رئيس التحرير
عصام كامل

ليست معركة الوزير وحده


المعركة التي يخوضها ببسالة وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، لاسترداد المساجد المختطفة سواء من جانب جماعة الإخوان والمتشددين الإسلاميين، ليست معركة الوزير وحده.. ولا حتى المستنيرين من العاملين معه.. وإنما هي معركة الدولة المصرية بكامل مؤسساتها التي يسعى المتشددون إلى التحريض على هدمها من فوق منابر مساجد تابعة لوزارة الأوقاف.


اقتحم الوزير «عش الدبابير».. ودفع بعلماء أفاضل يملكون ناصية العلم.. والقدرة على مخاطبة الناس لاعتلاء منابر الأوقاف.. وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي روجها من يدعون العلم دون حق، وكانت المفاجأة أن الاعتراض لم يأت من جانب الجماعة وأنصارها فقط، إنما أيضا من دعاة يتبعون الوزارة تم تجنيدهم في صفوف الجماعة، فقاموا بتحويل المساجد إلى ساحات للدعاية لمرشحى الجماعة والهجوم على كل من يختلف معهم.. بل وتكفيرهم أيضا.

ولعل محافظة الفيوم تجسد المثال الأبرز على نجاح الإخوان في تجنيد معظم أئمة مساجدها.. وكانوا يصدرون منشورات تحمل توقيعاتهم لتأييد سياسة الإخوان وإدانة خصومهم، وما جرى من أمام مسجد الصفا في خطبة الجمعة يدل على أن دعوة الوزير تجد من يقاومها.

زعم الإمام أن مشروع الدستور الذي سيجرى الاستفتاء على مواده، يبيح للمرأة أن ترتكب جريمة الزنا دون أن تحاسب.. وأخذ يقارن بين دستور الإخوان الذي كان يستند فى رأيه - إلى مبادئ الشريعة الإسلامية.. وبين هذا الدستور العلمانى الذي استبعد مواد الشريعة.

وقد قاطعة المصلون.. وقام أحدهم بإمامتهم.. بينما انسحب عدد كبير منهم للصلاة في مسجد آخر، وربما يكون لقرار الوزارة بتحويل الإمام للتحقيق، وتوقيع العقوبة القانونية عليه لاستخدامه المسجد في الدعاية السياسية، أثر على مواقف باقى الدعاة في محافظة الفيوم لمراجعة مواقفهم.

وإذا كان ما جرى في مسجد الصفا بالفيوم من جانب إمام من خريجى الأزهر وتابع للوزارة.. غير متوقع فإن ما حدث منذ أيام في مسجد العزيز بالله بحلمية الزيتون الذي استولت عليه جماعة إسلامية متشددة أفزعها استبعاد رموزها من الخطابة.. وقيام أحد العلماء بإلقاء خطبة الجمعة.. فلقي الشيخ الجليل من الإهانات ما يتنافى مع سماحة الإسلام، وهو ما كان متوقعا من تلك الجماعات المتشددة التي تحمل عداءً للأزهر ورجاله.. لقد قام أحدهم بنزع العمامة عن رأس الشيخ الوقور وهو يوجه إليه السباب بألفاظ بعيدة كل البعد عن أدب الإسلام.

وقد أعجبنى تعليق أحد قيادات وزارة الأوقاف.. قال:
قد ينجحون في نزع عمائمنا.. لكنهم لن ينزعوا عقولنا، لقد لخص الرجل الموقف في تلك العبارة البليغة.
الجريدة الرسمية