صباح الدم
صباح الإخوان غير كل صباح.. صباح الجماعة الدعوية يغاير وقائع صباحات الدنيا كلها.. صباح جماعة المسلمين يشابه صباح الهكسوس.. صباح المجاهدين صباح دم وقتل وإرهاب.. صباحهم كما قال أحد كبرائهم سيارات مفخخة وقتل ودمار وخراب.. صباحهم كما قال مؤيدو شرعية الزيف دماء على الجدران.
هذا صباحهم فأين صباح الدكتور حازم الببلاوى؟ صباح سيادته خوف من الذهاب إلى موقع الحادث.. هكذا نجحوا فى بث الرعب في نفس رئيس وزراء مصر.. ومع أنه خائف.. قابع تحت بطانية سميكة وبجانبه دفاية من النوع النادر فقد قال لا فض فوه: إنه لم يثبت تورط الجماعة فى عملية الفزع الكبرى بمحافظة الدقهلية!!
هل يحتاج السيد رئيس الوزراء إلى منشط ذاكرة يعيد على مسامعه ما قاله محمد البلتاجى وهل هو بحاجة إلى قرص "تذكير" لكي يستعيد ما قاله أحدهم: ستكون هناك سيارات مفخخة في حال سقوط مرسى؟ .. من ردد ذلك؟ إخوانى أم ليبرالى أم علمانى؟!!
مشكلة الدكتور الببلاوى أنه ليس سياسيًا يدرك حجم المأساة التي يعيشها الناس ومعضلته الرئيسية أنه لم يفقد حبيبًا عافاه الله وسلم أهله أو صديقًا تحت أنقاض المذبحة الإرهابية ولم تصل إلى مسامعه أنات النساء والأمهات وبكاء الرجال.. مشكلته أنه لا يعرف كيف يبكى الرجال؟
ليلة ليست مثل كل الليالي عاشتها منصورة الرواد.. منصورة الرجال.. منصورة الست.. منصورة النضال والجهاد.. منصورة العز والكرامة.. ولأنها المنصورة فإن أهلها هتفوا بأعلى صوت.. هتفوا قبل أن يدفنوا ضحاياهم.. هتفوا قبل البكاء والنحيب.. هتفوا "الشعب يريد إعدام الإخوان" بينما كان رئيس الوزراء آمنًا بين أهله وذويه.. مطمئنًا فى سربه مع عائلته لا يعانى فراقًا أو ألمًا أو شجنًا.. لم ينصت جيدًا إلى أصوات الناس.. الناس الذين فقدوا ذويهم.. الناس الذين يدفعون من دماء أبنائهم ثمن التقاعس الببلاوى والهزل الحكومى والخرف الرسمى..
سيادة رئيس الوزراء لابد وأن تعلم أن الشعب يريد اجتثاث الإرهاب فإن كانت ملامح الخوف تسكنك فلتترك موقعك لمن لا يخافون فى الحق لومة لائم.. إن كنت خائفًا فملايين الناس لا يخافون.