رئيس التحرير
عصام كامل

لا تخشوا الإخوان


كل الأسباب التي تحض الإخوان على زيادة العنف الذي يمارسونه بهمة ونشاط منذ الثالث من يوليو الماضى متوفرة وموجودة وقائمة وبوفرة!

فالأيام تمر يوما بعد الآخر وأزمتهم تتفاقم.. ففى الداخل يتوالى إحالة قادة جماعتهم إلى المحاكمة في قضية تلو الأخرى، بينما يتساقط في أيدى رجال الأمن أعداد جديدة من كوادرهم الوسطى والشبابية.. والأهم فإن تنفيذ خارطة المستقبل يمضى على قدم وساق، وبعد أقل من ثلاثة أسابيع سيتم الاستفتاء على دستورنا الجديد لتحقيق الانتخابات البرلمانية والرئاسية.. وكل ذلك يزيد من يأس الإخوان ليس في استعادة الحكم المفقود كما يروجون وإنما فقط في إنقاذ أنفسهم من السجن.


أما في الخارج.. ورغم أن الإخوان لم يفقدوا تعاطف الأمريكان بل والغرب كله، فإن هذا الغرب عاجز عن مساعدتهم وحمايتهم وإنقاذهم من أخطر أزمة تعيشها جماعة الإخوان منذ تأسيسها عام ١٩٢٨، والتي تفوق حلها في الأربعينيات من القرن الماضى ثم اغتيال مؤسسها حسن البنا. حتى الأموال الغزيرة والضخمة التي يملكها الإخوان والتي يمدهم بها التنظيم الدولى مع الدعم المباشر الذي يحظون به من تركيا وقطر، فإنها لم تنفعهم في إنقاذهم من أزمتهم.. ربما كانوا يقدرون بهذه الأموال على شراء متظاهرين أو تمويل أعمالهم وأنشطتهم العنيفة، لكنها لا تستطيع على منع المواطنين من كراهيتهم أو تقدر على حمايتهم من الملاحقات الجماهيرية التي صاروا يتعرضون لها عادة كلما خرجوا للتظاهر في الشارع.

لذلك.. لن يتوقف الإخوان قريبًا عن ممارسة العنف.. بل إنهم سوف يزيدون من حجم هذا العنف، خاصة أن أمامهم الآن هدفا مرحليا هو تعطيل عملية الاستفتاء على الدستور، وإن تعذر ذلك إفساد عملية الاستفتاء، وإن لم يتحقق ذلك تخفيض أعداد المشاركين في هذا الاستفتاء، حتى يجدوا ذرائع للطعن في هذا الدستور الجديد بعد إقراره من الناخبين.

إن عنف الإخوان الذي يتزايد الآن يستهدف في نهاية المطاف ترويع المواطنين وإخافتهم حتى يلزموا منازلهم ولا يخرجون للمشاركة في الاستفتاء.. ولذلك تعمد الإخوان نشر عنفهم في أماكن عديدة سواء في القاهرة أو خارجها من محافظات أخرى. لن يتوقف هذا العنف حتى في ظل يأس الإخوان إلا إذا تأكدوا بشكل قاطع أنه لا يفيدهم بل يضرهم ويلحق بهم مزيدًا من الأذى.. وإذا خرجنا جميعًا بشكل كثيف يومي الاستفتاء على الدستور فإننا سوف ندفع الإخوان على التأكد من أن عنفهم لا جدوى له بل يضرهم.

لنتذكر أن الإخوان لا يملكون شجاعة وإن تهور بعضهم يخفى جبنا جبلوا عليه منذ النشأة.. ولذلك فإنهم في ظل الحشود الكبيرة الضخمة سوف يختفون ولن يجرؤوا على مجرد الخروج إلى الشارع.. وهكذا فإن حماية أنفسنا يومى الاستفتاء في أيدينا نحن قبل أن تكون في أيدى الشرطة أو الجيش.. إن الخروج بكثافة يومى الاستفتاء هو خير حماية لنا من عنف الإخوان وشرورهم. 
الجريدة الرسمية