رئيس التحرير
عصام كامل

البرادعى المفترى عليه


لا أعرف كيف يفكر الدكتور محمد البرادعى فى وطنه وهو يعيش فى قصور فيينا، ويطلب من المصريين مرة أخرى أن يكون هناك مصالحة مع الإخوان؟! أغلب الظن أن الدكتور البرادعى ما زال مصرا على أن يخسر آخر ما تبقى له فى مصر، وهو سمعته كمصرى وكمدير سابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والتى لم يجرؤ البرادعى أن يقدم على تقديم استقالته منها وقت الغزو الأمريكى للعراق، ولكنه جرؤ على اتخاذ قرار الاستقالة من منصبه كنائب للرئيس وقت أن احتاجه وطنه فى مواجهة إرهاب اعتصامى رابعة والنهضة .. كيف أقيم الأمور؟


البرادعى شخصية وطنية مائة فى المائة!! هكذا يراه مناصروه وشباب الليبراليين، ولكن قبل أن نفند مواقف البرادعى الوطنية تجاه بلده، أطلب منك عزيزى البرادعاوى أن تذكرنى بموقف واحد فقط للدكتور البرادعى نطق أو كتب يدين فيه ذبح الجنود المصريين فى رفح أو سيناء أو التمثيل بجثة الجندى المصرى من قبل الجماعات التكفيرية حليفة الإخوان وسندها العسكرى والإرهابى، استجمع شجاعتك وقارن بين ما يكتبه البرادعى على تويتر يدعو للمصالحة مع الإخوان، وبين إدانته لأى عمل أو جرم ترتكبه جماعة الإخوان فى الجامعات المصرية أو الأزهر أو نحر سائق المنصورة.

البرادعى يتألم لحال وطنه .. هذا أمر أكيد، بالأمارة ترك السفينة و"خلع" ، يتصرف دائما كخواجة منفتح قبل ثورة ١٩٥٢، حين قامت الثورة "كنت" بره البلد، بعيدا عن الصراعات والمشاكل والأزمات، لم يحدث أن واجه البرادعى نفسه، وقال أنا أخطأت فى حق هذا الشعب حين تخليت عنه، البرادعى تسبقه شنطة سفره قبل مواقفه، شنطته هى الوحيدة التى تدرك الطابع النفسى للبرادعى، وكيف يفكر، وهى ترتبط به بشكل أكبر من الذى يربط البرادعى بالمصريين.

البرادعى دائما يصدق ونقول فى النهاية إن كل كلامه صح .. اسمحى لى أن أسألك ما هو تاريخ البرادعى فى هذا البلد، الحقيقة إنه أراد أن يلعب دورا قد يكون موجها فى مصر بعد خروجه من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ووجد فى مصر مكانا آمنا كى يلعب هذا الدور، وبدأ فى عام ٢٠١٠، أى أن البرادعى كل تاريخه فى مصر لا يزيد على ثلاث سنوات، إذا أقصيت مدة سفره خارج البلاد، ربما تكتشف أن المدة التى قضاها البرادعى داخل مصر لا تزيد على الثلاثة أشهر، وبالتالى فليس كل ما يقوله البرادعى هو منزل من السماء، وقد نكتشف أن البرادعى ربما يكون قد ارتكب أخطاء فى حق مصر أكثر مما أضاف إليها.
الجريدة الرسمية