رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: المخابرات الدولية تخشى عودة مقاتلي سوريا الأجانب إلى بلادهم.. إخفاقات قادة الشرق الأوسط.. السفير البريطاني يحذر إسرائيل من تقييد عمل منظماتها الحقوقية.. تل أبيب لم تتفاجأ بتنصت واشنطن

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تنوعت اهتمامات الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الأحد بالعديد من القضايا الدولية التي ناقشت الشأن المصري والسوري والإسرائيلي.

اهتمت صحيفة الجارديان البريطانية بالتهم الموجهة للرئيس المخلوع محمد مرسي، ومواجهته لثلاث تهم من بينها تهمة الهروب من السجن مع  130 سجينا آخرين أثناء ثورة عام 2011 عندما أطيح بالرئيس الأسبق حسني مبارك.


وأشارت الصحيفة إلى أن تهمة الهروب من السجن هي التهمة الثالثة المريبة حيث أمرت النيابة في وقت سابق من هذا الأسبوع، مرسي و35 آخرين من قيادات الإخوان بمحاكمتهم بتهمة التآمر مع الأجانب بما في ذلك حماس وحزب الله لتنفيذ مؤامرة إرهابية ضد مصر ولكن وصفت هذه التهمة من قبل جماعة الإخوان المسلمين بأنها مضحكة ولكنها قد تؤدي إلى عقوبة الأعدام لمرسي ومن معه.

وأضافت الصحيفة أن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل أعرب عن قلقه إزاء التهم الموجهة لمرسي وقادة الإخوان في مكالمة هاتفية مع وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي الذي أطاح بمرسي.

في بيان من ثلاث صفحات، قاضي التحقيقات، حسن سمير، وصف عمليات الهروب من السجن أثناء الثورة المضادة لمبارك، بأنها جريمة أخطر من الإرهاب الذي شهدته البلاد.

وقال سمير إنه كشف النقاب عن خطة إرهابية دبرتها جماعة الإخوان منذ فترة طويلة والتي أجريت مع اللاعبين الأجانب بما في ذلك النشطاء الشيعة حركة حزب الله في لبنان وحركة حماس الإسلامية الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة.

وكان مرسي واحدا من أولئك الذين فروا من السجن مع قادة الإخوان بعد الثورة التي استمرت 18 يوما وأطاحت بمبارك التي اندلعت في 25 يناير، 2011.

في مقابلة هاتفية مع قناة الجزيرة مباشر بعد هروبه، قال مرسي قد تم فتح السجن من قبل السكان وإنه وغيره من قادة الإخوان معه لم يهربوا.

أكدت صحيفة يو اس ايه توداي الأمريكية وجود مخاوف لدى وكالات الاستخبارات الدولية من عودة الآلاف من الأوربيين المنضمين للجماعات المسلحة المناهضة للرئيس السوري بشار الاسد إلى بلادهم.

وأوضحت الصحيفة أن نحو 1100-1700 مقاتل أوربي ذهبوا إلى سوريا منذ بدء الأزمة في 2011، كان معظمهم من فرنسا، ألمانيا، المملكة المتحدة، هولندا، وبلجيكا وفقا لما ذكره المركز الدولي لمكافحة الفساد بلاهاي.

من ناحيتهم أكد الخبراء أن معظم هؤلاء المقاتلين تابعون لفرنسا سواء من العرب أو من المسلمين، موضحة أن تخوفات فرنسا تتصاعد بشأن عودة هؤلاء المواطنين إلى فرنسا، وخاصة مع عدم وجود قانون فرنسى يمنع الانضمام لتلك الجماعات المسلحة كما تفعل الولايات المتحدة الأمريكية.

من جانبه أكد غيليوم اتشاؤل الصحفي الفرنسي المختص بالجماعات المتطرفة بفرنسا أن هناك نحو 600 من الرعايا الفرنسيين ضمن الجماعات التكفيرية المسلحة في جميع انحاء العالم، وتعد سوريا من بين مناطق تواجدهم.

ولفت إلى واقعة مقتل شاب فرنسي يدعي جان دانيال في أغسطس في سوريا أثناء محاربته في صفوف المعارضة مع أخيه نيكولاس.

تساءل الكاتب البريطاني باتريك كوكبرن عن الزعيم الفائز الناجي من اضطرابات الشرق الأوسط لعام 2013، مشيرا إلى أن الاضطرابات التي شهدتها المنطقة، عرضت العديد من الزعماء لكثير من المتاعب فعلي سبيل المثال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، كان يمكن أن يكون الفائز في السنوات السابقة ولكن توجيه تهم الفساد لبعض وزراء حكومته، وتدخل أطراف دولية في الحرب الأهلية السورية أفقدت آمال تركيا في أن تصبح قوة اقليمية، بعد غطرسة اردوغان لفوزه ثلاث مرات في الانتخابات، وربما يفسر ذلك فقدان أردوغان لمساته.

وأشار كوكبرن في مقاله بصحيفة الإندبندنت البريطانية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يمكن ان يتصدر قائمة الناجين في المنطقة في السنوات السابقة، فهو سياسي وفقا للتصنيف الدولي، وأيضا شخصية ناجحة في معالجة الأمور بالتهديد بالحرب للحصول على ما يريد بدون إطلاق رصاصة واحدة، كما حدث بتهديده للمنشآت النووية الإيرانية، ثم انخفض تهديده وهو الحال دائما في الخدعة المتواصلة بشكل جيد مما يؤدي لفرض عقوبات على إيران وتحويل الانتباه عن القضية الفلسطينية، واستنكار نتنياهو للصفقة المؤقتة بين الولايات المتحدة وحلفائها وإيران، ولم يخسر نتنياهو كثيرا في تقلص نفوذه على السياسة الأمريكية.

وأضاف أن أكثر الزعماء المخضرمين وذوي الخبرة في الشرق الأوسط هو الزعيم الكردي مسعود بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني التابع للنظام الكردي في حق تقرير المصير، وأيضا في العراق خلال الانتصارات والهزيمة كان لمسعود مهنة غير عادية مع الانتكاسات المفاجئة مثل هزيمة عام 1990 التي أعقبها انتصار مفاجئ عندما استفاد الأكراد من كارثة صدام حسين في الكويت واستولوا على معاقل لهم في العراق.

وأكد أن حكومة اقليم كردستان هي الآن واحدة من الأماكن القليلة على وجه الأرض تتمتع بطفرة اقتصادية حقيقية، وذلك بفضل اكتشاف النفط والغاز، وعمل بارزاني بشكل متوازن بين الولايات المتحدة وإيران وتركيا والحكومة العراقية المركزية في بغداد دون أن يصبح رهينة أو ضحية أي منها.

ونظرا للعداء بين الأتراك والأكراد، كان واحدا من أبرز مشاهد العام بارزاني في الزي الرسمي الكردي وهو يقف به على منصة في تركيا في نوفمبر وهو يتحدث للأكراد الأتراك عن القومية الكردية وفوزهم بالحكم الذاتي وتقرير المصير في العراق وتركيا وسوريا، كما أن بارزاني شخصية متواضعة وواقعية يحافظ على تكريس سطوته وفقا للظروف.

وإذا قارنا بارزاني بالرئيس الإيراني حسن روحاني فسنجد بارزاني قدراته متواضعه بالنسبة لروحاني الذي فاز بالانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو الماضي، وتحدث عن الحقوق المدنية وتحسين الاقتصاد والتقارب مع الغرب ومقارنة روحاني بسلفه نجاد فهو شخصية جيدة نظرا لزيارته للولايات المتحدة التي أعقبها اتفاق جنيف المؤقت مع مجموعة P5 +1.

ولكن صفقة جنيف جعلت إيران تجمد برنامجها النووي، في مقابل تخفيف طفيف للعقوبات، وسيكون من الصعب على الولايات المتحدة أن ترضي إسرائيل والكونجرس ولكن إذا توصل المفاوضون الإيرانيون لاتفاق فسيجلب بعض الفوائد السياسية والاقتصادية لإيران وستصبح الآفاق المستقبلية لروحاني مشرقة على الرغم من خصومه الذين حوله مثل الحرس الثوري وغيرهم، وسيقتنعون بإنجازاته عندما تكون واضحة، وتعتزم الولايات المتحدة التوصل لاتفاق مع إيران ولكن إذا تحول الوضع واضطروا لفرض عقوبات جديدة على إيران ستكون الضغوط كبيرة للغاية على طهران أكثر من أي وقت مضي وستمضي قدما في إنتاج القنبلة النووية فهناك بعض الآفاق تبدو غير جيدة.

نقلت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية تحذيرات السفير البريطاني في إسرائيل "ماثيو جولد" التي قدمها إلى القيادة السياسية في تل أبيب بشأن خطورة وضع قوانين تحد من حرية منظمات حقوق الإنسان.

وأشارت هاآرتس اليوم الأحد إلى أن السفير البريطانى يعتبر أن قيام إسرائيل بفرض قيود قانونية على جمعيات اليسار في إسرائيل، وحقوق الإنسان التي تحصل على دعم من دول أوربية وأمريكية سيضعها في بوتقة واحدة مع دول مثل مصر وروسيا - على حد زعمه.

وأظهرت الصحيفة أن اقتراح القانون الذي يقضى بمراقبة جمعيات حقوق الإنسان، والذي قدمه أحد أعضاء الكنيست لاقى أغلبية كبيرة في اللجنة الوزارية لشئون التشريع، وتم التصديق عليه من قبل الحكومة.

ونقلت الصحيفة عن مصدر رفض الإفصاح عن اسمه قوله: إن السفير البريطاني أجرى في الآونة الأخيرة جولة محادثات مع كبار المسؤولين في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومع وزيرة العدل تسيبي ليفني ومع العديد من أعضاء الكنيست من الائتلاف والمعارضة لإقناعهم بالتراجع عن القانون.

وبحسب الصحيفة فإن المصدر أكد على أن السفير البريطانى حذر من أن تمرير هذا القانون الذي يحد من حريات جمعيات حقوق الإنسان من شأنه أن يضر بمكانة إسرائيل الدولية، وسوف يجعلها تنتمى لقائمة الدول التي تفرض قيودًا على الحريات.

قال الصحفى الإسرائيلى "نداف إيل" إنه لا يوجد ما يثير الدهشة ولاسيما البيانات الجديدة التي نشرت من باب المجاملة بواسطة إدوارد سنودن، والتي تظهر أن الولايات المتحدة تنصتت على تل أبيب.

وأضاف اليوم الأحد في مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية أنه إذا تمكنت NSA من اختراق رسائل البريد الإلكتروني للقادة ورئيس الحكومة في إسرائيل فهذا أمر مثير للضحك، لأنه لا يوجد ذرة شك أنهم قد حصلوا على أي معلومة سرية عن الدولة.

وأبرز أن رد الفعل الإسرائيلى المعتدل والهادئ الذي صدر أمس السبت بشأن هذه التسريبات والتي تعتبر من التسريبات المؤثرة في التاريخ نابع من هذا التصور، فضلًا عن أن تل أبيب لم تتفاجأ من تنصت الولايات المتحدة عليها.

وأردف أن إسرائيل لديها نوعان من المعلومات: سرية للغاية أو مكشوفة للجميع، وانه من الصعب التوصل إلى المعلومات السرية، مشيرًا إلى أن ما قامت به واشنطن هو أمر محرج بالنسبة لها ويضع الإدارة الأمريكية في مأزق.

وفى هذا الصدد ذاته، طالب النائب نحمان شاي، من حزب العمل، بتقديم اقتراح عاجل إلى جدول أعمال الكنيست في هذا الأمر، ودعا واشنطن لنشر توضيحات على غرار ما فعلته دول أخرى أمثال البرازيل وألمانيا.

وأشار شاي، إلى أن إسرائيل دولة صديقة للولايات المتحدة، وقد أوقفت أي نشاطات استخباراتية في الولايات المتحدة منذ عشرات السنين، مضيفا أنه يجب على إسرائيل أن تطالب واشنطن بتقديم توضيحات حول هذه القضية.
الجريدة الرسمية