رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. أهالي الشرقية ينتظرون الموت.. 100 قرية تعانى من اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحى.. الأمراض تنتشر ومخاطر التسمم واردة في مدن المحافظة.. تجمهر مواطنين وشكاوى للمسئولين ولا حياة لمن تنادى

فيتو

تعانى محافظة الشرقية من مشكلات عديدة وتزايدت أعباء المواطنين بشكل واضح وتمثلت في انعدام أبسط خدمات الحياة الآدمية خاصة في شبكات الصرف الصحى، ويعد الحصول على مياه نظيفة شيئا بعيد المنال، وخطوط المياه الخاصة بهيئة مياه الشرب والصرف الصحى سعتها 2 بوصة منذ نشأة الهيئة وحتى الآن يصعب ضخ المياه من هذا المواسير لأنها حاليا تحولت إلى نصف بوصة بسبب الشوائب التي تراكمت منذ زمن بعيد، كما تعانى مئات المشروعات للصرف الصحى بجميع مراكز ومدن المحافظة من الإهمال بحجة عدم توافر الاعتمادات المالية لاستكمالها بعدما أنفق عليها مليارات الجنيهات، ما يعد إهدارًا للمال العام كما أن هناك شبكات أصبحت خارج الخدمة وتهدد حياة آلاف السكان بالخطر. 

وأكد بعض المواطنين أن المواسير ذات بنية أساسية قديمة وأنها لم تقم بتوصيل المياه نهائيا للمنازل نهارًا وسبق وتقدم الأهالي بعدة شكاوى لهيئة مياه الشرب والصرف الصحى بمديرية الإسكان بالشرقية ولكن أفاد المسئولون بالشركة بأنهم لا يمانعون تغيير المواسير ولكن بشرط موافقة رئيس مجلس المدينة فضلا عن أن الشرقية المحافظة الوحيدة التي تقوم بمحاسبة الأهالي على حفر وتغيير المواسير وهذا ما أكده الموظفون بالمجلس بأن قطع متر الأسفلت يبلغ 75 جنيها للمتر. 

ومن جانبه أكد مسئول بشركة مياه الشرب والصرف الصحي بالشرقية أن الحكومة لا تستطيع تغيير شبكات الصرف الصحى على نفقتها لسوء الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 100 قرية على مستوى محافظة الشرقية تعانى من مشكلة في الصرف الصحى. 

وفى سياق متصل أعرب أهالي كفر عبد العزيز ومنطقة مساكن تل بسطة بمدينة الزقازيق عن استيائهم الشديد نتيجة لما سببته مياه الصرف الصحى بغرق منازلهم وانتشار الأمراض والحساسية بين الأهالي، فضلا عن برك الصرف التي يعيشون فيها بسبب تهالك شبكة الصرف الصحى، وهى مشكلة يترتب عليها انتشار أمراض خطيرة سواء في المدن أو القرى. 

وأشار الأهالي إلى انفجار المواسير المتهالكة نتيجة شدة الضغط عليها وتهالك المواسير التي انفجرت تحت الأرض مما نتج عنها خروج مياه الصرف وتكوين برك ومستنقعات أدت إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية أسفل المنازل، ما يهدد بوقوع كارثة. 

وفى قرية ميت جابر التابعة للمركز بلبيس تعانى من مشكلة كبيرة في الصرف الصحى بسبب عدم استكمال مشروع الصرف الصحى بعد توفير الأرض المخصصة للمشروع وتسليمها للشركة المنفذة والمعدات منذ سنوات، إذ أكد الأهالي أن الأرض خاوية، ما جعل رئيس المجلس المحلى بالبلاشون يستأجر قطة الأرض وجعلها مقلب قمامة للقرى والبلاد المجاورة.

وفى قريتى كوم حلين وكفر غنيم التابعتين لمركز ومدينة منيا القمح تجمهر الأهالي مرارًا وتكرارًا للمطالبة بحل أزمة مياه الشرب والصرف الصحى بعدما قامت الهيئة القومية بالصرف الصحى ببناء محطتين رفع إحداهما بقرية كوم حلين والأخرى بكفر غنيم وتم شراء أرض بالجهود الذاتية لأهالي القريتين وتم بناء المحطتين واستخدام مواتير متعددة القوى لإدارة المهمة على أن يتم إدراج المشروع ضمن خطة الدولة من انتخابات مجلس الشعب 2005 ومرت انتخابات عديدة ولم توضع في ميزانية الدولة حتى الآن. 

وفى قرية تلبانة مركز منيا القمح تعدادها ما يقرب من ثمانية آلاف نسمة وتعانى من مشكلة الصرف الصحى برغم من إدراجها على محطة صرف صحى شبرا السلام وتوابعها ولكن لم يفكر مسئول واحد في النظر إلى هذه القرية فقد انتشرت جرارات الكسح بطريقة غريبة وتقوم بإلقاء حمولتها في الترع أو على الطرق مما يؤدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض.

وأكد الدكتور عبد الحكيم أبو حطب –أستاذ جامعى أنه تم توصيل الصرف في القرية ولم يستكمل لأنه يعتبر مشروعا فاشلا وتم تسليم الشيك للهيئة العامة لمياه الشرب والصرف الصحى بمبلغ 38 مليون جنيه وتوقف العمل نهائيا. 

وفى قرية العزيزية التابعة لمركز منيا القمح يقول الحاج مجاهد شيخ القرية إن المهندس المسئول عن الصرف الصحى في العزيزية كان من المفترض أن يسلم المشروع منذ عام 2010 وذلك وفقا للخطة التي وضعت، وحتى الآن لم يتم تنفيذ هذه الخطة على الرغم من انتهاء العمل بالمشروع، مشيرًا إلى أن هذه المحطة أقيمت في نهاية البلد بعيدا عن المنازل وبها جميع المعدات والآلات وعلى الرغم من ذلك لم يقوموا بتشغيلها دون أسباب تذكر.

رئيس مدينة منيا القمح كان أكد أن التوقف بالمشروع يرجع إلى نقص ميزانية الدولة لأن الدولة بعد الثورة خسرت الكثير من الملايين وليست قادرة على تنفيذ أي مشروع حتى الآن وسنجد حلا لذلك بعد استقرار الأوضاع في مصر. 

في منطقة صان الحجر بالوحدة المحلية بصان الحجر التابعة لمركز الحسينية قام الأهالي بها بقطع الطريق العام أكثر من مرة إلى جانب التظاهر أمام ديوان عام المحافظة ورغم أن مركز الحسينية يبعد عن المحافظة 80 كيلو مترا وتمثل 38% من مساحة الشرقية إلا أنه يعانى معاناة شديدة بسبب غفلة المسئولين عنه. 

وتعرض العشرات من أهالي قرية الزهراء بمركز الزقازيق وكفر حمودة التابعة لمركز ههيا بمحافظة الشرقية لحالات تسمم جماعى بسبب تلوث مياه الشرب، وأكد أهالي كفر حمودة أنه تم تحويل خط المياه المغذي للقرية من العباسة، وهو مصدر نظيف إلى التغذية من المياه الجوفية وهو مصدر يستمد المياه من الرشاح المواجه له، موضحا أن القرية كانت تتغذى من محطة ههيا "اليابانية" وكان ضغط المياه ضعيفا جدا؛ بسبب بعد المسافة، وتم تحويل القرية قبل سنوات لخط العباسة ومنه إلى المياه الجوفية.
وأكد أهالي قرية الزهراء أن السبب وراء التسمم هو اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحى وأن المشكلة تتمثل في خزانات الصرف الصحي فعندما كنا نحفر لإدخال خط مياه لأي منزل كانت تقابلنا مياه الصرف فنضطر لكسحها بالجرارات واستكمال العمل بخط المياه لأنه ليس بيدنا حل آخر، وهذا أدى إلى تراكم مياه الصرف حول مواسير المياه فأدت إلى تآكلها واختلاط مياه الصرف بألياف طبيعية، فهي تشبه مياه النار.
.
وقال اللواء أحمد عابدين رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة بالشرقية إنه تم رصد 15 مليون جنيه مرحلة أولى من البنك الدولي لتنفيذ مشروعات صرف صحي في 5 قرى بالإضافة إلى محطتي معالجة، و60 مليون جنيه كمرحلة ثانية نهاية 2017 لتنفيذ مشروعات صرف صحي في 16 قرية، بالإضافة إلى 4 محطات معالجة.

وأوضح أن الاتحاد الأوربي خصص للمحافظة 15 مليون يورو عام 2015 كمرحلة أولى لتأهيل 6 محطات معالجة وتنفيذ شبكات في 5 قرى، بالإضافة إلى محطة رفع، مشيرا إلى أن شبكات "الزقازيق وبلبيس وحجير والعباسة" ستدخل ضمن هذه المرحلة، أما في المرحلة الثانية من خطة الاتحاد الأوربي نهاية 2017 فتم رصد 41 مليون يورو لإنشاء وتأهيل ورفع قدرة 6 محطات معالجة، فضلا تنفيذ مشروعات صرف صحي في 51 قرية.
الجريدة الرسمية