«أوباما يرفع شعار التراجع هو الحل».. البيت الأبيض يسحب ترشيح «فورد» سفيرًا بمصر.. تقلص النفوذ الأمريكي بالشرق الأوسط يخيف واشنطن.. «الكونجرس» يستثني القاهرة من قرار وقف ا
فيما يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية خضعت للسياسة المصرية، بعد التوترات التي شهدتها علاقات البلدين منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو الماضي، وما ترتب عليه من قطع جزء كبير من المساعدات الأمريكية السنوية الموجهة لمصر.
ولعل ما يجسد هذا التراجع سحب إدارة باراك أوباما قرار ترشيحها الأول للسفير روبرت فورد سفيرها السابق بسوريا، ليصبح سفيرًا أمريكيًا بمصر، خلفا لآن باترسون التي غادرت القاهرة بعد أحداث متوترة إثر تقارير حول قربها الشديد من جماعة الإخوان والرئيس السابق محمد مرسي.
وجاء القرار الأمريكي بعد إبداء مصر عدم رغبتها في ترشيح فورد سفيرا لها بسبب الدور الذي لعبه في سوريا وإعلانه صراحة رغبته في التفاوض مع بعض الجماعات والمتشددين الإسلاميين هناك. وأكدت بعض المصادر المطلعة لمجلة فورين بوليسي أن هذه الخطوة جاءت بعد أن أشار بعض كبار قادة الجيش في مصر بهدوء إلى أنهم لا يريدون فورد في هذا المنصب، لأن تواصل فورد مع بعض المتمردين الإسلاميين في سوريا دق ناقوس الخطر في القاهرة وقضى على فرص توليه للمنصب الذي كان مرشحا له.
وبحسب المصادر نفسها فإن القاهرة رأت أنه يمكن أن يقوم "فورد" بمحاولة مماثلة تتمثل في إقامة علاقات مع الإسلاميين بمصر، وحثت الإدارة الأمريكية بهدوء على التوصل إلى مرشح آخر لتولي المهمة.
كما أظهر هذا القرار تراجع لغة التهديد الأمريكية تجاه مصر بعد سعي القاهرة للبحث عن حلفاء جدد وتجديد العلاقات مع دول أخرى ردًا على قطع واشنطن للمساعدات، وتحديدًا بعد مسارعة دول الخليج بتقديم المساعدات لمصر عوضًا عن المساعدات الأمريكية، فقدمت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت 12 مليار دولار، حرصا على الحفاظ على استقرار مصر، في الوقت الذي سعت فيه روسيا للتقرب لمصر وعودة العلاقات التاريخية الإستراتيجية بين البلدين مثلما كانت في حقبة الخمسينات والستينات أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وزار مصر وفد روسي رفيع المستوى القاهرة لبحث سبل التعاون في المجال العسكري وشتى المجالات، ما جعل أمريكا تشعر بالخطر لتراجع نفوذها في المنطقة وترضخ للسياسة المصرية وأعقب زيارة الوفد الروسي زيارة لوزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل لمصر، مؤكدًا أن مصر حليف إستراتيجي للولايات المتحدة.
وفي الأسبوع الماضي وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع قانون يتيح للرئيس باراك أوباما الخيار لتجاوز القانون الاتحادي الذي ينص على قطع المساعدات عن مصر، وهي خطوة من شأنها أن تجعل واشنطن تعيد المساعدات الأمريكية مرة أخرى لمصر، ولكن دعم الكونجرس لا يزال غير واضح، ووضع مشروع القانون السيناتور روبرت منديز الديمقراطي، وبوب كوركر الجمهوري.
وشهد النفوذ الأمريكي بالشرق الأوسط تراجعًا ملحوظًا وظهر حلفاء جدد أكثر ثقة من الولايات المتحدة ما جعل الإدارة الأمريكية تشعر بالقلق والتراجع عن بعض مواقفها مثلما حدث في مصر ورضوخها للسياسة المصرية، فضلا عن تراجع أمريكا تجاه سوريا وصفقتها الأخيرة مع النظام الإيراني بشأن برنامجها النووي.