رئيس التحرير
عصام كامل

دليلك لفهم ما سيجرى فى سوريا ( 2 )


الآن.. أصبحنا جميعا أمام معادلات جديدة تماما.. وسبق أن قلنا بالحرف إن "كلما زاد التصعيد إلي آفاق غير مسبوقة.. فإننا إما إلي التفاوض والتفاهم.. وإما إلي انفجار الأوضاع"!


ربما أرادت إسرائيل انفجار الأوضاع بين إيران وبين أمريكا.. حامي إسرائيل وراعيها الرسمي ووكيلها في التصدي للكوارث والأزمات.. وربما للأسف أرادته أطراف عربية تستعجل تدمير إيران لينتهي خطرها عليها هناك في الخليج.. فليس إسرائيل بالنسبة إليهم هي الخطر.. أو علي الأقل ليست إسرائيل هي الخطر الأول!

ولذلك فوجئ الجميع بالاتفاق الإيراني مع الغرب.. المعروف إعلاميا بـ"الخمسة زائد واحد" والذي أنهي تقريبا كل فرص المواجهة وأعاد الأمور إلي نقطة الصفر وأقنعت صيغة الاتفاق كل الأطراف بأنها توقع عليه وهي منتصرة..!

ونكون من البلاهة إن صدقنا أن الغرب وقع الاتفاق دون توفير كل الضمانات الممكنة لإسرائيل.. ونكون من البلاهة أيضا إن صدقنا أن إيران وقعت دون حجز حقوق سورية في الضمانات التي تريدها وتستحقها.. ويكفي ما قدمته سورية من ضريبة المقاومة وبقاءها في المعسكر المعادي لأمريكا وإسرائيل.. ولذلك.. تلمح التصريحات التالية الأسبوع الماضي وحده ومنها "أمريكا: علي المعارضة السورية الذهاب إلي جنيف 2 وهي تعلم أن الأسد باق في موقعه" وتصريح آخر "لا يمكن تصور حكم القاعدة لسورية" وتصريح آخر من روسيا "المعركة في سورية هي معركة الجميع ضد الإرهاب"!

السؤال الآن: من هي إذن الأطراف التي تضررت من الاتفاق؟ الإجابة علي الفور: تركيا وبعض الدول الخليجية.. الخليج الآن يقول في تصريحات مسئوليه ومنها سيفهم الجميع كل المعاني حين قال المسئول الكبير في الدولة الكبيرة: "سنقاتل في سورية ولو لوحدنا"!! 

أما في تركيا فليس بعيدا أن زمجرة وغضب أردوغان من الاتفاق تسبب في إخراج ملفات فساد أسرته من الأدراج الأمريكية.. فأمريكا تمرست في ذلك كثيرا.. تفسد الحكام أو من حولهم ثم تحتفظ بأدلة الفساد في أدراجها لتستخدمها في الوقت المناسب!

ضحايا الاتفاق الإيراني الغربي يحاولون إفساد جنيف 2.. وهزائم الجيش الحر والاستيلاء علي مخازن أسلحته ربما يتم من تسريبات من داخله أو ممن أعطاه السلاح أو ممن هربه له في لحظات انهيار شامل.. والغضب الخليجي التركي ليس فقط من بيع أمريكا لحلفائها في المؤامرة ضد سورية فحسب.. وإنما من إعادة ترتيب الأوضاع الإقليمية بالمنطقة كلها وفقا لمعطيات القوة والنفوذ.. ووفقا لمصلحة أمريكا وحلفائها.. نكرر حلفاءها.. والفرق طبعا كبير بين الحلفاء والأتباع!

السؤال الأهم علي الإطلاق وهو سؤال المستقبل: كيف يمكن أن تستفيد مصر ثم سوريا من كل ما يجري ؟ للإجابة مقال مستقل إن شاء الله ..
الجريدة الرسمية