رئيس التحرير
عصام كامل

زعماء الشرق الأوسط في 2013.. فساد أردوغان يزيح تركيا عن قيادة المنطقة.. وتهديدات نتنياهو بالحرب تحافظ على مكانة إسرائيل.. وبارزانى يسعى لتحقيق أحلام الأكراد.. وروحانى يجبر أمريكا على احترام إيران

رجب طيب أردوغان و
رجب طيب أردوغان و بنيامين نتنياهو

شهدت منطقة الشرق الأوسط الكثير من الإخفاقات السياسية والإطاحة ببعض القادة السياسيين، وتراجع مكانة العديد من القادة في المنطقة وتصاعد نجم بعض القادة الذين كان من أبرزهم زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أبو بكر البغدادي.

وتساءل الكاتب البريطاني باتريك كوكبرن عن الزعيم الفائز الناجي من اضطرابات الشرق الأوسط لعام 2013، مشيرا إلى أن الاضطرابات التي شهدتها المنطقة، عرضت العديد من الزعماء لكثير من المتاعب فعلى سبيل المثال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، كان يمكن أن يكون الفائز في السنوات السابقة ولكن توجيه تهم الفساد لبعض وزراء حكومته، وتدخل أطراف دولية في الحرب الأهلية السورية أفقدت آمال تركيا في أن تصبح قوة إقليمية، بعد غطرسة أردوغان لفوزه ثلاث مرات في الانتخابات، وربما يفسر ذلك فقدان أردوغان لمساته.

وأشار كوكبرن في مقاله بصحيفة الإندبندنت البريطانية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من الممكن أن يتصدر قائمة الناجين في المنطقة في السنوات السابقة، فهو سياسي وفقا للتصنيف الدولي، وأيضا شخصية ناجحة في معالجة الأمور بالتهديد بالحرب للحصول على ما يريد بدون إطلاق رصاصة واحدة، كما حدث بتهديده للمنشآت النووية الإيرانية، ثم انخفض تهديده وهو الحال دائما في الخدعة المتواصلة بشكل جيد ما يؤدي لفرض عقوبات على إيران وتحويل الانتباه عن القضية الفلسطينية، واستنكار نتنياهو للصفقة المؤقتة بين الولايات المتحدة وحلفائها وإيران، ولم يخسر نتنياهو كثيرا في تقلص نفوذه على السياسة الأمريكية.

وأضاف: أن أكثر الزعماء المخضرمين وذوي الخبرة في الشرق الأوسط هو الزعيم الكردي مسعود بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني التابع للنظام الكردي في حق تقرير المصير، وأيضا في العراق خلال الانتصارات والهزيمة كان لمسعود مهنة غير عادية مع الانتكاسات المفاجئة مثل هزيمة عام 1990 التي أعقبها انتصار مفاجئ، عندما استفاد الأكراد من كارثة صدام حسين في الكويت واستولوا على معاقل لهم في العراق.

وأكد أن حكومة إقليم كردستان هى الآن واحدة من الأماكن القليلة على وجه الأرض تتمتع بطفرة اقتصادية حقيقية، وذلك بفضل اكتشاف النفط والغاز، وعمل بارزاني بشكل متوازن بين الولايات المتحدة وإيران وتركيا والحكومة العراقية المركزية في بغداد دون أن تصبح رهينة أو ضحية أي منها.

ونظرا للعداء بين الأتراك والأكراد، كان واحدا من أبرز مشاهد من العام بارزاني في الزي الرسمي الكردي وهو يقف به على منصة في تركيا في نوفمبر، وهو يتحدث للأكراد الأتراك عن القومية الكردية وفوزهم بالحكم الذاتي وتقرير المصير في العراق وتركيا وسوريا، كما أن بارزاني شخصية متواضعة وواقعية يحافظ على تكريس سطوته وفقا للظروف.

وإذا قارنا بارزاني بالرئيس الإيراني حسن روحاني فسنجد بارزاني قدراته متواضعة بالنسبة لروحاني الذي فاز بالانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو الماضي، وتحدث عن الحقوق المدنية وتحسين الاقتصاد والتقارب مع الغرب ومقارنة روحاني بسلفه نجاد فهو شخصية جيدة نظرا لزيارته للولايات المتحدة التي أعقبها اتفاق جنيف المؤقت مع مجموعة P5 +1.

ولكن صفقة جنيف جعلت إيران تجمد برنامجها النووي، في مقابل تخفيف طفيف للعقوبات، وسيكون من الصعب على الولايات المتحدة أن ترضي إسرائيل والكونجرس ولكن إذا توصل المفاوضون الإيرانيون لاتفاق ستجلب بعض الفوائد السياسية والاقتصادية لإيران وستصبح الآفاق المستقبلية لروحاني مشرقة على الرغم من خصومه الذين حوله مثل الحرس الثوري وغيرهم، وسيقتنعون بإنجازاته عندما تكون واضحة، وتعتزم الولايات المتحدة للتوصل لاتفاق مع إيران ولكن إذا تحول الوضع واضطروا لفرض عقوبات جديدة على إيران ستكون الضغوط كبيرة للغاية على طهران أكثر من أي وقت مضى وستمضي قدما في إنتاج القنبلة النووية فهناك بعض الآفاق تبدو غير جيدة.

ورأى كوكبرن أن هناك زعيما واحدا في الشرق الأوسط يمكن أن ينظر لإنجازاته بنجاح وهو أبو بكر البغدادي في العراق الذي كان ينظر إلى تلاشي قوته على مدى السنوات الماضية، ولكن اليوم أصبح أقوى من أي وقت مضى واتسع نفوذه في العراق وسوريا.

ويعرف عن البغدادي انتماؤه لتنظيم القاعدة، وكانت جماعته تعرف باسم القاعدة في العراق ثم غير اسم جماعته لتعرف باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وقد أعلنت الولايات المتحدة مكافأة 10 ملايين دولار لمن يساهم في القبض عليه.

وكان البغدادي أحد التطورات الاستثنائية في الشرق الأوسط خلال 12 عاما منذ أحداث 11 سبتمبر وست سنوات من الطفرة في العراق كان من المفترض سحق القاعدة في العراق، ولكنها نمت في العراق وعلمت بالتجارة وشنوا هجمات على الشيعة بالعراق وأطلقوا سراح 500 سجين والكثير منهم كان من قدامى المحاربين للقاعدة، وتصاعد وجودهم في سوريا واستولوا على منطقة الرقة وساهم وجودهم في تصعيد الصراع الطائفي في كل من سوريا والعراق.
الجريدة الرسمية