بل كان مصطفى أمين جاسوسا يا أستاذة "خرسا"!
يوجد أكثر من رولا.. ولكن توجد "خرسا" واحدة وحتى لا يلتبس الأمر على أحد كان العنوان كما هو عليه.. وحتى يفهم الناس ما جرى فقد كانت الأستاذة رولا خرسا وهى إعلامية محترمة تتحاور مع ضيوفها.. لواء سابق لا أتذكر اسمه للأسف ومعه الأستاذ نبيل نعيم، تكلم نعيم عن رصد أجهزتنا المحترمة للمكالمة الشهيرة بين مرسى والظواهرى، وأنها لم تكن نتيجة لمراقبة الأجهزة لرئيس الجمهورية.. وإنما نتيجة مراقبتها لأيمن الظواهرى وكان أول الخيط.. وبعيدا عن تفاصيل ذلك.. تدخل اللواء فى الحوار وبحسن نية قائلا:" فى التاريخ أمثلة على ذلك.. فقضية تجسس مصطفى أمين جاءت بهذه الطريقة.. حيث كانت مصر تراقب مسئول المخابرات بالسفارة الأمريكية ومنه جاء خيط مصطفى أمين"! وعلى الفور ردت السيدة رولا وقالت: "لم يثبت الاتهام".. حاول اللواء الرد.. إلا أنها قالت وحولت الحديث مباشرة هكذا "ولكن الاتهام لم يثبت وكان غير صحيح ولكن لا علاقة بذلك بموضوعنا خلينا فى موضوعنا"!!!
ولأن الرد يوحى مباشرة إلى تلفيق الاتهام لمصطفى أمين.. ولأن الفرق كبير بين الحقائق والآراء .. وبين الثرثرة والأدلة.. وبين العواطف والمصالح العليا.. بل وفرق كبير بين مصطفى أمين نفسه وعلاقته بالأمريكان وبين مصطفى أمين نفسه وبعد الإفراج عنه وما قدمه من أعمال خيرية نشكره عليها وأجره فيها على الله.. والدخول إلى الموضوع مباشرة ومن دون أن نرهق قارئنا العزيز بتفاصيل الأوراق والأسماء وما فيها كثيرا جدا نقول:
ليس صحيحا على الإطلاق أن مصطفى أمين كان معارضا للزعيم جمال عبد الناصر قط.. ومن لديه أن يثبت أنه عارض مرة واحدة فى حياته فليأت به.. بل على العكس تماما كان مصطفى وعلى أمين الأكثر – نكرر.. الأكثر- مدحا فى عبد الناصر إلى حد قرف عبد الناصر نفسه من ذلك.. ونقول أيضا:
قضية مصطفى أمين حقيقية.. وهى كاملة الأوصاف والأدلة والمعالم.. وهى موجودة بتسجيلاتها المرئية والمسموعة والمكتوبة.. وكلها تحتل موقعا متقدما فى متحف المخابرات العامة.. نكرر.. متحف المخابرات العامة والذى افتتحه اللواء كمال حسن على رئيس الجهاز فى عصر السادات – باعتبارها من أبرز خبطات جهازنا الرائعة.. وتمت محاكمة مصطفى أمين علنية.. ونقلها العالم كله.. فليس سهلا أن يتهم كاتب كبير بالتجسس لدولة عظمى.. وتمكن أمين من الدفاع عن نفسه تماما.. بلا أى انتقاص أو شبهة تجاوز واحدة.. هنا سيقولون الاتهامات مفبركة وملفقة وأنها من تدبير حكم جمال عبد الناصر.. وهنا نقول:
وبعد أن قلنا إنه ليس هناك مبرر واحد للغضب الناصرى على أمين.. فلم يكتب إلا مدحا.. نقول: مات جمال عبدالناصر وجاء السادات ومد جسور التعاون الكامل مع أمريكا وغض الطرف عن الحملة الشرسة الباطلة المزيفة للتاريخ ولكل شيء والتى اشتعلت ضد جمال عبد الناصر.. بل وبعضهم يقول إنه غذاها ومررها.. بل وأفرج السادات عن الإخوان ولم يفرج عن أمين.. وأفرج عن صلاح نصر وشمس بدران ولم يفرج عنه أيضا.. ورغم ذلك جاء كسينجر يطلب الإفراج عن أمين وجاء قبله الصحفى اللبنانى محمد بديع سربية (صاحب مجلات الموعد والصياد ومجموعة الإصدارات الهايفة تلك) .. يطلبان الإفراج عن أمين.. جاء رد السادات لسربية حرفيا " أنا لا أفرج عن جواسيس يا محمد"!
واستمرت المحاولات وضغطوا للإفراج عنه .. حتى أفرج عنه صحيا دون إسقاط العقوبة ولا تبرئته.. ويقال إن السادات تعمد ذلك.. ورد على ما ذكره بدلالات وقال "عشان يخرس طول عمره".. وبعد الإفراج عنه فى 74 ذهب مصطفى أمين ليقاضى الدولة المصرية.. لكن عن ماذا؟؟ وماذا جرى؟؟ سنروى بقية التفاصيل المقال التالى إن شاء الله .. ونؤكد من الآن استعدادنا للمحاسبة القانونية على كل حرف كتبناه .. واستعدادنا من خلال مقالنا لنشر أى يرد ينفى ما جاء فيه.. شرط توفر الأدلة.. وإن لم تكن مادية فعلى الأقل نتمنى أن تكون عقلانية!!
هل هناك أكثر من ذلك؟!