رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا والصين وكوريا يحتجون على "صلاة" رئيس حكومة اليابان

رئيس الوزراء الياباني
رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي


أدى رئيس الوزراء الياباني، اليوم الخميس، الصلاة في معبد ياسوكوني المثير للجدل الذي أقيم لتكريم الجنود الذين قتلوا من أجل اليابان خلال الحرب العالمية الثانية، ما أثار انتقادات من قبل واشنطن واستياء الصين وكوريا الجنوبية من هذه الخطوة.

وقالت الولايات المتحدة اليوم الخميس، إنها تشعر "بخيبة أمل" بسبب زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي لضريح ياسوكوني لقتلى الحرب وهي الزيارة التي أثارت انتقادات لاذعة من الصين وكوريا الجنوبية.

وزار "أبي" االضريح الذي يعتبره كثيرون رمزا لماضي اليابان العسكري إبان الحرب العالمية الثانية. وقالت السفارة الأمريكية في اليابان في بيان "اليابان حليفة وصديقة موضع تقدير. لكن الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل من قيام القيادة اليابانية بهذه الخطوة التي ستؤدي إلى تفاقم التوتر مع جيران اليابان".

كما عبرت الصين اليوم الخميس عن "احتجاجها الشديد" و"غضبها" بعد الإعلان عن زيارة أبي إلى معبد ياسوكوني. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية شين غانغ في بيان إن "الحكومة الصينية تعبر عن غضبها حيال القادة الياباني إزاء ازدرائهم المعلن لمشاعر الشعب الصيني".

وتابع المتحدث أن الصين تنوي تقديم "احتجاج شديد اللهجة" وتعبر عن "إدانتها العميقة لأعمال المسئولين اليابانيين". وأشار المتحدث الصيني إلى أن "جوهر زيارات المسئولين اليابانيين إلى معبد ياسوكوني هو تضخيم تاريخ العدوان العسكري والهيمنة الاستعمارية لليابان". 

وأكد أنه "على اليابان تحمل عواقب ذلك"، معتبرا أن هذه الزيارة الأولى لرئيس حكومة ياباني منذ 2006 إلى ياسوكوني "تشكل عقبة كبيرة جديدة على طريق العلاقات الثنائية" بين البلدين. وكان مسئول كبير في وزارة الخارجية الصينية صرح قبل ذلك أن مبادرة رئيس الحكومة اليابانية "غير مقبولة إطلاقا في نظر الشعب الصيني".

وتعود آخر زيارة لرئيس وزراء ياباني إلى ياسوكوني، إلى 15 آب/أغسطس 2006 عندما توجه رئيس الحكومة حينذاك جونيشيرو كويزومي إلى الموقع في ذكرى استسلام اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية.

من جهتها، وصفت كوريا الجنوبية الزيارة بـ"التصرف المؤسف" و"الخطأ التاريخي (الذي) يضر بالعلاقات بين البلدين". وقال وزير الثقافة والرياضة والسياحة يوو جين ريونج "لا يسعنا إلا أن نشعر بالأسف والغضب من هذه الزيارة." وأضاف أن هذه الزيارة تمثل خطأ تاريخيا. والضريح يذكر الكثير من الكوريين الجنوبيين بالاحتلال الياباني لشبه الجزيرة الكورية من عام 1910 حتى عام 1945.

وزار رئيس الوزراء الياباني المحافظ وذو القناعات القومية هذا المكان المهم في الديانة الشينتوية في وسط طوكيو قبيل ظهر اليوم (بالتوقيت المحلي) وذلك بعد عام تماما على عودته إلى السلطة في 26 كانون الأول/ديسمبر 2012.

وأمضى أبي نحو عشر دقائق في الموقع حيث وضعت باقتان من الورد الأبيض على الضريح باسمه. وعند مغادرته المكان، أكد أبي أن زيارته هذه تشكل خطوة رمزية ضد الحرب ولا تهدف إلى استفزاز الصين وكوريا الجنوبية. وقال "اليوم أنهى عامي الأول في السلطة وأردت أن أؤكد عزمي على ألا يعاني أحد من الحرب مجددا"، لافتا إلى أن هذه الزيارة "لم تهدف إلى المساس بمشاعر الصينيين والكوريين الجنوبيين" الذين يعتبرون معبد ياسوكوني رمزا للماضي العسكري الياباني. وأكد أنه "مصمم على العمل حتى لا يعاني أي شخص من الحرب من جديد". وشكلت هذه الزيارة مفاجأة لكثير من اليابانيين إذ أن أبي امتنع عن زيارة المعبد خلال ولايته الأولى بين 2006 و2007.



ش.ع/ع.ج.م (أ.ف.ب، رويترز)

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية