رئيس التحرير
عصام كامل

"الإخوان المجرمين" اجعلوهم "قرابين"


لن أتحدث عن انفجار مديرية أمن الدقهلية المأساوي، لأن الجميع يعرف الخسائر البشرية الفادحة الناجمة عن الإرهاب الخسيس، لكنني أتوقف عند التخاذل والارتباك الحكومي.. رئيس الوزراء المبجل أفاق أخيرا من سباته على وقع خسائر الانفجار المروع، فقرر في لحظة شجاعة أن "الإخوان" جماعة إرهابية، وهو ما كرره د.شريف شوقي المتحدث باسم رئيس الوزراء من أن الببلاوي يؤكد للإعلام "أن الإخوان جماعة إرهابية أظهرت وجهها القبيح".


لكن بعدها بقليل يشير السفير هاني صلاح، المتحدث باسم مجلس الوزراء إلى إعلان «الإخوان» جماعة إرهابية «إذا أثبتت التحقيقات تورطها في التفجيرات»، ويزيد الطين بلة ما أدلى به وزير التعليم العالي د.حسام عيسى أن "الإخوان جماعة إرهابية، ولكننا نحتاج إلى تعريف واضح وصريح لمفهوم الإرهاب، وهو ما يحتاج إلى صدور قانون الإرهاب".!!

إذا كان الببلاوي ونائبه في حاجة إلى تعريف وتمحيص ودراسة لإعلان "الإخوان المجرمين" جماعة إرهابية فإنها "أم المساخر".. يا سادة كل بيت في مصر تضرر من إخوان الشياطين، هناك أرامل وأيتام وثكالى، ومن انقطع رزقه أو "اتخرب" بيته بسبب جرائم الإخوان، مصر تنهار ومؤسساتها تحرق وتدمر نتيجة إرهاب ممنهج يقوض ركائز الدولة، ينفذه تنطيم "الإخوان" بالتعاون مع من يطلقون على أنفسهم نشطاء، والحقيقة أنهم في الخيانة والعمالة للخارج سواء، والمصيبة أن أدلة الإدانة موثقة لدى الدولة، لكن الحكومة تثبت يوما بعد آخر أن عدم الاتفاق "سيد الموقف" بين وزرائها، وأن بعضهم "طابور خامس" ومنهم من ينفذ إرادة الغرب وقادة المؤامرة الكبرى على مصر.

مع كل تفجير أو تخريب تشهده البلاد يؤكد الببلاوي أن الحكومة قوية وستضرب بيد من حديد، وينتهي الأمر إلى الشجب والتنديد، لنكتشف أن يد الحكومة "رخوة مرتعشة" تخشى حتى إصدار قرار يردع الجماعة الإرهابية والحركات العميلة التي تثبت علو كعبها على القانون والاستهزاء بالحكومة.

أي "مهزلة" أكبر من أن "حماس" الفلسطينية تطلق صاروخا على الأراضي المصرية، ولا تحرك حكومة الببلاوي ساكنا، مكتفية بما قاله قادة الإرهاب في "غزة" إن ما حدث خطأ تدريبي!. أليست "حماس" من اقتحمت السجون، ودربت العملاء والمأجورين على تفجير بلدنا ونشر الفوضى في ربوعها، ثم قتلت جنودنا في رفح؟!.. أليست "حماس" من سرقت خيرنا، وحفرت الأنفاق وأغرقت مصر بالسلاح والمخدرات والإرهابيين؟!.. ماذا تنتظر حكومتنا لردع لصوص وخونة "حماس"؟!

أي "مسخرة" أكبر من أن الحكومة تهادن "إخوان كفرة" و"عملاء خونة" يطلقون على أنفسهم نشطاء، وتترك لهم الحبل على الجرار يعيثون في البلد حرقا وإرهابا وتخريبا بدعوى الصبر والاحتواء، أو ربما خوفا من أمريكا ومنظمات حقوقية دولية، وهي تعلم تمام العلم أنهم جزء أصيل من المؤامرة على مصر؟!.. ألم تسأل حكومتنا "الرخوة" نفسها أين كانت تلك المنظمات عندما أعلن جورج بوش الحرب على الإرهاب وهدد العالم قائلا: "من ليس معنا فهو ضدنا وسنحاربه"؟! .. ثم لماذا لم تدن المنظمات الدولية وأمريكا الإرهاب والتفجيرات كما أدانت اعتقال العملاء؟! وأين الدبلوماسية المصرية ولماذا لا تتحرك لفضح الإخوان وممارساتهم الإرهابية ومعهم باقي العملاء.. الحقيقة إنها دبلوماسية "البيات الشتوي"!!.

"الإخوان المجرمون" انتشوا فرحا وشماتة في الدم المصري والأشلاء التي تملأ الشوارع معتبرين أنها هدية عيد ميلاد الرئيس، والبعض الآخر ردد شعارات "المجرمين" البلتاجي وحجازي والعريان وغيرهم مؤكدين أن الأمن سيعود بعودة المعزول سبب "نحس وبلاء" مصر... هؤلاء هم "الإخوان الكفار" الذين "تقزمت" الحكومة أمامهم حتى "تعملقوا" وظنوا أنهم أكبر من الدولة، هؤلاء وجب الآن تقديمهم "قرابين" حتى ننعم بالاستقرار، لابد من إباحة دمائهم كما استباحوا دماء جميع المصريين، يجب إعلانهم جماعة إرهابية، ومصادرة أموالهم واعتقال من ينتمي إليهم مع البطش في تطبيق القانون، حتى لو تحولت مصر إلى سجن كبير لوأد الجماعة الإرهابية والأبواق التي تدافع عنها ليل نهار.. الشعب لا يريد حرية وديمقراطية ثمنها إرهاب ودماء الأبرياء، إنما يريد أمنا واستقرارا وراحة بال حتى لو كان المقابل قمع وأحكام عرفية.
الجريدة الرسمية