رئيس التحرير
عصام كامل

ملاحظات مهمة على بيان "بيت المقدس" وحادث "المنصورة" !


لا يخفي علي خبراء الأمن أن حادثا إرهابيا مثل الذي جري أمس في المنصورة لا يتم هكذا عفويا ولا حتي بالتخطيط البسيط.. فهذه أعمال مركبة تحتاج إلي أكثر من مستوي في الفعل وليس مجرد كميات بارود تلقي علي مبني أو علي تجمع من البشر.. فالجاني في حاجة إلي معابر آمنة تتيح له التخفي والتأمين.. وتتيح له التمويل الآمن.. وتتيح له طرق ووسائل تهريب كميات كبيرة من الأسلحة ومن المتفجرات - وكلها ممنوعة قانونا - دون ملاحقة حامليها في ظل حالة تأهب أمني وأكمنة في كل مكان.. وتتيح له بعد كل ذلك أن ينفذ جريمته ويهرب..


أو يهرب مؤقتا في مكان آمن إلي حين هدوء الأوضاع وخصوصا في مدينة تشهد إجراما إخوانيا كل يوم ومتوترة أمنيا علي الدوام.. وهذا كله ليس سهلا فهو يحتاج إلي كوادر مدربة جيدا وتتمتع بإمكانيات خاصة.. وفي مثل الحالة التي بين أجهزة الأمن والإخوان من مطاردات وملاحقات وتعقب فلابد أن تكون هذه الكوادر من غير تلك المعروفة أمنيا ولا سجل لها عند الأجهزة الأمنية حيث تستطيع بذلك سحب الأموال من البنوك وتأجير الشقق المفروشة وتأجير السيارات بأوراقها الشخصية والعبور من الأكمنة بلا أي مشاكل..!

فإذا عرفنا أن بيان جماعة بيت المقدس، وهي ليست إلا اسما مستعارا للجهاز السري المسلح للإخوان..- لأنها لا تستطيع أن تمارس أعمالا إرهابية وهي لا تزال تتطلع إلي دعم الدول الغربية - نقول إذا لاحظنا أن بيان الجماعة واعترافها بالعملية جاء بعد يوم كامل من الجريمة.. فإننا أمام تأكيد علي رغبتها في تأمين هروب كوادرها الذين ما زالوا داخل المنصورة.. أو تركوها وغادروها قبل صدور البيان بقليل!

ما جري لا يتم إلا بعناصر من داخل المنصورة وما زال المضيف المجرم داخلها الآن وهو من راقب ومن رصد ومن قدم المعلومات!

الأمن المصري يحتاج إلي دعم من أجهزة أخري.. أجهزة لديها القدرة علي الوصول إلي أوكار مجرمة خارج البلاد.. تفك شفرات رسائلها وتتبعها وتصل إلي مراكزها.. فربما كان الأمر بذلك أسهل وأسرع جدا!
الجريدة الرسمية