رئيس التحرير
عصام كامل

شهادتى فى أبو تريكة قبل أن يكون نجمًا..!!


من الطبيعي جدا أن تهتم كل وسائل الإعلام بخبر اعتزال نجم نجوم الكرة المصرية محمد أبو تريكة.. فهو اللاعب الذي أثبت طوال السنوات الماضية بأنه من طراز فريد ونادر التكرار.. فقد كان أبو تريكة مصدر سعادة في الكثير من الأوقات لجماهير الكرة المصرية على وجه العموم والأهلوية على وجه الخصوص.


علاقتي بأبو تريكة بدأت قبل أن ينتقل الى الأهلي وقبل أن يكون نجم وذلك عندما كان لاعبا مغمورا لسنوات طويلة في نادي الترسانة.. وكنت شاهد عيان على عملية انتقاله للزمالك في اللحظات الأخيرة لولا ( بخل ) المندوه الحسيني أمين الصندوق وقتها الذي عرقل الصفقة لساعات بسبب 50 ألف جنيه والتي كانت سببا في انتقال اللاعب بسرعة البرق إلى القلعة الحمراء.

أبو تريكة كان عليه شبه إجماع من الجماهير المصرية بكل انتمائها ولكن خلال الفترة الأخيرة وبسبب الأحداث السياسة المتتالية تلاشى هذا الإجماع إلى حد ما بسبب انتمائه لجماعة الإخوان.. ورغم أنني لم أكن في يوم من الأيام مؤيدا لهذه الجماعة إلا أن علاقتي ووجهة نظري في هذا اللاعب لم ولن تتغير لأسباب كثيرة يأتي في مقدمتها بأنه نموذج للاعب الخلوق الأصيل البار بوالديه.. فلم تغيره الأموال والنجومية.. ولذلك لم يكن غريبا أن يلقب بأمير القلوب.

شهادتي في أبو تريكة قد تكون مجروحة وربما يختلف الكثيرين معي ولكن عندما تنقطع علاقتي بهذا اللاعب لسنوات طويلة وتفاجأ بعد فترة طويلة بأنه لم يتغير ويتذكر الأيام الجميلة التي كانت في نادي الترسانة فلابد أن تزداد قناعة بأصل وأدب وأخلاق هذا اللاعب.. فأبو تريكة كاد أن يتسبب في أزمة بمطار الدوحة عندما حضر مع منتخب مصر العام الماضي بسببي.. رفض الرضوخ لتعليمات الأمن بالدخول في أتوبيس اللاعبين وعاد مسافة طويلة ليصافحني لمجرد أنه شاهدني بجوار الجماهير الغفيرة التي كانت تنتظر المنتخب وقتها وهو ما تسبب في حدوث حالة من الهرج والارتباك بسبب تدافع الجماهير عليه.. هذا الموقف يؤكد بأن هذا اللاعب لا "يمثل" كما يقول البعض.. ولا يتملق.. ولكن موقف يعبر عن أخلاق وتربية وأصل وهذا وحده يكفيني بعيدا عن الموهبة التي يتمتع بها.

المواقف مع أبو تريكة منذ انقطاع علاقتنا طوال السنوات الماضية قليلة للغاية وربما تتركز في المرات التي حضر فيها المنتخب أو النادي الأهلي للدوحة.. ورغم قلتها إلا أنها كبيرة وعظيمة في المعني.

كم كنت أتمنى استمرار أبو تريكة في الملاعب ولكن قراره الأخير بالاعتزال من الصعب اتخاذه إلا إذا كان يريد الحفاظ على نجوميته بهذا الشكل الجميل.

وفي الختام.. أتمنى لأمير القلوب التوفيق والتفوق والتميز في مستقبله الجديد.. وأشيد بقدرة هذا اللاعب في عدم استخدام انتمائه السياسي في مواقف كثيرة كانت يمكن أن تقلب الدنيا في أوقات صعبة وحرجة مرت بها مصر.
Gebaaly266@yahoo.com
الجريدة الرسمية