رئيس التحرير
عصام كامل

"أيمن نور" يحرض ضد مصر من لبنان.. فشل في العودة إلى الحياة السياسية بوساطة سعودية.. أعلن من قطر دعمه لـ"المعزول" وتأسيس مجلس يساند الإرهاب بمشاركة "كرمان".. شارك بمؤتمر التنظيم الدولي للإخوان بماليزيا

أيمن نور
أيمن نور

أيمن نور، سياسي لبس ثوب الليبرالية أيام حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، ونجح في خلق حالة من الحراك السياسي بالشارع المصري، ويعتبره الكثيرون الأب الروحي لعدد من الحركات الثورية والائتلافات الشبابية، التي خرجت من رحم حزب الغد، الذي قام بتأسيسه، وجعل منه منبرا لمشاغبة النظام المصري..
دخوله أمام الرئيس مبارك منافسا على كرسي الرئاسة خلال انتخابات الرئاسة لعام 2005، ساهم في صعود نجمه السياسي، الذي سرعان ما اختفى خلف قضبان السجون نتيجة فضيحة التوكيلات المزورة التي تخص تأسيس حزبه، هذه القضية كانت ظاهر الخلاف، أما باطنه فكان علاقات سرية واتصالات خفية ربطته بالإدارة الأمريكية، توجهت بلقاء بينه وبين وزيرة خارجية أمريكا السابقة مادلين أولبريت، بمكتب المحامة الخاص به بمنطقة وسط البلد.


علاقة نور بأمريكا، ظلت تتطور على استحياء، حتى فضحها الرئيسي الأمريكي جورج بوش الابن، أثناء خطابه الشهير بمؤتمر دافوس بمدينة شرم الشيخ المصرية عام 2008، عندما طالب القاهرة بالإفراج عن أيمن نور، ولوح حينها بأن علاقة واشنطن بالقاهرة مرتبطة بتحقيق هذا المطلب.

دارت عجلة الزمان وخرج نور من محبسه بعفو صحي من الرئيس الأسبق مبارك، الذي سقط نظامه في 25 يناير 2011، وهو الأمر الذي مهد لسجين التوكيلات العودة إلى الظهور الإعلامي وتصدر المشهد السياسي على طاولة صفقات خفية تارة مع المجلس العسكري وأخرى مع جماعة الإخوان، هدفت جميعها إلى حصوله على عفو سيادي يسمح له بالعودة إلى ممارسة حقوقه السياسية، وهو الأمر الذي تملص منه المشير محمد حسين طنطاوي، ووعدته به "المحظورة".

حلت ثورة 30 يونيو بنيرانها على جماعة الإخوان ورئيسها "المعزول"، وخرج نور من المعادلة السياسية خالي الوفاض، تمسك بمصالحها الشخصية، مقابل مطالب ملايين المصريين التي خرجت تنادي بعزل "مرسي" وعشيرته، هاجم الوجه الليبرالي المعروف بديمقراطية الشعب، وسارع بوصف الثورة بـ"الانقلاب".. وطار إلى العاصمة اللبنانية "بيروت" ليحل ضيفا داخل قصور عائلة "الحريري"، بهدف البحث عن مخرج من أزمته وعودة صفقة حقوقه السياسية إلى المربع واحد.

بمرور الوقت تبين أن الشرعية والانقلاب، مجرد مصطلحات استخدمها نور، تحسبا لتدخل حليفه القديم "واشنطن" وحسم السلطة لصالح "المحظورة" وهو الرهان الذي خسره مرة أخرى، دارت عجلة السياسية وبدأت مصر في تنفيذ خارطة الطريق المتفق عليها، مما دفع نور إلى طلب الوساطة من المملكة العربية السعودية، للعودة إلى الحياة السياسية في مصر، وحمل وساطته صديقه أحمد الحريري، نجل رئيس وزراء لبنان الأسبق، وهو الأمر الذي رفضته السعودية ولم يلقَ صدى لدى النظام المصري، بسبب تركة نور السياسية المنتفخة بالصفقات الخفية والعلاقات السرية التي تخص الأمن القومي المصري، فوجوده داخل المعادلة الجديدة لدولة تبحث عن استقلال القرار، ما هو سوى عصا في عجلة الديمقراطية الحقيقية.

قناعته بصعوبة العودة، دفعه إلى التمسك بمناصرة "المحظورة" وكثرت سفرياته إلى عاصمة المؤامرت العربية "الدوحة" وجمعته صورة شهيرة بالناشطة اليمنية "توكل كرمان" المحسوبة على جماعة الإخوان باليمن، صفقات "نور" السياسية، لم تدفعه إلى التواري بل استمر الرجل في الهجوم وأعلن من قطر عن تأسيس "مجلس عربي للدفاع عن الديمقراطية وقيم ثورات الربيع العربي" كذراع سياسية جديدة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان الذي حضر مؤتمره بماليزيا ووصف خلاله أحداث 30 يونيو بالانقلاب العسكري والدستور بأنه نتاج "سِفاح".

رياح 30 يونيو التي أسقطت مزاعم "نهضة"، وكشفت خفايا إرهاب وتخابر "المعزول"، أسقطت قناع الثورية من فوق وجه أيمن نور، الذي قفز من مركب الوطن وفضل السباحة في بحر المال القطري، والعيش داخل قصور لبنان الذي يحرك من فوق أراضيها مخططات لهدم بلاده، ويقدم يد العون إلى جماعة باعت الوطن واختارت الإرهاب مقابل الحكم.
الجريدة الرسمية