رئيس التحرير
عصام كامل

هل من مبادرة لوقف عجلة الإنتاج؟


أحاديث هنا وهناك وتصريحات كثيرة وعديدة من شرق وغرب ومن كل حدب وصوب، وفى وسط هذه الضجة يغب التمييز وكذلك تحديد الاتجاهات وأيضاً النوايا ومعرفة ما هى الأهداف المطلوب تحقيقها، فى وسط ذلك الضجيج ما بين القوى السياسية لا يستطيع أحد أن يسمع الآخر أو يعرف ما الذى يريده، ذلك هو ما يحدث الآن فى مصر هناك قوى سياسية عديدة ومتعددة لكل منها مطالب وكل منها له رؤية قد لا تكون بالصحيحة وهى رؤية قد تكون شخصية أكثر منها رؤية عمومية أى تخص المجتمع كله وتعبر عن آمال وطموحات الشعب المصرى أن حالة عدم الوفاق والانقسام الذى حدث فى أعقاب الثورة وذلك للعديد من الأسباب هى عدم وجود قائد لها وأنها لم يكن لها قائمة أهداف تتفق عليها، كما أنها لم يكن لها رؤية مسبقة أى بديل فى حالة إسقاط ذلك النظام وكذلك آلية تطبيقه لتنفيذ هذه الرؤية.. كان غياب القائد وكذلك القوى السياسية الحقيقية التى لها قواعد شعبية تسندها أى أنها لها جذور وأصول فى الشارع أدى إلى ذلك التبعثر وكان من السهل على أية قوة تمتلك التنظيم أن تمسك بمقود الثورة وأن تسيطر على الأحداث وتحركها لصالحها ولم يكن غير التيار الدينى وقتذاك والذى كان يمتلك ميزة أخرى لم تمتلكها القوى السياسية الأخرى ألا وهى المصداقية والثقة التى تضيفها عليهم النزعة الدينية وقد كان الفضل فيها للنظام السابق بممارساته التى جعلتهم يفقدون الثقة فى كل ما هو سياسى، وكانت حالة التخبط عاملا مساعدا إلى أن يلقوا بأنفسهم فى أحضان التيار الإسلامى وتيارات القوى السياسية ومن قبلها أصحاب الثورة الحقيقيين أنهم أصبحوا خارج نطاق دائرة الضوء وبعض من الشعب وهم فى الحقيقة الأكثر من البسطاء قد دعموها ورأوا أنه لابد من إعطائهم فرصة فهم قد صبروا على النظام السابق وحكم العسكر لسنوات وعقود طويلة .. ولم يكن الأمر يحتمل التجريب وليس فى السياسة محاولة وخطأ لأن ذلك العامل يعنى ضياع الشعوب.. والآن بعد كل ما حدث فقد رأوا أن ممارسات النظام الحالى لا تختلف كثيراً عن ممارسات النظام السابق فهناك عودة لقانون الطوارئ أو التلويح بذلك وهناك قرارات قد رأوا فيها أنها أحادية وتناصر الإخوان، وهنا يتساءل البعض كيف يمكن إيقاف ذلك العنف وإعادة عقارب الساعة للوراء؟

 هناك مبادرة حزب النور السلفى الذى يرى أن الأمر يتطلب تشكيل حكومة وفاق وطنى واستقالة النائب العام وإلغاء الطوارئ ولكن هذه رؤية طرف واحد قد لا تقرها بقية القوى والتيارات السياسية الأخرى والتى قد ترى فى استئثار حزب أو تيار لمبادرة بمفرده تهميش لها وتعبر عن مصالحه وذلك ما يحدث فى ظل أزمة الثقة التى لابد من أن يكون هناك وفاق ما بين كل القوى السياسية والتيارات وحالة التصالح النفسى أى مع الذات للخروج من ذلك المأزق والمحك الحرج .
الجريدة الرسمية