رئيس التحرير
عصام كامل

«مصر تبخر أحلام إسرائيل».. مشروع وصلة بين نهرى «الكونغو» و«النيل».. أراضى «أفريقيا الوسطى» بديلا لـ«جنوب السودان».. توفير 42 ألف متر مكعب من المياه ال

فيتو

بعد اضطراب الأوضاع الأمنية في دولة جنوب السودان، وتحرك إسرائيل للضغط على حكومة جوبا لرفض التعاون مع مصر في مشروع ربط نهر الكونغو بنهر النيل، ووقف الحلم المصري في توفير المياه والطاقة معًا، لوأد أي محاولة للتنمية والنهوض بمصر.


وأمام ذلك، كان على الخبراء المصريين إيجاد مسار بديل لوصلة «الكونغو والنيل» لا يمر عبر أراضي جنوب السودان التي تحكم إسرائيل قبضتها عليها وتترصد مصر عن طريق استثماراتها الهائلة مع حكومة جوبا، وبالفعل نجح الخبراء المصريون في التوصل إلى البديل المناسب.

«فيتو» حصلت على مسار الوصلة طبقا للدراسات التي أجراها الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية والري بكلية الزراعة جامعة القاهرة، ويحول مسار الوصلة من الكونغو ليمر بعدها بأفريقيا الوسطى ومنها إلى تشاد مرورًا ببحيرة ناصر في مصر عن طريق خطوط مواسير مماثلة للنهر العظيم في ليبيا.

دراسة «نور الدين» تؤكد أن توصيل المياه من نهر الكونغو عبر هذا المسار في خطوط مواسير يعمل على تجميع الأجزاء المتبخرة والمسربة إلى جوف الأرض وتكون مدفونة حتى لا تتعرض للاستخدام وتصل بسرعة إلى مصر.

جدير بالذكر أن إسرائيل تحاول باستماتة إجهاض أي مشروعات تنموية مصرية، وسبق لها أن لعبت دورا خطيرا في مفاوضات مصر وإثيوبيا والسودان حول موقفها من بناء ومواصفات سد النهضة الإثيوبي، وأعلنت حكومة جنوب السودان موافقتها على اتفاقية «عنتيبي» التي تقضي بتخفيض حصة مصر من مياه نهر النيل.

ومع فشل المفاوضات مع إثيوبيا كان لابد من البحث عن حل بديل يخرج مصر من مرحلة الفقر المائي التي وصلت إليها منذ عشرات السنوات.

الدكتور إبراهيم الفيومي، المشرف العام على مشروع تنمية أفريقيا أكد أن هناك اجتماعات مكثفة عقدت الفترة الماضية من أجل الإعداد لطرح هذا المشروع، بالتعاون مع وزارة الري وتحت إشراف وزارة الدفاع، ومن المرجح أن يتم تنفيذ المشروع من خلال تطوير مسار قديم وآخر جديد، كما انتهت اللجنة بالتعاون مع هيئة الثروة المعدنية من إعداد 295 خريطة تحوي معلومات كاملة عن الكونغو.

«الفيومي» أشار إلى أن الربط تحول لمشروع تنمية على طول النهر الجديد بطول 4290 كيلو مترًا، بحيث سيتم إنشاء مناطق سكنية وعمرانية جديدة كل 200 كيلو متر، علمًا بأن هذا المشروع يترتب عليه توليد طاقة كهربية تقدر بنحو 300 تريليون وات ساعة، وهو ما يكفي لسد احتياجات ثلث القارة الأفريقية بكاملها، ويخدم أيضًا مشروع محور «الإسكندرية - كيب تاون».

أضاف أن نهر الكونغو يضخ نحو 42 ألف مترا مكعبا تهدر في الثانية الواحدة، وأن هذا الهدر يخلق ممرا داخل المحيط طوله نحو 130 كيلو مترا مربعا، موضحًا أن ربط نهر الكونغو مع نهر النيل، لا يتعارض أبدًا مع القوانين والاتفاقيات الدولية المنظمة للمياه.

وأشار إلى أن مشروع الربط يترتب عليه توفير ما لا يقل عن 120 مليار مترا مكعبا، مؤكدًا أن هناك بنكًا حكوميًا يقوم حاليًا بعمل دراسة جدوى نهائية لبدء تنفيذ مشروعات الربط لتسليمه للجهات السيادية.
الجريدة الرسمية