الصحف العربية: عودة البلطجية بتحالفات مع من يدفع أكثر.. المفاوضات غطاء الاستيطان.. اختفاء عريضة مساءلة تتهم رئيس وزراء تونس الجديد بالفساد.. التحذيرات الخجولة لا تنهي الأزمة السورية
اهتمت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم، الإثنين بالأوضاع الجارية في الوطن العربي، بدءا من مصر ومرورا بالأوضاع في تونس، وسوريا، ومستقبل مفاوضات السلام الفلسطينية.
البداية مع صحيفة الحياة اللندنية، وتقرير حول البلطجية، يفند مراحل اختفائهم، وتجهيزات عودتهم، وتقول الصحيفة:"غابوا عن الساحة فظن البعض أنهم دخلوا جحورهم، وغطوا وجوههم، وغطّوا في نوم عميق إلى غير رجعة، وظن آخرون أنهم تعبوا بعدما قفزوا على موجة ثورية فصاروا ثوارًا، ثم اندلفوا في أعمال تجارية، فأصبحوا باعة وتجارًا، ثم عادوا يمتطون صهوة مسيرات شبابية مرة وتظاهرات عمالية طورًا، ووقفات احتجاجية تارة، وهجمات بالطوب والمولوتوف على أمن الداخلية مرة، ثم يخضعون لإعادة هيكلة، فينضمون لصفوف مواجهة المسيرات ومحاربة التظاهرات وترهيب الوقفات مع الاستمرار في رشق القوات مرة بطوب وأخرى بمولوتوف وتارة بألفاظ نابية أو شتائم قاسية".
وتشير الصحيفة إلى أن فريقًا ثالثًا أكثر حنكة وأبعد نظرًا وأعمق تحليلًا كان على يقين بأنهم ربما دخلوا فترة من البيات، انتظارًا لما هو آت من «بيزنيس» ثوري واتفاق شيطاني وانطلاق فوري في شوارع المحروسة أملًا في ترجيح كفة أولئك، وإن لم ترجح فليساهموا في هدم المعبد على رءوس الجميع، لأن الجماعة ترفع شعار «سنحكمكم رغم أنوفكم، وإن فشلنا، فعلينا وعلى أعدائنا»!
وتوضح:"ومن أجل الجماعة وعلى أعدائها رصد المصريون عودة واضحة جلية لا ريب فيها لتحالفات البلطجية وائتلافاتهم وتجمعاتهم وصبيتهم ضمن عمارات، وحولها وعلى هامشها وأعلى أسطحها وأسفلها، وفي خطوط سير مسيرات الإخوان وتظاهراتهم في تلك الأيام الحاسمة السابقة للمرحلة الفعلية الأولى من مراحل خارطة الطريق المزيحة إياهم من الطريق".
إلى صحيفة الخليج... وافتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان "المفاوضات غطاء الاستيطان"، حيث نقلت الصحيفة عن "بينامين نتنياهو" رئيس حكومة الكيان الصهيوني قوله "لن نتوقف ولو للحظة عن بناء (بلدنا) وتقوية أنفسنا وتطوير المشروع الاستيطاني"، معتبره أن هذا الإعلان الذي أطلقه قبل يومين بمثابة تحد موجه إلى كل من يطالب الكيان بتجميد الاستيطان أو التخلي عنه، من أجل تسهيل التوصل إلى تسوية من خلال المفاوضات الجارية مع الفلسطينيين، موجه إلى الجانب الفلسطيني أساسًا، ثم إلى العرب، وإلى الولايات المتحدة وغيرها من الدول التي تعتبر الاستيطان ليس شرعيًا التزامًا بقرارات الشرعية الدولية، بل وتحد موجه كذلك إلى الأمم المتحدة ممثلة للمجتمع الدولي التي صدرت عنها قرارات تدين الاستيطان وتعتبره غير شرعي.
وتؤكد الصحيفة على أن السلطة الفلسطينية لم تدرك بعد أن نتنياهو كغيره من قادة الكيان يطبقون العقيدة الصهيونية التي تعتبر الضفة الغربية جزءًا من "أرض إسرائيل"، وباعتبار الاستيطان العمود الفقري للصهيونية، ومن دونه لا قيمة لكل الأفكار القائمة على الأساطير، حيث يتم تزوير التاريخ والجغرافيا على مرأى من العالم وتحت ناظريه على حساب شعب تمتد جذوره في أرضه لآلاف السنين.
وتشدد:"نتنياهو يدرك أنه يستغل الخلل في ميزان القوى لمصلحة المشروع الصهيوني، ويستخدم المفاوضات التي لا يريدها أساسًا ولا تعنيه، مجرد غطاء لتضليل العالم بأنه يسعى لتسوية، كما أنه يعتمد على انكفاء عربي عن القضية المركزية، وعلى دعم أمريكي وغربي، وأساسًا على انقسام فلسطيني يخرج كل الطاقات والإمكانات من الصراع، ويجعل الشعب الفلسطيني وحقوقه فريسة للمخططات الصهيونية".
إلى صحيفة الشرق الأوسط، والعنوان "أنباء عن اختفاء عريضة مساءلة بتهم فساد ضد رئيس الوزراء التونسي الجديد"، حيث أشارت الصحيفة إلى أن حكومة رئيس الوزراء التونسي الجديد تنطلق بعوائق وعراقيل قد تمنع من نجاحها في إعادة الاستقرار لتونس.
ونقلت الصحيفة عن مصادر من داخل البرلمان التونسي عن احتفاء عريضة مسائلة ضد رئيس الحكومة الجديد، وقع عليها 104 نواب، ولم يكن قد تبقى سوى إمضاء 5 نواب لتبدأ جلسة برلمانية عامة تُعقد للاستماع إلى مبررات وردود وزير الصناعة السابق، رئيس الوزراء الحالي حول اتهامات بالفساد في قطاعي المناجم والطاقة الراجعين بالنظر إلى وزارة الصناعة.
وذكرت مصادر برلمانية للصحيفة أن «يدا خفية» على ما يبدو تقف وراء العملية، وأن من استولى على العريضة يدعم ترشح المهدي جمعة، ولا يوافق على تعطيل المسار الحكومي بعد التوصل إلى اتفاق حول رئيس الحكومة الجديد.
إلى صحيفة الوطن السعودية... وافتتاحيتها "التحذيرات الخجولة لا تنهي الأزمة السورية"، وتؤكد الصحيفة أن هناك ما يشير إلى غياب الجدية في إنهاء الأزمة السورية، مشيرة إلى ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ـ أول من أمس ـ في مؤتمر صحفي في جنيف: "إن الغرب بدأ يدرك أن بقاء الأسد في السلطة أقل خطرًا على سورية من الإسلاميين"، وإعلان المبعوث العربي والأممي المشترك الأخضر الإبراهيمي.
وفي نفس المؤتمر "إن محادثات جنيف قد تدوم طويلا، وتنفيذ بنودها يستغرق وقتا طويلا أيضا"، وفي الوقت نفسه يستمر النظام السوري بقصف المدن وزيادة عدد المجازر والضحايا.. فهذا يشير إلى أنه كان ذلك يوافق الهوى الروسي بإبقاء الأسد في السلطة، وهذا يعني عدم إنهاء الأزمة لأن الثورة لن تتوقف حينها، ويصبح مؤتمر جنيف 2 – حتى وإن طالت محادثاته – من غير معنى أو جدوى.
وتؤكد الصحيفة أن الإشكالية الأكبر تكمن في أن مصلحة الشعب السوري ما زالت مغيبة عن جميع حسابات الدول الغربية الراعية لمؤتمر "جنيف 2"، والتي تتجاهل الحقيقة الوحيدة التي لابد من إعلانها بوضوح قبل المؤتمر وهي إنهاء حكم الأسد والبدء بالمرحلة الانتقالية، وأن التحذيرات الخجولة لن تقدم أو تؤخر شيئا على الأرض.