رئيس التحرير
عصام كامل

إنهيار دولة "الإخواني أردوغان".. زج بتركيا فى أزمات إقليمية وحولها إلى بؤرة فساد ومحسوبية.. نصب نفسه خليفة لجماعة إرهابية .. وفتح حدود بلاده لتدمير سوريا

رئيس الوزراء التركي
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان

أكثر من 10 أعوام مرت على تولى رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان رئاسة الحكومة التركية، عقد من الزمان شهد صعودا وهبوطا لمؤشر نجوميته السياسية، استطاع حفيد الأتراك في مستهل سنوات حكمه أن يعيد تموضع دولته داخليا وخارجيا، وثارت التكهنات حول إمكانية الرجل في إحياء حلم الإمبراطورية العثمانية.


استطاع أردوغان بخداع سياسي محنك، أن يرسم لنفسه صورة المنقذ، وتحول إلى "إيقونة" لما يمتلكه من كاريزما وصفت بـ"العثمانية"، سرعان ما سقطت أمام العاصفة الترابية التي جلبها إلى بلاده بسبب إيديولوجياته الإخوانية التي كشف عنها بفجاجة، ودفعته إلى التورط في المعترك السوري بانحيازات طائفية، وجعل ممرات دولته الحدودية بؤرا لاستضافة التظيمات الإرهابية وتهريب الأسلحة.

ونقل "العثماني الجديد" عدائه إلى مصر الشعبية، انحيازا لجماعته الإخوان التي خرج حزبه "العدالة والتنمية" من رحمها على يد نجم الدين أربكان، مؤسس الفرع التركي للجماعة، من خلال حزب "الرفاه".

انفصال رئيس الوزراء التركي عن أبيه الروحى أربكان، وتبنى رؤية شبابية لتيار الإسلام السياسي بالمنطقة، جعلته نموذج يهرول الجميع خلفه، لكنه سقط في اختبار الديمقراطية وقدم الدليل على ديكتاتوريته داخل صرح العلمانية الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك.

أردوغان سحب "أنقرة" إلى مستنقع، ودس أنفه بالأزمة السورية والثورة المصرية، وولى نفسه خليفة على قرارات دول تتمتع باستقلالية.

أعوام قليلة مرت على كلمته الشهيرة التي قالها للرئيس المصر الأسبق حسنى مبارك، عندما طلب منه الرحيل استجابة لرغبة الشعب المصري، وبعدها بعامين أعلن رفضه لنفس الشعب عندما طالب برحيل "مرسي" وجماعته.

ابتدع أردوغان شعار "رابعة" الذي قامت "المحظورة" باعتماده، فيما لم يمهل الزمن الإمبراطور العثمانى الجديد، ليتوج حلم دولة الخلافة العثمانية.

كان سقوط جماعة أردوغان الأم في مصر بمثابة لعنة أصابت الرجل باللعنة، إذ انكشف فساده وديكتاتوريته، وتحول من معشوق الجماهير، إلى هدف للأصوات الغاضبة من سياسته التي خرجت بميدان "تقسيم" تطالبه بالرحيل، انفض رجاله من حوله وتفككت حكومته وتتوالى الاستقالات والجميع يقفز من مركب الإخوانى الغارق.

فساد حكومته نخر مفاصل الدولة وانكشفت الأكذوبة، وتحولت بلاده إلى حاضنة للتنظيمات الإرهابية المتطرفة، وانكشفت مزاعم النهضة الاقتصادية نتيجة تحول بلاده إلى مركز مالى لأموال جماعات الإرهاب العابر للدول والقارات.

أوشك أردوغان على السقوط، وتصدعت أركان حكمه، رد شعبه ثأر المنطقة العربية، ابتدع لها شعار الفساد من روح شعار "رابعة" الذي أراد به زعزعة استقرار مصر، بات السلطان مطالبا بالرحيل، مكبلا بكراهية رجال الجيش الذين ناصبهم العداء، وبتربص رجال الشرطة الذي بث الفتنة بينهم وبين شعب راق يعي كيف يمارس الديمقراطية بمعاييرها الغربية.
الجريدة الرسمية