رئيس التحرير
عصام كامل

«حماس وطن الأنفاق».. تقرير إسرائيلي يكشف: الحركة تساعد المعارضة السورية بحفر الأنفاق لاستخدامها عسكريا ضد «الأسد».. تستغل الأطفال في الحفر والبناء.. وإحصائيات: مصدر الدخل الرئيسي ل

صورة أرشيفية- أنفاق
صورة أرشيفية- أنفاق التهريب

لم تكف حركة حماس عن نشاطها في بناء وحفر أنفاق التهريب، فبعد أن وقف الجيش المصري وتصدى لمحاولات التخريب التي تشنها الحركة عن طريق حفر الأنفاق من رفح المصرية إلى رفح الفلسطينية بحجة كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، إلا أن تلك الأنفاق استخدمت مرتعا للإرهاب ومجالا لتهريب الممنوعات والأسلحة إلى جانب استخداماتها العسكرية التي استخدمت ضد مصر.

وبعد تضيق الخناق عليها لجأت حماس إلى مساعدة الجيش السوري الحر في القتال ضد الأسد عن طريق نقل خبراتها في حفر الأنفاق لاستخدامها في القتال ضد الأسد.

وذكر تقرير لموقع المصدر الإسرائيلي أنه بعد أن أنشأت حماس مدينة أنفاق تحت قطاع غزة لتربط بين رفح المصرية ونظيرتها الفلسطينية لاستخدامها في عمليات التهريب، وبعد أن تقاسموا المعلومات مع إخوان مصر، بدأت عناصر حركة حماس في مساعدة الجيش السوري الحر في إنشاء أنفاق.

ولفت التقرير إلى أنه رغم محاولات قيادة حماس في غزة وخارجها استعادة التمويل الإيراني للتنظيم -بعد سقوط الإخوان في مصر- فإن نشطاء تابعين للحركة في سوريا يعارضون نظام الأسد، ويتعاونون بوضوح مع "الجيش الحر".

وأشار إلى أن أحد تطورات الأشهر الأخيرة هو انتقال نشطاء حمساويين من قطاع غزة إلى سوريا، إذ وصلوا ليقدموا الدعم لقوات الجيش الحر، ولقي بعضهم حتفه هناك، وحظوا بالتقدير والتمجيد بين ناشطي الحركة في غزة.

أحد الإسهامات الرئيسية لرجال حماس في دعم الثوار السوريين هو المعرفة الخاصة التي لديهم التي اكتسبوها في بناء الأنفاق، خبرة نقلوها من غزة إلى سوريا، من الجهة الأخرى، لحزب الله أيضًا حيث استخدمها في جنوب لبنان، وتم اكتشافها في الحرب مع إسرائيل عام 2006.

ولفت التقرير العبري إلى أن استخدام الأنفاق كتكتيك قتالي بات شعبيا في الأشهر الأخيرة، وكان هذا عبارة عن "هدية" أهداها مسئولو حماس لرجال المعارضة السورية في الأشهر التي اقتربوا فيها من قطر والإخوان المسلمين في مصر، وأرادوا إظهار الولاء والانفصال عن الأسد وإيران -حلفائهم لسنوات طويلة، خلال تلك الفترة وصل عدد كبير من النشطاء من كتائب عزّ الدين القسّام، الجناح العسكري للحركة، إلى سوريا بادئين بتقديم المساعدة التقنية للجيش السوري الحر، وتحاول حماس الاقتراب مجددا من طهران، لكن يبدو أنه على الأرض، يرفض ناشطو الحركة تغيير الاتجاه، ويعملون بنشاط لإسقاط بشار الأسد.

وأضاف التقرير العبري أن الهدف الرئيسي للأنفاق بشكل عام من بدء حفرها تزويد وسائل قتالية مختلفة للتنظيمات الإرهابية، لكن على مر السنين تحولت إلى صناعة بحد ذاتها وإلى وسيلة هامة لتهريب الأشخاص، إلى الداخل والخارج، والبضائع كالأدوية والألبسة، السجائر، المشروبات الكحولية والمخدرات، وذلك وفق معطيات أجهزة الأمن الإسرائيلي، خلال عام 2007 حصل الجناح العسكري لحماس على 40% من موازنته، المقدرة بعشرات ملايين الدولارات، عبر الأنفاق.

واستطرد: مرت عملية بناء الأنفاق بتحولات عديدة على مر السنين، وأصبحت معقدة. وأصبحت أهم مصدر ربح لحركة حماس، رغم المحاولات العديدة لإسرائيل ومصر لإحباطه، مشيرا إلى أن الطاقم الهندسي المشرف على حفر النفق أصبح يحدد حفر مداخل النفق، حجمه، عمقه، طوله، مساره، مدى ملائمة نوع الأرض، الأدوات الكهربائية واليديوية، عدد العاملين الذين سيحفرون، التخطيط والتنفيذ لإفراغ الأرض، وطرق أخرى لمنع اكتشاف النفق.

وكشف الموقع عن أن حفر معظم الأنفاق يكون باستخدام أطفال،‎ ‎يضمّ قسما من الأنفاق أحزمة كهربائية لنقل البضائع المهربة، وخطوط هاتف للتواصل بين المهربين.

ولا تستخدم الأنفاق لتهريب الوسائل القتالية والبضائع فحسب، بل أيضا لانتقال نشطاء إرهابيين بين قطاع غزة وسيناء،  ووجدت في سيناء وفي سوريا حالات وضع عبوات ناسفة على مدخل النفق، أو تخبئة مقاتلين داخله، والخروج منه فجأةً، لافتا إلى أن كل هذه المعلومات لم تبخل بها حماس على الجيش الحر لتساعده على حفر الأنفاق لاستخدامها لضرورات عسكرية ضد النظام السوري. 
الجريدة الرسمية