان يحدث من قبل شيوخ الطرق الكبار لأبنائهم بالإضافة أيضا إلى توريث المشايخ الذي كان آباؤهم وأجدادهم شيوخا لمشيخة الطرق الصوفية.

وعلى ذلك فعدد مشايخ الطرق المهمشين يتراوح بين الــ50 طريقة ، 55 طريقة، مما يجعلهم قوة ضاربة ستندفع بقوة الرياح دون خوف أو رهبة من الشيوخ الكبار داخل مؤسسة الطرق الصوفية، وعلى ذلك من الممكن القول: إنهم سوف يسيطرون على أي انتخابات قادمة داخل الطرق الصوفية.
الجريدة الرسمية