ضاقت ولما استحكمت حلقاتها فرجت
إعلان مجلس الوزراء اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وحل حزب الحرية والعدالة لهو قرار تاريخى لم تقدم عليه كل الحكومات السابقة بداية من جمال عبد الناصر إلى حكم مبارك.
ولكن هل ستتوقف أعمال إجرام هذه الجماعة بعد هذا القرار ؟ الإجابة بالنفى وذلك لأن هذه الجماعة لا تحترم القانون ولا الدولة فهى جماعة لا يردعها غير القوة.. نشأوا على الجبن يستحلون دماءك لو خالفتهم ويخشون منك ويرهبونك لو شعروا بقوتك وقدرتك على قهرهم.. ولكنهم يترقبون لحظة ضعفك لينقضوا عليك ثانية فهم ينطبق عليهم المثل الشعبى القائل ((جبناء يخافون ولا يختشون)).
فالعنف لن يتوقف حتى يروا بعين رأسهم جدية الحكومة فيما أعلنت وسيكون هناك كر وفر وضحايا ودماء وسيظلون يقامون ويصارعون بأموالهم وبالشباب الذين يستأجرونه ومحبيهم وأنصارهم حتى تعى قياداتهم أن الأمر ليس مجرد إعلان.. وأن الأمر جد خطير فيرتدون أقنعة النعاج والضحايا وينزلون من حيث جاءوا تحت الأرض يخططون ويتأمرون ويدرسون للمرحلة الجديدة .
وسيهدأ الأمر مؤقتاً وستجدهم يتفاوضون عن بعض قياداتهم المحبوسين والمحكوم عليهم وستبدأ حوارات الحجر المغلقة بين قيادات الإخوان الجدد والحكومة ولكن كل هذا سيعتمد على قوة التنظيم الخارجى للإخوان وتطهير سيناء بالكامل.
ولكن القضاء على تنظيم الإخوان نهائياً يتوقف على اقتصاد الدولة فلو استطاعت الدولة القضاء على الفقر سوف لا يجد الإخوان وقوده للسيطرة والانتشار.. فالإخوانى سواء كان منتميا لجماعة الإخوان أو لحزب الحرية والعدالة أو مجرد محب للإخوان كل ما يربطه بهذا التنظيم هى المصلحة.. فذلك التنظيم مصدر غذائه ومن يموله للحصول على سكن ووظيفة حتى الزوجة لابد أن تكون إخوانية.. بالطبع لابد أن يستميت الإخوانى على هذا التنظيم لأنه بالنسبة له حياة كاملة لأن كل ما يجب أن توفره الدولة للمواطن وعجزت عنه تقوم جماعة الإخوان بديلاً عنها لأعضائها ومحبيها كل حسب درجته ومرتبته الإخوانية إن كان منتميا أو محبا أو مجرد مشجع.
ويجب أن نعلم أن إعلان جماعة الإخوان جماعة إرهابية ينقصه الإعلان أن كل من يساعد الإخوان سواء تنظيم القاعدة أو حماس أو أى جماعة ستتعامل معاملة الإرهابيين وسنعلن عليها الحرب .
ولا أدرى هل درست الحكومة جيداً مع وزراة الدفاع ووزارة الداخلية قدرتها على إعلان الحرب على الإرهاب داخلياً وخارجياً وهل عقدت اتفاقات مع دول عظمى على مشاركة مصر فى الحرب ضد الإرهاب مثل روسيا.. فالإرهاب أخطبوط له أذرع كثيرة فيجب أن يكون لنا نفس الأذرع إن لم تكن أكثر عدداً وأشد قوة للحرب عليه.. وإن انهزمت الحكومة فى تنفيذ القانون وتنفيذ ما أعلنت عنه فستكون الحكومة متواطئة تواطؤا خبيثا مع هذا التنظيم وستزداد جماعة الإخوان قسوة فى الإرهاب.. وأعتقد أنه يجب إعلان حالة الطوارئ القصوى فى تلك الأيام وحظر التجوال حتى تتمكن المخابرات المصرية وأمن الدولة من دراسة الأمر جيداً بالدخل والخارج ليتسنى لجهاز الشرطة القبض على كل العناصر الإرهابية وممولى الإرهاب .
يخطئ من يعتقد أن مصر فى حالة حرب مع جماعة إرهابية فقط.. فنحن فى حالة حرب باردة وساخنة مع دول عظمى تمول وتشجع على الإرهاب فى مصر وتريد أن تحول كل الإرهابيين الذين يعيشون على أرضها إلى سيناء بما فيهم إسرائيل تريد أن تهجر أهالى غزة إلى سيناء أيضاً.. ومن هذه الدول فرنسا وألمانيا فنحن فى ضيق حقاً ولكن علينا أن نقرأ تاريخنا جيداً فما مر على مصر من عدوان كثير.. وكنا دائماً مقبرة لكل غاز فمصر كانت وستظل مقبرة للغزاة .
فبعد الضيق فرج أكيد وضاقت ولما استحكمت حلقاتِها فرجت وكنتُ أظُنها لن تفرجُ .. فلك الله يامصر.