رئيس التحرير
عصام كامل

بعد اعتبارها إرهابية.."الإخوان" إلى مزيد من الإرهاب!


بدأ الحسم مع الإخوان وصدر قرار الحكومة باعتبارها إرهابية.. خضع مجلس الوزراء أخيرا للإرادة الشعبية وترتاح أرواح شهداء المنصورة بعد الحادث بساعات.. صارت الجماعة إرهابية إذًا ولا كلام بعد اليوم إلا علي هذا الأساس!

ولكننا تعودنا أو عودنا أنفسنا ألا نتوقف أبدا عند أي قرار أو حادث أو حادثة.. إنما ننظر إلي ما هو أبعد منها كلها.. تعالوا معا إذًا نقرأ القرار..

قبل أسابيع تم حل جماعة الإخوان المسلمين.. أي أن الجماعة غير موجودة قانونا..!! لا مكان لها ولا مقر ولا حسابات في البنوك ولا بطاقات عضوية لأعضائها.. واليوم يصدر قرار باعتبار غير الموجود إرهابيا!! إننا كمن يطالب بطرد حسن شحاتة - مثلا - من الملعب وهو اعتزل أصلا !! كيف ذلك؟ الإجابة تقول: إن الكيان الاعتباري غير موجود في كل الأحوال .. بالحل أو باعتباره إرهابيا.. ولكن فمن اليوم لا يستطيع أحد التحدث باسمها أو تمثيلها أو الدعوة لها أو الدعوة إليها أو تبني وجهات نظرها.. وبالتالي لا يستطيع طلاب الإرهابية بعد اليوم التظاهر باسمها ولا بشعاراتها ولا بأعلامها ولا الهتاف بهتافاتها..

لكن.. خلاف ذلك.. ستحتاج الأجهزة المختصة إلي أدلة إثبات يقينية تثبت صلة أي شخص ينتمي إلي الجماعة بأنه ينتمي إليها فعلا.. حتي لو خرج البعض للتظاهر.. فربما خرجوا ضد الدولة بغير شعارات الإخوان.. وهو ما سيحتاج إلي إجراءات معقدة من بينها التسجيلات وشهادات الشهود والمواد المحررة بمعرفة أصحابها وإحراز المستندات ومنها المنشورات والبيانات السياسية وتخزين شعارات الجماعة وأعلامها وما يربط بينها وبين حائزيها..

الأسئلة الآن: في أي شيء يفكر الإخوان اليوم؟ كيف سيتعاملون مع القرار؟ وإن كانت سيطرتهم علي كوادرهم وطلابهم تامة ومؤكدة .. فماذا سيطلبون منهم الآن؟

اعتقادي ومن السوابق والشواهد فإنهم سيقولون الآتي: إن كان مجرد انتماء الإخواني إلي جماعته يعتبر إرهابيا.. فلماذا لا يكن إرهابيا بالفعل؟ إن كانت العقوبة في كل الأحوال واحدة والمصير واحد.. فلماذا يذهبون إلي الجحيم وحدهم؟ إن كانت الفتاوي عندهم تقول إن الجيش والشرطة هم جنود الطاغوت وقتلهم وقتالهم واجب وفريضة.. فلابد من توسيع الدائرة اليوم لتطول علي الأقل مجلس الوزراء الذي أصدر القرار.. ومجلس الدفاع الوطني الذي اجتمع قبل القرار بيوم ليعطي فيما يبدو توجيهاته للحكومة بإصدار القرار !

الإخوان فقدت بالفعل وعيها وصوابها.. أمينها العام يعلن اليوم أيضا أن الأجهزة المصرية هي من دبرت حادث المنصورة لتعطل الاستفتاء..!! وقد نسي الرجل في لحظة هذيان كبيرة أن "أنصار بيت المقدس " أعلنت مسئوليتها عن الحادث..!! وأنها حددت اسم الفاعل بل وتعهدت بنشر المزيد من التفاصيل خلال الأيام القادمة!

لقد قالت الحكومة "كش ملك".. والدور الآن في اللعب علي "الإخوان ".. وهذا الهذيان سينعكس بغير شك علي سلوك الجماعة خلال الأيام القادمة.. وطالما أصدرت الحكومة قرارها.. فعليها إذًا الاستعداد لكل تبعاته.. وأن تكون علي قدر قراراتها.. ليس في تنفيذه فحسب وإنما أيضا في الحذر من كل ما يتعلق ويرتبط به!
الجريدة الرسمية