"نصار" على خطى مرسى.. أنا الرئيس
يتلون بكل ألوان الطيف السياسى، تجده فى أقصى اليمين وفى أقصى اليسار، حتى إنك تحتار فى هويته.. فلول لا مانع.. إخوان تجده مدافعا عنهم.. ثورجى يكون حاضرا..
عن الأولى فقد كان عضوا فى لجنة السياسات فى "الوطنى المنحل"، حيث شغل عضوية أمانة لجنة القيم والشئون القانونية بالحزب وصدر له قرار تعيين من الرئيس المخلوع فى 1 يناير 2008.
أما عن الثانية فقد جاء به الإخوان الى لجنة المائة التى صاغت دستورهم، وكان محاميا لحازم صلاح أبو إسماعيل فى قضية تزوير جنسية والدته، وحازم هو نصير الإخوان وصاحب العضلات المفتولة الذى أرهب الدولة برجاله وحاشيته ولم تسلم منه إلا عندما تم اعتقاله، أما عن الثالثة فهى توليه منصب مقرر لجنة الخمسين التى وضعت الدستور، ودموعه وبكاءه ليلة الانتهاء من إنجازه، وإشادته بنزاهة أعضاء اللجنة الذين رفضوا تقاضي أى مكافآت حتى إن وجباتهم كانت الفول والطعمية.
عن جابر جاد نصار – مع حفظ الألقاب - ومواقفه الباهته تجاه أعمال التخريب والحرق والتدمير التى يمارسها طلاب المحظورة.. أتحدث، فالرجل جاء الى منصبه كرئيس رقم 24 لجامعة القاهرة للأسف بانتخابات حرة نزيهة وبفارق صوت واحد عن الدكتور عز الدين أبو ستيت الأستاذ بكلية الزراعة، وكم من مصائب جلبتها الانتخابات لمصر، فمرسى الذى سيسجل التاريخ أنه أسوأ من تولى حكم مصر جاء بالانتخاب، ومجلس الشعب الظلامى الإخوانى السلفى الذى أصدرت المحكمة الدستورية العليا حكما ببطلانه كان بالانتخاب، والمخلوع مبارك الذى ثار عليه الشعب جاء عبر الصناديق أو بالاستفتاء أو إن جاز القول بالانتخاب، لكن الطريق إلى الصناديق قد يكون مفروشا بالمصالح والمنافع والامتيازات بل والرشاوى.
جابر نصار كان يسير على خطى السلفيين عندما أعلن أكثر من مرة انسحابه من أعمال لجنة الخمسين فى "شو إعلامى"، حدث ذلك وقتما لجأت الدولة لفرض هيبتها الضائعة وتطبيق قانون التظاهر بتفريق المتظاهرين من أمام مجلس الشورى، لكنه على كثرة تهديداته بالانسحاب لم يملك الشجاعة الكافية مرة واحدة ويفعلها.
لا مكان فى مصر الآن الى مسئولين من نوعية نصار، يجيدون الإمساك بالعصا من المنتصف ويجيدون اللعب على الحبال، أو أصحاب موقف رمادية مائعة باهتة فاترة، أو يطلقون تصريحات تتعدد تفسيراتها وتأويلاتها، لا نحتاج فى هذه المرحلة إلى مسئولين من أصحاب الأيدى المرتعشة، ولا أشخاص يجيبون على اتهامهم بمحاباة الجماعة المحظورة بعبارة "لا تعليق"، ولأن الأمواج عاتية وسفينة مصر تترنح فى البحر، بينما أعداؤها من تنظيم الجماعة المحظورة يتربصون بها ويتمنون لها الغرق، فلابد أن يتحلى كل من هم حول القبطان بالحزم والحسم ووضوح الرؤية تجاه آلية التعامل مع ذلك العدو قبل أن يغرق الجميع.
نصار - فى مواجهة أعمال الحرق والتدمير للمنشآت التى يمارسها طلاب الجماعة المحظورة فى الجامعة واعتداءاتهم على الموظفين ومنعهم من الدخول وتهديدهم بإيقاف الدراسة - لا يرى كل ذلك ويقول إن هناك من يريدون جنازة يشبعون فيها لطم، ويتحدى أن وزير التعليم العالى لا يملك عزله وأن المجمع الانتخابى بجامعة القاهرة هو صاحب الحق فى ذلك لأنه من انتخبه.
ويبدو أنه لا يدرك ولا يستوعب أن كل ما جرى فى الصناديق منذ 25 يناير حتى 30 يونيو ليس إلا "شهر عسل" أو مرحلة خطوبة أو تعارف أو استكشاف أو تجربة بين الشعب وممثليه، وها هو الشعب قد وصل الآن إلى مرحلة النضج الكامل بحيث أصبح قادرا على التمييز بين من يستحق أن يمنحه صوته، ومن يخدعه بالشعارات الكاذبة، بين من هو وطنى ومن هو خائن، وأرجو أن يعتبر د. جابر أن انتخابه كرئيس لجامعة القاهرة كان مجرد خطوبة أو شهر عسل بينه وبين المجمع الانتخابي للجامعة، وعليه أن يستقيل ويعطى فرصة للحكم عليه من جديد بعد أن انكشف الغطاء، وبات واضحا للجميع أن الرجل الذى فاز قيصريا برئاسة ثانى أقدم الجامعات فى مصر بعد جامعة الأزهر يجب أن يرحل قبل أن يثور عليه شعب جامعة القاهرة، بل إن إرهاصات هذه الثورة قد بدأت بالفعل، وحتى لو جاء إلى منصبه بالصندوق يجب أن يدرك أن الوطن يمر بلحظة بات العدو فيها "بين"..
تماما كالحلال والحرام يعلمه كل الناس، فلا يجب أن يتواطأ ضد الوطن، ويجعل من نفسه راعيا غير رسمى لمخطط يستهدف إيقاف العام الدراسى وعرقلة خارطة الطريق والانتصار على الدولة وكسر شوكتها.