رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. ميخائيل كلاشنكوف "تاجر البندقية".. ابن لأسرة فقيرة أصبح "ملياردير" عالميا.. بدأ عمله فني قطارات واخترع سلاحًا وصل إلى 40 جيشا حول العالم.. لم يتلق براءة اختراع عن سلاحه وابتكر "فودكا" باسمه

فيتو

عسكري ومخترع روسي عرفه العالم من خلال السلاح الرشاش الذي اخترعه وحمل اسمه وراح ضحيته مئات الآلاف حول العالم، إنه "تاجر البندقية" العسكري الروسي ميخائيل كلاشنكوف الذي توفي عن عمر يناهز 95 عاما.

استخدم السلاح (ايه كيه 47) المعروف أيضا باسم كلاشنكوف في عدة حروب حول العالم، وأصبح سلاحا لنحو 40 جيشا حول العالم، بل إن صورته موجودة على أعلام عدد من الدول.

وعرف السلاح أيضا كرمز للثورات ونضالات الشعوب في بلاد مثل أنجولا والجزائر وفيتنام وأفغانستان، نظرا لسهولة استخدامه وقلة أعطابه.

ولد ميخائيل تيموفيفتش كلاشنكوف في 10 نوفمبر 1919 لأسرة فقيرة تعمل في الزراعة، كانت والدته قد أنجبت 18 طفلا وكان هو أحد الثمانية الذين بقوا على قيد الحياة. 

بدأ حياته المهنية عندما عمل فنيا في محطة للقطارات في كازاخستان حيث تعلم الكثير عن الميكانيكا، وفي عام 1938 انضم للجيش، وعمل في وظيفة تقني لدبابة هجومية وفي هذا الموقع أظهر مهاراته العالية في ميدان تصنيع الأسلحة، إذ اخترع وهو ابن العشرين عاما بعض التجهيزات التي وجدت استحسانا كبيرا من قبل الجنرال جوكوف أحد أشهر الضباط في التاريخ السوفييتي.

مع اندلاع الحرب العالمية الثانية شارك كلاشنكوف في معركة بريانسك عام 1941 ضد أوجرح ونقل بعدها إلى أحد المستشفيات الروسية لتلقي العلاج وعن تلك الفترة يقول كلاشنكوف ":هناك وعلى الرغم من الآلام التي كنت أعاني منها بسبب جروحي كانت هناك فكرة وحيدة تسيطر على ذهني طيلة الوقت وهي كيف يمكن اختراع سلاح يسمح بقهر الفاشيين". 

وبعد جهود استمرت خمس سنوات توصل كلاشنكوف إلى اختراع البندقية الرشاشة الهجومية AK-47 التي حملت اسمه.

رغم أن "كلاشنكوف" لم يكمل تعليمه إلا أنه بات مخترعا عظيما بعد ذلك وحصل في عام 1949 على جائزة ستالين التي وفرت له مبلغ مائة وخمسين ألف روبل- وهو مبلغ كان يشكل آنذاك ثروة حقيقية في حينه- وما عبر عنه هو نفسه بالقول: «بواسطة هذا المبلغ كان يمكنني شراء دستة من السيارات من أرقى طراز». 

كان كلاشنكوف يحمل آنذاك رتبة عريف وقد تفرغ منذ ذلك الوقت لتحسين تقنيات صناعة سلاحه والتفكير باختراع نماذج جديدة منه.

خلال مشوار حياته حاز كلاشنكوف على عدة أوسمة وجوائز كما منحه الرئيس الروسي "بوريس يلتسين" رتبة جنرال كما حصل على لقب "بطل العمل الاشتراكي".

وتقول صحيفة التايمز البريطانية أنه كان من النادر أن يمر يوم دون أن يرى "كلاشنكوف" بندقيته على شاشة التلفاز وبينما يفخر لرؤيتها في أيدي جنود الجيوش النظامية وحركات التحرير، فيما كان يشعر بالأسى لرؤيتها بين أيدي الأطفال المجندين والمجرمين.

ورفض العسكري الروسي تحمل مسئولية ملايين الأبرياء في العالم الذين قضوا بسلاحه وقال "آسف لرؤية تلك الأعداد من الأبرياء يقتلون ببندقيتي، لكنني أهدئ نفسي وأقول أنني اخترعت هذا الرشاش قبل 60 عامًا لحماية مصالح بلادي".

رغم الشهرة التي امتاز بها السلاح الذي ابتكره إلا أن ميخائيل كلاشنكوف لم يتلق أي مبلغ عن أي قطعة أنتجت أو صنعت لسلاحه في أي مكان في العالم كما لم يحصل على براءة اختراع لبندقيته تلك!

في عام 2004 قام كلاشنكوف بإنتاج فودكا خاصة به تحمل اسمه واحتلت صورة رشاش الكلاشنكوف زجاجة الفودكا تلك.
الجريدة الرسمية