يسري عبدالله: غياب الثقافة الرسمية عن "30يونيو" أهم أحداث 2013
وصف الناقد الأدبي الدكتور يسري عبدالله عام 2013 بأنه كان فارقا تماما، وشهد سقوط الفاشية الدينية بإرادة شعبية تمثلت في ثورة الثلاثين من يونيو، وعلى المستوى الثقافي العام فقد غابت الثقافة الرسمية - وللأسف الشديد- عن مشهد الثورة.
وقال إن هذا الغياب الذي يتعمق خطره الآن، ففي اللحظة التي نواجه فيها أفكارا ماضوية تكفيرية، تنتمي إلى قرون بائدة وتصورات خارج اللحظة والتاريخ تصنع الثقافة في زيها الرسمي البليد رطانا فارغا إما عبر نخب هزيلة متحالفة مع الموقف الأمريكي الاستعماري، أو نخب رجعية بالأساس تقتات على كل الموائد، وكلاهما من مثقفي الاستعمار، ومثقفي الرجعية لا يدركون معنى الأوطان ولا يعرفون قيمتها.
وأضاف يسرى عبد الله: "أما عما ينبغي أن يكون في العام الجديد فهو الانحياز إلى ثقافة طليعية تقدمية مختلفة ومتجددة ترفع- وباختصار- حال العتامة التي خلفتها التيارات المتأسلمة برجعيتها وتخلفها المزري، وهذا يتطلب تغييرا في السياسات الثقافية والوجوه الرسمية التي شاخت في مواقعها بوصفها تملك حضورا سرمديا عابرا للأزمنة، خاصة أن بعضهم قد عمل مع الإخوان وتفانى في خدمتهم! وهؤلاء جميعهم من أذناب صيغة التحالف المشبوه بين الفساد والرجعية.
وعلى المستوى الشخصي-يضيف عبد الله- فكان تلقى كتابي في 2013 "الرواية المصرية: سؤال الحرية ومساءلة الاستبداد" جيدا إلى حد كبير، وأنتظر صدور كتاب نقدي جديد لي عن دار "أوراق" في معرض القاهرة الدولي للكتاب هو:"جيل السبعينيات في الرواية المصرية: إشكاليات الواقع وجماليات السرد".
وأضاف: "أتمنى أن يحقق نجاحا يليق به من حيث كونه محاولة منهجية لرصد التجليات الإبداعية لجيل السبعينيات في الرواية المصرية، منطلقا من أن لكل نص أسئلته الخاصة، والتي تبدأ من تعرية الواقع وكشف زيفه، وترتفع إلى مستوى الإدانة لمفردات هذا الواقع ومحاكمته، ومتخذا من بعض روايات هذا الجيل مصدرا للتطبيق، حيث أضحى للمغامرة الجمالية والموضوعاتية دور مهم في تشكيل الخطاب الروائي عند جيل السبعينيات".
