رئيس التحرير
عصام كامل

ما هذا الانحطاط؟!


أتفهم عندما أنتزع منك شيئا تملكه أو تعتقد فى تملكه كم السخط والحنق والغضب الذى تصبه على محاولا استعادة ما أخذ منك.. ومن الطبيعى عندما يتدخل رفقاء لنا أو وسطاء بيننا من الممكن أن تنتهى المشكلة لأن هناك ثوابت تجمعنا ولكن ما أن يتحول هذا الغضب إلى رفض كل الوساطات ومحاولات الترضية ومحاولة التخلص والقضاء نهائيا على شخصى وكل من يمت لى بصلة ويشترك معى فى ثوابتى مختلفا معك فى إياها رغبة منك فى الانتقام دون مراعاة لأى قيمة.. هذا لا ينم إلا عن انحطاط وهبوط حاد فى مستوى التربية والفكر والأخلاق .


اعتقدت جماعة الإخوان (المحظورة) أنها بعد ثورة يناير تملكت زمام الأمور فهى الفصيل المنظم الذى يستطيع أن يسير الأحداث وفقا لما يراه مناسبا ومرضيا لطموحه.. وحدث أن بدأت فى السطو على مؤسسات الدولة فى الفترة المريضة السابقة من عمر الوطن عن طرق الترضية أو الطموح أو الانتماء أو الخلايا النائمة المنتمية أيضا وبدأ تسكين هؤلاء فى مؤسسات الدولة إلى أن تتم عملية إحلال وتجديد كاملة وتصبح الدولة كما قال أحد قادتهم (إخوان بالفطرة).

ويعلم كل متخصص أن أدبياتهم التى تربوا عليها والتى يتم حقن أشبالهم بها وكلما ازددت تنطعا (تشددا) كلما اقتربت من القمة.. وأيضا نعلم ما هى نظرتهم للمرأة والأقباط والحريات والدولة وأيضا تعاملهم مع الشعب المصرى بمبدأ (التقية).

وفى غفلة من الزمن صعد المعزول إلى الحكم وشعر بأن صعوده صك على بياض فلن يخالفه أحد إذا ضل الطريق.. هو لا يعلم أن هناك شرعية أخرى تسمى شرعية الرضا الشعبى وشرعية تسمى شرعية الإنجاز وهما تجنبان غيرهما من الشرعيات لأن الشعب مصدر السلطات يمنحها من شاء ويسلبها ممن شاء.

وبدأ المعزول بالعفو الرئاسى عن الإرهابيين والقتلة من بنى جلدته (أولاد العم) الذين حكم عليهم بضم الواو أحكام تتراوح بين الإعدام والمؤبد ولكن تم العفو إرضاء لزعيمهم الملهم أيمن الظواهرى ( أمير المؤمنين) كما كان يلقبه المعزول.

وفاجأ الشعب المصرى الجميع مقررا أن يسترد دولته وهويته التى دأبت جماعة الإخوان على طمسها وإحلال هوية أخرى بدلا عنها.. ليس ذلك فقط فقد كانوا مثالا للفشل الإدارى والتخطيط وعدم القدرة على قيادة الدولة.. وعزل الرئيس السابق وجن جنون الجماعة وأظهرت الوجه القبيح وحاولت مرارا وتكرارا الانحراف بنا إلى المسار السورى وما زالت تخطط لأن نسلك هذا الطريق ولكن أنى لها هذا فجيشنا محفوظ بحفظ الله تعالى .

وكان آخر بيان للتنظيم المحظور بالأمس ينص صراحة على دعوة قوات الجيش المصرى إلى الانشقاق وعدم طاعة أوامر القيادة فضلا عن الاعتذار للشعب المصرى .

أيصل الانحطاط إلى هذا الحد؟! أيريدون أن يهدموا الجيش العربى الوحيد القوى المتماسك المتبقى فى المنطقة من أجل عودتهم للحكم؟! أيحاولون أن يهدموا دولة هى الأقدم فى التاريخ من أجل كرسى الاتحادية؟! ألهذا المستوى اصطففتم مع الكيان الصهيونى المحتل فى أن يكون أكبر قوة فى المنطقة؟!

فلتذهبوا إلى الجحيم ولتذهب كل محاولات الوساطة إلى الجحيم ولتذهب المصالحة المزعومة إلى الجحيم وسنخلى بينكم وبين القانون وتعاملوا كخونة لأوطانكم وإرهابيين حاقدين على بلادكم.

وستنتصر الدولة وستنتصر الإرادة الشعبية وستقضى على مخططاتكم التخريبية وستمر جميع الاستحقاقات الانتخابية التى نصت عليها خارطة الطريق بحراسة الله والشعب وجيشه وشرطته.. وسنتقدم ونلحق بمصاف الدول وسنصبح كما النمور المتوحشة فى الصناعة والتعليم والبحث العلمى وسنقود المنطقة بأسرها .
الجريدة الرسمية