رئيس التحرير
عصام كامل

أردوغان يدير "حرب النفط " في ليبيا.. اتفاق مع قطر على تحويل الدولة لـ"بيت مال الإخوان.. قرار الصدام المسلح صدر من الدوحة وتنفذه "غرفة عمليات الثوار".. تعليمات بعدم الموافقة على شروط "جصران"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"الخليفة أردوغان يريد تحويل ليبيا إلى بيت مال للإخوان" باتت هذه العبارة هي الأشهر والأكثر ترددًا على لسان المواطن الليبي، عقب قيام رئيس المكتب السياسي لإقليم برقة، إبراهيم جضران، بإغلاق موانئ النفط بإقليم "برقة" ومحاصرتها، على خلفية عمليات فساد يشملها قطاع البترول والمتعلقة بعدم وجود عدادات لمراقبة كميات البترول الخارجة من البلاد.


واعتبر المكتب السياسي لإقليم "برقة"، أن عدم وجود عدادات لمراقبة البترول عملية سرقة لمقدرات وثروات الوطن لصالح جماعة الإخوان، بتسهيلات تركية وقطرية.

من جانبه حاول علي زيدان رئيس الوزراء الليبي، حل الخلاف القائم بين حكومة طرابلس المركزية، ومكتب "برقة" السياسي، من خلال ترضيات مالية، مقابل تسليم السلاح وفك حصار موانئ النفط.

وتدخلت رموز قبلية بارزة، بهدف حلحلة الأزمة القائمة، ونتج عنها تقريب وجهات النظر، وعلى الرغم من تداول أنباء عن اقتراب انفراج الأزمة وفك حصار الموانئ، وفقا لشروط "جضران"، الذي طالب برقابة حازمة على النفط الخام المصدر من البلاد؛ إلا أن التوافق لم يدم طويلا وتعقدت الأمور من جديد.

ودخلت ميلشيات تعرف باسم "غرفة ثوار ليبيا" على خط الخلاف، ولوحت باستخدام القوة العسكرية، ضد إقليم برقة، وأعقبها تصريح لوزير النفط الليبي عبد الباري العروسي، من قلب العاصمة القطرية "الدوحة" بإمكانية استخدام الخيار العسكري لفك الحصار المفروض على النفط.

تصريح وزير النفط من قلب الدوحة، والذي تزامن مع توعد "غرفة عمليات الثوار" المدعومة من جماعة الإخوان، ويتم إرسال بعض عناصرها للتدريب على يد الجيش التركي، في السر والعلن، أثار مخاوف المراقبين للشأن الليبي من "حرب نفط" تلوح في الأفق، ربما تمتد لحرب قبلية طاحنة، خاصة أن الإقليم قد أعلن انفصاله في وقت سابق، عن حكومة طرابلس، وطالبت الرموز السياسية في الإقليم بتطبيق الفيدرالية.

مخاوف المراقبين فسرها لـ"فيتو" معارض ليبي بارز، رفض الكشف عن اسمه خشية تعرضه للاغتيال على يد الميلشيات الموالية للجماعة نطرا لطبيعة المعلومات التي كشفها.

وأوضح المعارض الليبي، أن هناك تعليمات صدرت من رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا، للقيادات بجماعة الإخوان بالداخل الليبي بضرورة السماح لسفن شحن تركية وقطرية، بتحميل كميات هائلة من النفط الليبي دون رصدها، أو تحصيل عوائدها المالية لصالح خزانة الدولة.

ولفت المعارض الليبي أن توجيهات أردوغان، تهدف إلى أمرين الأول: يتعلق بإظهار حكومة زيدان بموقف الضعف الاقتصادي وعجزه عن توفير احتياجات المواطنين، تمهيدا للإطاحة به، والدفع برئيس حكومة جديد موال للإخوان، على غرار ما حدث بباقي أجهزة الدولة التي نجحت الجماعة في اختراقها بداية من البرلمان الذي يعد صاحب القرار الأعلى، وصولا إلى وزارة الدفاع والداخلية، بغية تفكيك مؤسسات الدولة.

أما الهدف الثاني، فيعد هو الأهم والأخطر، والمتمثل في اتفاق التننظيم الدولي للإخوان خلال جلساته السرية التي تعقد داخل مقر سفارة طرابلس بأنقرة، على تحويل ليبيا إلى بيت مال لجماعة الإخوان، والاستيلاء على موارد ليبيا النفطية، بهدف تسليح الميلشيات المحسوبة على الجماعة داخل ليبيا وخارجها، وتوجيه أموال النفط الليبي لخدمة مشروع الحكم للجماعة بالدول العربية، ومساندة الجماعة الأم بالقاهرة في صراعها ضد السلطة.

وفسر مصدر" فيتو" التصريحات الصادرة عن "غرفة عمليات الثوار" بالتلويح بالحل العسكري، لنية الجماعة الاستمرار في مخطط نهب الدولة في ظل الأزمات المالية التي تواجه التنظيم الدولي، عقب ثورة 30 يونيو المصرية، وتسخير الموارد لعقد صفقات تسليح كبرى يتم الاتفاق عليها باسطنبول.
الجريدة الرسمية