رئيس التحرير
عصام كامل

«2013.. الربيع الإفريقي لا يعرف الراحة».. «جزائر بوتفليقة» تستعد لصراع الرئاسة.. «تونس» بين الإخوان والقاعدة.. «المغرب» ملكها يحرق الجماعة.. ليبيا وطن المذابح ا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أحداث عاصفة... مرت بها عدة دول إفريقية، ربما يعجز التاريخ الحديث عن ملاحقتها للتوثيق، بين فرط الأمل منذ ثورة "بوعزيزي" في تونس مهد الربيع العربي، إلى قاع الإحباط بجنوب السودان التي أوشكت على حرب قبلية طاحنة.


الجزائر تستعد للصراع...

مع استعداد عام 2013 للرحيل، ترك الجزائر محملة بمرض عضال، بدأ بجسد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، وامتد لتشمل حمته باقي الجسد السياسي الجزائري الذي يشتكى الآن "فيروس" الصراع على السلطة، في ظل ما يتردد حول نية الدفع بزعيم "الآفلان"، لعهدة رئاسية رابعة، وهو الأمر الذي بات يثير مخاوف القوى السياسية، خاصة بعد دخول الرئيس في صراع مفتوح مع أجهزة الدولة العميقة، وأعلن الحرب على الجنرال "توفيق مدين" العقل المدبر لجهاز المخابرات والذي ظل لعقود يحكم مفاصل الدولة بقبضة حديدية.

وتشير التقارير المسربة إلى أن حالة صراع على السلطة قد تشهدها البلاد خلال عام 2014، لن تقل ضراوة عن أحداث التسعينيات.

تونس بين الإخوان والقاعدة...

ما تشهده تونس مهد الربيع العربي، دفع الشعب إلى الكفر بثورته التي سرقتها جماعة الإخوان، وحولتها إلى خريف مدمر للحياة السياسية، في ظل إملاءات قطرية ينقلها راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الحاكمة، واتسم عام 2013 بانتشار موجة من الاغتيالات لرموز المعارضة شملت كلا من شكري بلعيد ومحمد البراهمي، والذي تبعه حراك لجماعة أنصار الشريعة المنتمية لتنظيم القاعدة، مما دفع الشباب التونسي إلى العودة من جديد لساحة القصبة، للمطالبة بإقالة حكومة النهضة التي يترأسها على العريض، وبعد جلسات مطولة لحوار وطني اتسم بعناد جماعة الإخوان، انتهى بالتوافق على اختيار المهندس مهدي جمعة المحسوب أيضا على النهضة، وعادة الأزمة السياسية إلى المربع واحد.

المغرب.. الملك يحرق الإخوان...

نجح ملك المغرب محمد السادس، في الخروج من عاصفة ثورات الربيع العربي، ملتحفا برداء جماعة الإخوان التي سعت إلى إثارة الفوضى بالشارع، فسارع ملك المغرب بمباركة حصولها على الأغلبية البرلمانية، وقام عبداللاه بنكيران بتشكيل حكومة إسلامية، لاحقتها أزمات البطالة وتردي الملف الاقتصادي، وبدا في الأفق أن العام القادم يشهد إعلان وفاة الحكومة الإسلامية التي كشفت قصورها في مواجهات تحديات أثبت تجربة الحكم عدم قدرتها على خلق حلول جذرية لها.

ليبيا بلد المذابح الدموية...

الملف الليبي ربما يعد من أبرز ملفات المنطقة التهابا، وبات الشعب على وعد مع استنشاق هواء برائحة البارود، نتيجة تقاتل الميليشيات، وصراع المؤسسات بين البرلمان الذي تسير دفته جماعة الإخوان، وحكومة رئيس الوزراء على زيدان.

الصراع الدموي بليبيا تجسدت صورته المأسوية في مجزرة هائلة تمت على يد قائد مليشيا مسلحة موالية لجماعة الإخوان، تمت بمدينة بنغازي التي انتفضت لرفض تحكم الجماعة في الدولة، لحقها بعد أشهر مجزرة شبيهة بطرابلس، ومع اقتراب 2013 على الرحيل ظهرت القاعدة بمدينة "درنة" علاوة على انفصال إقليم برقة وإغلاق موانئ النفط.

هوت دوج البشير في السودان...

رغم نجاح نظام الرئيس السوداني القمعي في الحفاظ على أركان حكمه الانقلابي، خرجت جموع شعبية تنادي برحيله، للتنديد بقرار رفع الدعم عن المحروقات، ونشر حزب المؤتمر الحاكم ميلشياته بشوارع العاصمة "الخرطوم"، مما تسبب في سقوط القتلى والجرحى في صفوف الشباب الغاضب، بعدها طالت اللعنة حكومة البشير وقام بالإطاحة برموز بارزة صاحبته طيلة مسيرة حكمه، مما أكد للمراقبين أن نظام البشير على وشك السقوط، في ظل حالة غضب عارمة تسيطر على الشارع وألقت بظلالها داخل المؤسسة العسكرية.

انقلاب جنوب السودان...

أزمة السودان الشمالي، وجدت متنفسا لها بالصراع الذي وقع بدولة الجنوب الوليدة بين سيلفا كير ونائبه رياك مشار، وتطور الخلاف من العسكري إلى القبلي بين قبليتي الدينكا والنوير.

وتشير التقارير الصادرة مؤخرا من الجنوب السوداني إلى ممارسة قوات كير العسكرية عمليات اغتصاب وتهجير قسري، وتمثل تداعيات ما يحدث بالجنوب خطرا إقليميا على دول حوض النيل وخاصة الخرطوم والقاهرة، لطبيعة الدور المتنامي للموساد الإسرائيلي بجوبا.
الجريدة الرسمية